السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

تفاصيل صادمة.. ملايين اللقاحات في صناديق قمامة الدول الغربية

تفاصيل صادمة.. ملايين اللقاحات في صناديق قمامة الدول الغربية

تبقى جرعة لقاح من بين كل 10 في ألمانيا دون استخدام.(رويترز)

تنتهي صلاحية ملايين الجرعات من اللقاح المضاد لفيروس كورونا في العديد من دول العالم، ويتم التخلص منها عبر صناديق القمامة بينما لا تتوفر هذه اللقاحات في العديد من البلدان الأخرى، لتمثل صورة غير عادلة لسياسات توزيع التطعيمات التي تعمل بصورة سيئة للغاية حول العالم، بحسب تقرير لمجلة «دير شبيغل» الألمانية.

وقال الطبيب الهولندي، ماركو بلانكر، إنه منذ شهور قليلة دعا 250 مريضاً مسناً إلى عيادته لتلقي اللقاح، ولكن لم يأتِ سوى 72 فقط، وانتهى الأمر بالعشرات من جرعات اللقاح إلى سلة المهملات.

وأضاف أنه في هولندا، تراجعت رغبة الناس في الحصول على التطعيم، «ومن المفترض أن الأطباء والصيدليات وحدهم لا يزالون يخزنون ما يصل إلى 200 ألف جرعة لقاح استرازينيكا في ثلاجاتهم».

لهذا السبب بدأ بلانكر مع زملائه حملة إلكترونية بهدف توصيل اللقاح ومساعدة أولئك الذين يريدون التطعيم في بلدان أخرى. ويقول: «إذا تم الالتزام بسلسلة التبريد، فيمكن أيضاً جمع الأمبولات غير المستخدمة مرة أخرى ونقلها إلى أفريقيا».

وأشار الطبيب الهولندي إلى أن الحملة واجهت مشاكل قانونية ولوجستية من الحكومة الهولندية، رغم عرض شركة شحن بأن تنقل اللقاحات، واضطر إلى تدمير كل هذه اللقاحات غير المستخدمة، بدلاً من أن تقدم إلى دول في أمس الحاجة إليها.

ونوه التقرير إلى أنه لا توجد قاعدة بيانات مركزية توثق فقدان جرعات اللقاح العالمي، لكن بيانات البلدان الفردية والتقديرات تنذر بالخطر.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يمكن أن تصبح مليون جرعة استرازينيكا في جميع أنحاء العالم غير صالحة للاستعمال بحلول نهاية أغسطس الجاري بسبب انتهاء صلاحيتها.

وأكد التقرير أنه تم إلقاء ما يقرب من 700 ألف جرعة من اللقاح في القمامة في ولاية جورجيا الأمريكية وحدها هذا العام، وكان على بولندا التخلص من نحو 73 ألف جرعة من مختلف المصانع في يوليو الماضي.

ووفقاً لمعلومات مجلة «دير شبيغل»، تبقى جرعة من بين كل 10 من اللقاح في ألمانيا حالياً في مكاتب الأطباء دون استخدام، وتحتفظ المخازن بنحو 3.2 مليون جرعة.

وبحسب الإحصائيات الدولية فقد تلقى ما يقرب من ثلث سكان العالم الآن جرعة واحدة على الأقل من اللقاح ضد كوفيد-19، إلا أنه في البلدان الفقيرة تم تطعيم 1.4% فقط من الناس مرة واحدة على الأقل. في نيجيريا، على سبيل المثال، تم تطعيم 0.7% فقط من السكان، وفي هاييتي 0.01% فقط.

وفشلت مبادرة «كوفاكس» الدولية التابعة لمنظمة الصحة العالمية ومبادرات التطعيم العالمية الأخرى حتى الآن في بناء نظام تطعيم عالمي عادل، بحسب تقرير «دير شبيغل».

وأكدت المجلة أنه حتى يومنا هذا يتدفق اللقاح بشكل أساسي على البلدان الغربية، حيث تم إعطاء ما يقرب من 5 مليارات جرعة لهذه البلدان.

وأعلن مصنعون مثل مودرينا أنهم سيرفعون من حجم الإنتاج، وأن العديد من الولايات ترغب في التبرع بالجرعات الفائضة للبلدان الفقيرة للتخفيف من الاختناقات. لكن بمجرد توزيع اللقاح على الولايات والبلديات الفردية عادة ما يكون من المعقد والمكلف إعادتها إلى موقع مركزي، ثم إلى الخارج.

ووفقاً للحكومة الألمانية الفيدرالية فإنها ترغب في منح 30 مليون جرعة لقاح من مخزونها إلى البلدان النامية بحلول نهاية العام؛ 80% منها عبر مبادرة كوفاكس، والباقي يوزع عبر اتفاقيات ثنائية على دول مثل ناميبيا وأوكرانيا وأرمينيا ودول البلقان.

وتم بالفعل تسليم 1.3 مليون جرعة من استرازينيكا عبر المبادرة لتوصيلها إلى أفغانستان وإثيوبيا والسودان وطاجيكستان وأوزبكستان، بحسب التقرير.

وأشار التقرير إلى أنه بالإضافة إلى مشكلات الصلاحية، فهناك مشكلات أخرى مثلما في كينيا التي تتراكم بمطارها ملايين اللقاحات التي تم التبرع بها والتي يقترب انتهاء صلاحيتها، ولكن تنتشر أساطير المؤامرة بالبلاد، حيث يزعم الكثيرون أن التطعيم يقتل كبار السن ويصيب الصغار بالعقم.