الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

صحة المراهقات العقلية.. انتقادات لفيسبوك بسبب إنستغرام

صحة المراهقات العقلية.. انتقادات لفيسبوك بسبب إنستغرام

اشترى فيسبوك منصة إنستغرام في عام 2012 مقابل مليار دولار - رويترز.

أظهر بحث متعمق وجود مشكلة كبيرة تتعلق بصحة المراهقين العقلية، بينما تقلل شبكة فيسبوك من أهمية هذه النتيجة في الرأي العام.

ووفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، منذ حوالي عام، بدأت المراهقة أناستاسيا فلاسوفا بزيارة معالج، بعدما أصيبت باضطراب بالأكل بسبب الوقت الذي كانت تمضيه على إنستغرام.

وبحسب تقرير الصحيفة انضمت أناستاسيا إلى المنصة في سن 13 عاماً، وكانت تقضي 3 ساعات في اليوم وهي مفتونة بالمحتوى الذي يجسد الحياة المثالية وأجساد المؤثرين المتناسقة.

وقالت فلاسوفا التي تبلغ من العمر الآن 18 عاماً، وتعيش في ولاية فرجينيا، إنها عندما كانت تتصفح تطبيق الإنستغرام، كانت ترى العديد من الصور لأجساد خيالية ومنحوتة، والجميع يمتلكون عضلات بطن مثالية.

وفي ذلك الوقت، كان الباحثون على منصة إنستغرام المملوكة لشركة فيسبوك، يدرسون تأثير هذا الظاهرة على المراهقين ونطاق تأثيرها، ولكن أكدت النتائج التي توصلوا إليها وجود بعض المشاكل الخطيرة.

وأشار الباحثون في مارس 2020، إلى أن 32% من الفتيات المراهقات يشعرن بالسوء بسبب شكل أجسامهن بسبب تطبيق الإنستغرام، والمقارنات التي من الممكن أن تغير كيفية رؤية الشابات لأنفسهن.

وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، أجرت شبكة فيسبوك دراسات حول كيفية تأثير تطبيق إنستغرام على المستخدمين الشباب، وجد باحثوا الشركة مراراً وتكراراً أن التطبيق ضار بنسبة كبيرة خاصة على الفتيات المراهقات.

وفي عام 2019، أظهر البحث أن واحدة من كل 3 فتيات مراهقات ترى مشكلة في صورة جسدها.

وأظهرت البحوث أن 14% من المستخدمين البريطانيين، و6% من المستخدمين الأمريكيين، راودتهم أفكار انتحارية.

ويعد توسيع قاعدة المستخدمين الشباب أمراً حيوياً ويعود بتحقيق إيرادات سنوية تزيد على 100 مليار دولار، ولا ترغب الشركة في تعريض هذا التفاعل الأساسي للخطر.

وتظهر البحوث أن أكثر من 40% من مستخدمي الإنستغرام يبلغون من العمر 22 عاماً أو أقل، ويسجل حوالي 22 مليون مراهق في أمريكا، يومياً الدخول إلى التطبيق، مقارنة بخمسة ملايين مراهق يسجلون الدخول إلى فيسبوك الذي تقلص عدد المستخدمين الشباب عليه منذ زمن.

وفي المتوسط يقضي المراهقون في الولايات المتحدة وقتاً أطول بنسبة 50% على إنستغرام مما يقضونه على فيسبوك.

تجاهل المخاطر

وعلى العلن، قللت شركة فيسبوك باستمرار من أهمية هذه الآثار السلبية للتطبيق على المراهقين، ولم ينشر هذه الأبحاث لتصبح متاحة للأكاديميين أو المشرعين الذين طلبوا ذلك.

وقال الرئيس التنفيذي لفيسبوك مارك زوكربيرج في جلسة استماع بالكونغرس في مارس 2021 عندما سئل عن المراهقين والأطفال والصحة العقلية: «البحث الذي رأيناه هو أن استخدام التطبيقات الاجتماعية للتواصل مع أشخاص آخرين يمكن أن يكون له فوائد صحة عقلية إيجابية».

وفي مايو أخبر آدم موسيري رئيس الإنستغرام المراسلين، أن الأبحاث التي شاهدها تشير إلى أن تأثيرات التطبيق على رفاهية المراهقين من المحتمل أن تكون صغيرة جداً.

