الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

بوادر أزمة.. باريس تنتقد كانبيرا بعد فسخها عقد شراء غواصات فرنسية

بوادر أزمة.. باريس تنتقد كانبيرا بعد فسخها عقد شراء غواصات فرنسية

فلورانس بارلي. (أ ف ب)

اعتبرت فرنسا أن أستراليا وجّهت لها «طعنة في الظهر» وأن الرئيس الأمريكي جو بايدن اتخذ «قراراً مفاجئاً» على طريقة الرئيس الأمريكي السابق دونالد «ترامب»، وذلك بعد الإعلان عن شراكة استراتيجية بين واشنطن وكانبيرا ولندن أدت إلى فسخ عقد لشراء أستراليا غواصات فرنسية.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان لإذاعة «فرانس إنفو»، «إنها حقاً طعنة في الظهر»، مشيراً إلى أنه «غاضب جداً» ويشعر «بمرارة كبيرة». وتابع: «أقمنا علاقة مبنية على الثقة مع أستراليا. وهذه الثقة تعرضت للخيانة».

وكان لودريان قد أبرم «صفقة القرن» بشأن الغواصات مع أستراليا عندما كان وزيراً للدفاع.

في الوقت نفسه، رأت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي في حديث عبر إذاعة فرنسا الدولية «آر إف إي» أن فسخ أستراليا العقد هو قرار «خطير» على صعيد السياسة الدولية ويشكل «نبأً سيئاً جداً بالنسبة لاحترام الكلمة المعطاة».

وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، اليوم الخميس، فسخ أستراليا عقداً ضخماً بقيمة 90 مليار دولار أسترالي (56 مليار يورو)، أبرمته مع فرنسا في 2016 لشراء غواصات تقليدية.

وفضّلت كانبيرا عقد شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة وبريطانيا تتضمّن خصوصاً تسليمها غواصات أمريكية تعمل بالدفع النووي.

وانتقد الوزيران الفرنسيان بشكل صريح أيضاً الرئيس الأمريكي الذي اتّهماه بسحق حلفائه.

وصرّح لودريان بأن «هذا القرار الأحادي والمفاجئ وغير المتوقع يشبه كثيراً ما كان يفعله السيّد ترامب». وقال: «تبلغنا فجأة عبر تصريح للرئيس بايدن بأن العقد المبرم بين فرنسا والأستراليين توقف، ثمّ أن الولايات المتحدة ستقترح عرضاً نووياً على الأستراليين لا نعرف مضمونه».

وأكد أن «ذلك غير مقبول بين الحلفاء... كنّا نتحدث عن كلّ هذه الأمور مع الولايات المتحدة منذ وقت قصير وجاء هذا الانفصال. إنه أمر لا يُحتمل».

من جهتها، قالت بارلي: «نحن مدركون تماماً الطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة مع حلفائها وشركائها».

واختارت كانبيرا عام 2016 مجموعة «نافال غروب» الفرنسية للصناعات الدفاعية لشراء 12 غواصة ذات دفع تقليدي (غير نووي) التي انبثقت عنها فيما بعد الغواصات الفرنسية ذات الدفع النووي من نوع «باراكودا».

ولدى سؤالها عن تعويضات محتملة، أجابت بارلي «سندرس كافة المسارات» مع محاولة «الحدّ قدر الإمكان من العواقب على مجموعة نافال».

وأكد لودريان «أننا سنحتاج لتوضيحات. لدينا عقود. ينبغي على الأستراليين أن يقولوا لنا كيف سيخرجون منها»، مطالباً أستراليا وكذلك واشنطن بتقديم «تفسيرات».