الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

رداً على بايدن.. سياسي أمريكي: واشنطن ما زالت في حالة حرب

رداً على بايدن.. سياسي أمريكي: واشنطن ما زالت في حالة حرب

السياسي الأمريكي بيت هوكسترا.

انتقد السياسي الأمريكي بيت هوكسترا ما ورد في خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء الماضي من أن الولايات المتحدة ليست في حالة حرب الآن لأول مرة منذ 20 عاماً.

وقال بيت هوكسترا، الذي عمل سفيراً للولايات المتحدة في هولندا، وعضواً في الكونغرس لمدة 18 عاماً، حيث شغل منصب رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب، إن ما ذكره بايدن يعد «تفاخراً غريباً في ضوء الطريقة التي غادرت بها الولايات المتحدة أفغانستان، وما يعنيه ذلك بالنسبة للمستقبل».

وأكد هوكسترا في تقرير نشره معهد جيتستون الأمريكي أن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان خلف وراءه آلاف الأصدقاء والحلفاء ومعدات تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.

وقال هوكسترا: «لم نكن مطلقاً في حرب مع أفغانستان. فعدونا كان وما زال أفراداً استلهموا موقفهم من تفسير متزمت للإسلام واستخدموا أساليب إرهابية لفرض قضيتهم».

وأضاف: «سياسياً، نحن غادرنا أفغانستان كما وجدناها... يقودها المتطرفون نفسهم الذين سيطروا عليها منذ 20 عاماً. ورغم ما قد تعلنه طالبان، فإن المخابرات الأمريكية تقدر أنه من الممكن أن يعيد تنظيم القاعدة تشكيله بصورة كاملة في أفغانستان في غضون عام أو عامين».

وقال هوكسترا إن خطاب بايدن في الأمم المتحدة لم يتطلع للمستقبل. وتحديداً، فإن تصريحه غير الدقيق بأن أمريكا لم تعد في حالة حرب في أي مكان في العالم أوضح اعتقاده بأن الحرب ضد الإرهاب قد انتهت.

وأشار هوكسترا إلى أن الرئيس جورج دبليو بوش قال أمام الكونغرس بعد 9 أيام من هجمات 11 سبتمبر إن حرب الولايات المتحدة ضد الإرهاب تبدأ بتنظيم القاعدة لكن لا تنتهي بها. ولن تنتهي حتى يتم الوصول إلى كل جماعة إرهابية على مستوى العالم وكبحها وهزيمتها. وما زالت الولايات المتحدة بعيدة كثيراً عن تحقيق ذلك الهدف.

وأضاف هوكسترا أنه طوال فترة كبيرة من الـ20 عاماً الماضية، أدى عدم وضوح من هو عدو الولايات المتحدة ولماذا يهاجمها إلى تضليل الأمريكيين. وتسبب ذلك في صعوبة التركيز على المطلوب عمله وعلى ما قد يكون عليه الانتصار.

وقال هوكسترا إنه بعد شهر فقط تقريباً من انسحاب الولايات المتحدة المشين من أفغانستان، يعلن الرئيس الأمريكي أننا لسنا في حالة حرب. وفي حقيقة الأمر لا يمكن للرئيس أن يعلن فقط أن الحرب ضد الإرهاب انتهت وينسحب. فالعدو ما زال موجوداً. وما زال الأفراد الذين تعتبرهم الولايات المتحدة إرهابيين موجودين هناك، وقد جدد نشاطهم الآن ما يتصورونه نجاحاً لهم في أفغانستان. وهم أفضل تجهيزاً من أي تنظيم إرهابي في العالم بسبب ما تركه لهم الأمريكيون في أفغانستان، وهم ما زالوا يعتمدون على وجهة نظرهم بالنسبة للدين الذي يحاولون اختطافه وهو الإسلام.

وأكد هوكسترا أن بوسع الرئيس بايدن أن يقول ما يريده لكن هذا لا يعني أنه الحقيقة. فالطرف الآخر له رأيه في هذا الأمر. وقال هوكسترا: رأينا ونحن نغادر كابول، كيف تحدث المتطرفون بوضوح، إنهم مازالوا في حرب معنا. وإذا ما كان فريق المستشارين الذين يعتمد عليهم الرئيس، وهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي، ووزير الدفاع لويد أوستن، قد أبلغوه أن الولايات المتحدة لم تعد في حالة حرب، فإن هذا يعني أن العالم في مشكلة خطيرة.

واختتم هوكسترا تقريره بأن المتطرفين لم يستسلموا: وما زالوا موجودين. وفي حقيقة الأمر، فإن العالم أصبح مكاناً أكثر خطورة مما كان عليه قبل شهور قليلة مضت. فالمتطرفون سوف يعودون. وقال: «دعونا نأمل أنه عندما يهاجموننا، أن يقدم قادتنا الوضوح الضروري هذه المرة لتحديد الأعداء وهزيمتهم تماماً».