وأضاف: «لا أقصد بأي حال من الأحوال التقليل من أهمية هذه القضايا، فبعض القضايا المذكورة هي هذه القصة ليست بالضرورة أن تكون واسعة الانتشار، ولكن تأثيرها على الناس قد يكون هائلاً».

وقال إنه يعتقد أن فيسبوك تأخر في إدراك وجود عيوب في ربط الأشخاص بهذه الأعداد الكبيرة.

وأشار إلى أن بعض ميزات إنستغرام قد تكون ضارة لبعض المستخدمين الشباب، ولا يمكن معالجتها بسهولة، وأضاف أنه في المقابل هناك الكثير من الأمور الجيدة في التطبيق.

ما يعرفه Facebook

وتشكل وثائق إنستغرام جزءاً من مجموعة الاتصالات الداخلية في مجالات تشمل الصحة العقلية للمراهقين والخطاب السياسي والاتجار بالبشر، وهي تقدم صورة لا مثيل لها لكيفية إدراك فيسبوك تماماً أن المنتجات والأنظمة الأساسية لنجاح أعمالها تفشل بشكل روتيني.

وتظهر الوثائق أيضاً أن شركة فيسبوك بذلت الحد الأدنى من الجهود لمعالجة هذه المشكلات والتقليل من شأنها على الرأي العام.

والباحثون الذين أجروا هذه الدراسات هم موظفون في شركة فيسبوك، ومتخصصون في مجالات تشمل علوم البيانات، والتسويق وتطوير المنتجات.

وعلى مدار 18 شهراً، أجرى الباحثون ما أطلقوا عليه، «الغوص العميق للصحة العقلية للمراهقين».

وتوصلوا إلى استنتاج مفاده أن بعض المشكلات كانت خاصة بإنستغرام، وليست وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، خاصة ظاهرة القيمة الاجتماعية، وهي عندما يقيم الناس أنفسهم فيما يتعلق بجاذبية الآخرين وثروتهم ونجاحهم.

وتعتبر المقارنة الاجتماعية على إنستغرام أسوأ من غيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، حيث إنه أكثر المواقع التي يركز متابعوها على الشكل ونمط الحياة، ما قد ينعكس بصورة أكثر ضرراً على المراهقين الذين يعتبرون جوهر النظام الأساسي.

وتشير الأبحاث الداخلية في مارس 2020، إلى أن الميل لمشاركة أفضل اللحظات والمظهر المثالي والمنتجات المسببة للإدمان دفعت عدداً كبيراً من المراهقين نحو اضطرابات الأكل، والاكتئاب.

وفي أغسطس، دعا السيناتور ريتشارد بلومنثال ومارشا بلاكبيرن مالك شركة فيسبوك زوكربيرغ إلى إصدار بحث داخلي حول تأثير منصاتها على الصحة العقلية للشباب.

ورداً على ذلك، أرسلت شركة فيسبوك إلى أعضاء مجلس الشيوخ خطاباً من 6 صفحات قالت فيه إن هناك العديد من المختصين في إجراء الدراسات ونحن لسنا على علم بذلك كثيراً.

وأشار فيسبوك أيضاً في رسالته إلى أن أبحاثه الداخلية هي ملكية خاصة ويتم الاحتفاظ بها في سرية لتعزيز الحوار الصريح والمفتوح والعصف ذهنياً.

وقالت متحدثة باسم فيسبوك إن الشركة ترحب بالتعاون المثمر مع الكونغرس، وستبحث عن فرص للعمل مع باحثين خارجيين في دراسات موثوقة.

سباق للمستخدمين المراهقين

اشترى فيسبوك منصة إنستغرام في عام 2012، مقابل مليار دولار، وكانت حينها شركة صغيرة تضم 13 موظفاً، وفي ذلك العام شهدت شبكة فيسبوك لأول مرة انخفاضاً في عدد المراهقين، وكانت الشركة ترى أن إنستغرام هو أفضل رهان لجذب المراهقين.

وتشير أبحاث فيسبوك إلى أن تأثيرات إنستغرام ليست ضارة لجميع المستخدمين، وبالنسبة إلى معظم المراهقين يمكن التحكم في تأثيرات المقارنة الاجتماعية السلبية، ويمكنن أن تتفوق عليها الأداة المساعدة للتطبيق كطريقة ممتعه للمستخدمين للتعبير عن أنفسهم والتواصل مع الأصدقاء.