الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

سنوات ميركل.. علاقات استراتيجية عميقة بين الإمارات وألمانيا

سنوات ميركل.. علاقات استراتيجية عميقة بين الإمارات وألمانيا

(أ ف ب)

شهدت العلاقات الإماراتية الألمانية تطوراً كبيراً خلال الـ16 عاماً الماضية، في ظل حكم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، والتي ستغادر المنصب قريباً بعد الانتخابات المقررة الأسبوع المقبل في 26 سبتمبر.

ويحافظ البلدان على علاقات وثيقة في مختلف المجالات. وقبل ميركل كانت العلاقة وطيدة، حيث تم توقيع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في أبريل 2004، إلا أنه تحت حكم المستشارة تم تعزيز العلاقات بصورة ضخمة وواضحة، خاصة بعد توقيع إعلان نوايا مشترك عندما زار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة برلين في يونيو 2019.

وأكد موقع وزارة الخارجية الألمانية أن الإمارات هي الشريك التجاري الأكبر لألمانيا في المنطقة بجانب تركيا والمملكة العربية السعودية، وبلغ حجم التجارة الثنائية بين الإمارات وألمانيا 7.51 مليار يورو في عام 2020.

وعلى رأس أهم سلع التصدير الألمانية للإمارات تأتي الطائرات والسيارات والآلات، وكذلك المنتجات الكهربائية والكيميائية. كما تستورد ألمانيا من الإمارات بشكل رئيسي منتجات الألمنيوم والمنتجات البتروكيماوية. وتدعم غرفة التجارة والصناعة الألمانية الإماراتية، التي تأسست عام 2009 هذه المبادلات التجارية.

وتعمل نحو ألف شركة ألمانية في الإمارات أبرزها شركة «سيمنز»، بحسب موقع وزارة الخارجية الألمانية. من جهتها تؤكد شركة «طيران الإمارات» عبر موقعها أنها تساهم بـ288 مليون يورو في الاقتصاد الألماني كل عام عن طريق النفقات المباشرة والإنفاق التسويقي، ما يفسّر أثر طيران الإمارات الكبير على العمالة والنمو الاقتصادي في ألمانيا.

وأظهرت دراسة أجرتها مؤسسة «فرونتير إيكنومكس» عام 2015 بعنوان «التأثير الاقتصادي للإمارات في أوروبا»، أن أنشطة طيران الإمارات برحلاته اليومية لعدد من المطارات الألمانية شكلت أكثر من 11 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة في ألمانيا وحدها في عام 2013، بناتج محلي إجمالي بلغ مليار يورو.

وأكد موقع «زد دي إف» الألماني عمق الشراكة الاقتصادية بين البلدين في عهد ميركل، حيث تعتبر الإمارات أهم مشترٍ للمنتجات الألمانية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفي المركز الـ11 من حيث أكبر أسواق التصدير لألمانيا. وبلغت الصادرات الألمانية إلى الإمارات 8.7 مليار يورو في 2019، وكان الفائض التجاري مع الإمارات البالغ 7.6 مليار يورو، عاشر أكبر فائض في العالم.

وأضاف الموقع أن هناك نحو مليون سائح ألماني يزور الإمارات سنوياً، فيما تزايد عدد الزوار من دول الخليج العربي والإمارات بالأخص إلى ألمانيا خلال السنوات الأخيرة.

وتطرق موقع «دي تسايت» الألماني إلى زيارة المستشارة ميركل للإمارات في مايو 2017، مشيراً إلى أن من أبرز لقطات الزيارة كانت صورة ميركل وهي تملأ سيارة من ماركة مرسيدس تعمل بالغاز الطبيعي بعد افتتاحها محطة تعبئة بالغاز الطبيعي في مدينة «مصدر» بالقرب من أبو ظبي، في إطار سعي المدينة لأن تكون خالية تماماً من ثاني أكسيد الكربون، بواسطة عدد من الشركات الألمانية المتخصصة في هذا المجال.

من جهة أخرى، تطرق موقع السفارة الإماراتية في برلين إلى التعاون الوثيق بين البلدين بما يحقق خدمة مصالحهما المشتركة، مشيراً إلى أن اهتمام ألمانيا بدولة الإمارات اقتصادياً يرجع إلى موقعها الاستراتيجي في منطقة الخليج العربي، والبنية التحتية الاستثمارية المتميزة التي تجعل من دولة الإمارات مركزاً متميزاً للشركات العالمية المهتمة بالعمل في الأسواق الآسيوية والشرق الأوسط، وفي الوقت نفسه تساهم الكفاءة العالية لأسواق رأس المال والتأمينات القانونية في أن تحتل ألمانيا مكانة متقدمة في مراكز الأعمال الدولية، خاصة مع كون ألمانيا قاطرة الاقتصاد في القارة الأوروبية، وما يحظى به اقتصادها من تنوع وارتفاع مستوى المصنوعات وجودة قطاع الخدمات والعلاقات التجارية الضخمة مع جيرانها الأوروبيين.

وأضاف الموقع أنه في إطار الحرص على دعم العلاقات الاقتصادية اتفقت حكومتا البلدين على إنشاء اللجنة الإماراتية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني التي تجتمع بشكل منتظم كل عامين، ويشارك فيها كبار المسؤولين الحكوميين والهيئات الاقتصادية والشركات الخاصة من كلا البلدين؛ لبحث آفاق التعاون الاقتصادي وتعزيز أطر التجارة والاستثمار.

وتطرق موقع الحكومة الاتحادية الألمانية إلى أوجه التعاون الأخرى بين البلدين ومنها المجال الثقافي، حيث يمتلك معهد غوته مكتباً إقليمياً في أبوظبي منذ عام 2006، ومركزاً لتعليم اللغة في دبي منذ عام 2007، بالإضافة إلى وجود 20 مشروع تعاون بين الجامعات والمؤسسات التعليمية الألمانية والإماراتية.

وأشار الموقع إلى تواجد ألمانيا بمعرض إكسبو 2020 عبر جناح كبير حول موضوع «الاستدامة».

وتطرق تقرير للموقع الألماني «إف فاو فيه» إلى أن دبي تحول المستقبل إلى حقيقة في إكسبو، وأن التكنولوجيا الجديدة بالمعرض والمعايير الجديدة بالنقل وحركة المرور تؤكد أن المستقبل أصبح حاضراً هناك.

وتطرق التقرير للإبهار الذي سيكون حاضراً عبر إمكانية أن يكسر الزوار الحدود بين العالم المادي والرقمي، واختبار المركبات ذاتية القيادة واستكشاف الفضاء، والطواف عبر الكون في جناح أستراليا، والسفر مباشرة إلى بغداد في القرن التاسع مع أكبر منصة في العالم.