الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

تطورات جديدة في «أخطر أزمة منذ حرب العراق» بين فرنسا وأمريكا

تطورات جديدة في «أخطر أزمة منذ حرب العراق» بين فرنسا وأمريكا

قرر ماكرون عودة السفير الفرنسي لدى الولايات المتحدة، فيليب إتيان، إلى واشنطن «الأسبوع المقبل». (أ ف ب)

بعد ستة أيام من اندلاع أزمة الغواصات، أعلن جو بايدن وإيمانويل ماكرون «التزامات» لإعادة إرساء الثقة التي تعرضت لاختبار بين باريس وواشنطن، مع إقرار الرئيس الأمريكي بأن «المشاورات المفتوحة بين الحلفاء» كان من شأنها تفادي هذه التوترات.

وفي هذه المكالمة الهاتفية التي طال انتظارها، حاول الرئيسان إيجاد حل لأخطر أزمة دبلوماسية بين الولايات المتحدة وفرنسا منذ الرفض الفرنسي لحرب العراق عام 2003.

وجاء في بيان مشترك للبيت الأبيض وقصر الإليزيه أن إجراء «مشاورات مفتوحة بين الحلفاء بشأن القضايا ذات الأهمية الاستراتيجية بالنسبة إلى فرنسا والشركاء الأوروبيين كان من شأنه تفادي هذا الوضع» مضيفاً «وقد أعرب الرئيس بايدن عن التزامه الدائم بهذا الصدد»، فيما اتهمته باريس بالتصرف مثل سلفه دونالد ترامب.

وبالتالي قرّر الرئيسان الأمريكي والفرنسي اللذان سيلتقيان «في أوروبا نهاية شهر أكتوبر إطلاق عملية تشاور معمّق تهدف إلى تأمين الظروف التي تضمن الثقة واقتراح تدابير ملموسة لتحقيق الأهداف المشتركة».

وقالت المتحدّثة باسم البيت الأبيض جين ساكي للصحفيين إنّ المحادثة بين بايدن وماكرون كانت «ودّية» وإنّ الرئيس الأمريكي يأمل أن تشكّل «خطوة نحو عودة الوضع إلى طبيعته» بين الحليفين.

وفي سياق التهدئة هذا، قرر ماكرون عودة السفير الفرنسي لدى الولايات المتحدة، فيليب إتيان، إلى واشنطن «الأسبوع المقبل».

وكانت باريس قد استدعت الجمعة سفيري الولايات المتحدة وأستراليا، وهو قرار غير مسبوق تجاه حليفين تاريخيين، للاحتجاج على إعلان شراكة استراتيجية بين هذين البلدين والمملكة المتحدة نتج عنها فسخ عقد ضخم لشراء غواصات فرنسية من جانب كانبيرا.

وقال بنجامين حداد مدير الفرع الأوروبي لمركز أتلانتيك كاونسل للبحوث إن «الرسائل جيدة» معترفاً بأنه كان من الضروري «التواصل بشكل أفضل». وأضاف أن «الأمريكيين فهموا أن الصدمة الرئيسية في باريس لم تأتِ من البعد التجاري بقدر ما أتت من انهيار الثقة» محذراً «لا يمكن التغلب على كل شيء بمحادثة».



«أهمية استراتيجية»

وأضاف البيان المشترك أن الولايات المتحدة تؤكد أن «التزام فرنسا والاتحاد الأوروبي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ له أهمية استراتيجية».

واعتبر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأربعاء في مستهل لقاء مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، أن على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة العمل بهدف «تعزيز الثقة» ضمن شراكتهما بعد الأزمة بين واشنطن وباريس.

وقال بوريل «يمكننا تعزيز الثقة بيننا»، لافتاً إلى «أسبوع بالغ الاضطراب» في أروقة الأمم المتحدة التي بدأت اجتماعات جمعيتها العامة الثلاثاء، فيما أعلن بلينكن أن الشريكين يعملان أصلاً في شكل وثيق «في العالم أجمع، ويشمل ذلك طبعاً أفغانستان ومنطقة الهند-المحيط الهادئ وأوروبا».

«أعطوني استراحة»

من جانبه، دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أثناء زيارته لواشنطن باريس إلى تمالك نفسها. وقال «أعطوني استراحة» مؤكداً أن الشراكة «ليست حصرية ولا تحاول إقصاء أي كان».

واعتبر بايدن أن «من الضروري أن يكون الدفاع الأوروبي أكثر قوة وكفاءة» للمساهمة في الأمن عبر المحيط الأطلسي وإكمال «دور الحلف الأطلسي».

وأثارت هذه الأزمة نقاشاً في فرنسا، لكن أيضاً في دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، حول الحاجة إلى الإسراع نحو سيادة أوروبية أكبر في مجال الدفاع من أجل تحرير نفسها من المظلة الأمريكية.

لكن معظم العواصم الأطلسية، مثل كوبنهاغن، أحد أقرب حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا، أبدت تحفظات علنية. وأعلنت رئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن الأربعاء أن بلادها، لا تفهم على الإطلاق «الانتقادات الفرنسية والأوروبية الموجهة إلى واشنطن في أزمة الغواصات، مدافعة عن الرئيس الأمريكي» المخلص جداً جو بايدن.

وعادت فرنسا إلى المنظمة عام 2009 إبان رئاسة نيكولا ساركوزي، بعد 43 عاماً من تركها في عهد الجنرال شارل ديغول.

وقالت وزيرة الجيوش الفرنسية فلوارنس بارلي الأربعاء أمام أعضاء مجلس الشيوخ إن «الحوار السياسي غير موجود داخل حلف الأطلسي» لكن «يجب ألا نغلق باب» الحوار.

والثلاثاء، وعد الرئيس الأمريكي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن يعود مجدداً شريكاً موثوقاً به من حلفائه الذين أسيئت معاملتهم خلال عهد ترامب. وقال في نيويورك «خلال الأشهر الثمانية الماضية، أعطيت الأولوية لإعادة بناء تحالفاتنا».