الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

أزمة الغواصات الأسترالية.. محادثات بين ماكرون وبايدن قريباً

أزمة الغواصات الأسترالية.. محادثات بين ماكرون وبايدن قريباً

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. (أ ف ب)

صرح المتحدث باسم الحكومة الفرنسية غابرييل أتال، اليوم الأحد، بأن الرئيس إيمانويل ماكرون، سيتحدث في الأيام القادمة إلى نظيره الأمريكي جو بايدن، في أول اتصال بينهما منذ اندلاع أزمة دبلوماسية كبيرة بين فرنسا والولايات المتحدة بشأن صفقة غواصات مع أستراليا.

وقال أتال إن المكالمة الهاتفية ستتم بناء على طلب من بايدن، وإنه بعد «الصدمة» و«الغضب» في البداية، فقد حان الوقت للمضي قدماً.

وكانت أستراليا قد ألغت عقداً مبرماً في 2016، بقيمة لا تقل عن 66 مليار دولار، مع فرنسا، لتصنيع 12 غواصة تقليدية تعمل بالديزل والكهرباء، وبدلاً من ذلك وقعت أستراليا مع الولايات المتحدة وبريطانيا عقداً لشراء 8 غواصات تعمل بالطاقة النووية، وتصر فرنسا على أنها لم يتم إبلاغها بالاتفاق مسبقاً، واستدعت فرنسا سفيريها من الولايات المتحدة وأستراليا في مؤشر على خطورة الأزمة.

وتتميز الغواصات الأمريكية، التي تعمل بالطاقة النووية، بخصائص فائقة في التخفي، والسرعة، والقدرة على المناورة، والقدرة على البقاء تحت الماء لفترات طويلة، مقارنة بالغواصات التقليدية، كما يمكن لها حمل أسلحة أكثر تقدماً وعدداً، بما يسمح لأستراليا بنشرها في المناطق المتنازع عليها، دون مخاطر، أو مخاطر رصد ضئيلة، وفق بيان لوزارة الدفاع الأسترالية.



غضب فرنسي

ويؤشر استدعاء فرنسا لسفيريها، من الولايات المتحدة وأستراليا، على عمق الأزمة، التي جعلت فرنسا تشعر بما وصفته بالخيانة والغضب والمرارة، بحسب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان.

وكان بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، ورئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، قد أعلنوا ليلة الأربعاء الماضي شراكة أمنية وصفوها بالتاريخية تجمع بين الدول الثلاث أطلقوا عليها «أوكوس» (AUKUS)، وهو الأحرف الأولى من الدول الثلاث بالإنجليزية.

ويؤدي فسخ الصفقة إلى خسارة فرنسا 50 مليار دولار أسترالي، «نحو 31 مليار يورو»، بحسب صحيفة لوفيجارو الفرنسية، وهو ما دفع باريس للتشكيك في أي اتفاق تجاري مع أستراليا، التي تحتاج بشدة لإنجاز اتفاق تجاري جديد، جرت بشأنه 11 جولة من المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي منذ عام 2018، حسب وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية، كليمان بون.

ويعد الاتحاد الأوروبي ثالث شريك تجاري لأستراليا، حيث بلغت المبادلات التجارية عام 2020 نحو 36 مليار يورو للبضائع، و26 مليار يورو للخدمات، بين الطرفين، بحسب المفوضية الأوروبية التي تتفاوض نيابة عن دول الاتحاد الأوروبي مع أستراليا.



تغيير في الاحتياجات

ولامتصاص غضب فرنسا، تقول أستراليا إن الدافع وراء فسخ التعاقد، هو التغيير في الاحتياجات وليس التغيير في الرأي، كما قال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، كما ستقوم الولايات المتحدة بزيادة عدد قواتها في أستراليا، حيث تم توقيع اتفاقيات جديدة بين البلدين حول زيادة التعاون في مجال القوات الجوية، ونشر دوريات لجميع أنواع الطائرات العسكرية الأمريكية في أستراليا، وبناء قواعد عسكرية أمريكية جديدة في المناطق الأسترالية الجنوبية، وفق عدد من المسؤولين الأستراليين في مقدمتهم وزير الدفاع، بيتر داتون.