الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الألمان يوجهون اليوم البوصلة السياسية لأكبر اقتصاد في أوروبا

الألمان يوجهون اليوم البوصلة السياسية لأكبر اقتصاد في أوروبا

تشكيل تحالف من ثلاثة أحزاب هو النتيجة الأكثر ترجيحاً للانتخابات. (أ ف ب)

يتوجه الألمان، اليوم الأحد، إلى صناديق الاقتراع لتحديد الاتجاه السياسي لأكبر اقتصاد في أوروبا، بعد ما يقرب من 16 عاماً من عهد المستشارة أنغيلا ميركل.

الانتخابات بالغة الأهمية حيث يتعين على من يريد الفوز بها التغلب على الحزب الاشتراكي الديمقراطي من تيار يسار الوسط، بعد الصعود الثابت غير المتوقع للحزب إلى قمة استطلاعات الرأي.

ويعتبر مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي لمنصب المستشارية، أولاف شولتس (63 عاماً) والذي عمل مع ميركل من قرب كوزير للمالية خلال السنوات الأربع الماضية، هو المرشح المتصدر للسباق لخلافتها على منصبها في المستشارية.

وخسر منافسه الرئيسي أرمين لاشيت (60 عاماً) مرشح حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي قاعدة خلال حملة انتخابية باهتة، لكنه قلص الفجوة في استطلاعات الرأي إلى بضع نقاط مئوية خلال الأيام الأخيرة.

وستكون مثل هذه الفوارق الصغيرة حاسمة حيث تضع الأحزاب نفسها في صفقات التحالف بعد ظهور النتائج.

ولأول مرة في تاريخه، قدم حزب الخضر مرشحاً لمنصب المستشار هذا العام، لكن شعبية أنالينا بيربوك شهدت انخفاضاً، ومن المتوقع أن تحتل المركز الثالث بفارق كبير.

وقادت ميركل الكتلة المحافظة- المؤلفة من حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي وشقيقه البافاري الاتحاد المسيحي الاجتماعي- للفوز في الانتخابات الأربعة الأخيرة، ما ميز الثقافة السياسية في ألمانيا لجيل كامل.

وتعتبر ميركل ثاني أطول زعيم يتولى السلطة في البلاد بعد هيلموت كول، الذي قاد ألمانيا من خلال إعادة التوحيد.

ويرى معظم المعلقين أن تشكيل تحالف من ثلاثة أحزاب هو النتيجة الأكثر ترجيحاً للانتخابات. ولم يتمكن أي حزب من تأمين الحصول على أكثر من ربع حصة الأصوات خلال استطلاعات الرأي خلال الحملة.

وفي حال استمرت ألمانيا في ظل ائتلاف الحزبين المسيحي الديمقراطي/المسيحي الاجتماعي، فإن هذا يعتبر تفويضاً للاستمرارية، مع وعود بتخفيضات ضريبية تستهدف بشكل أساسي أصحاب الدخول المتوسطة والعالية، ومراقبة صارمة للدين العام وأجندة تغير المناخ التي تركز على تجارة انبعاثات الكربون.

وفي حال ما إذا تأرجحت ألمانيا نحو اليسار، فمن المرجح أن تفضل التخفيضات الضريبية ذوي الدخول المتوسطة والمنخفضة، مع ارتفاع أعلى معدل للضرائب، وسيصبح الحد الأدنى للأجور البالغ 12 يورو في الساعة حقيقة واقعة وسيتم فتح الخزانة العامة للاستثمار في مجالات مثل مصادر الطاقة المتجددة والبنية التحتية العامة.

وعندما يتعلق الأمر بالائتلافات، فإن ضم حزب الخضر، أو الديمقراطيين الأحرار، أو تحالف «دي لينك» اليساري المتشدد في الائتلاف، سيجلب مجموعة من السياسات الجديدة إلى طاولة المفاوضات. ويريد الخضر أن يقدموا المزيد بشأن تغير المناخ وبناء مصادر الطاقة المتجددة. فيما لدى الديمقراطيين الأحرار أجندة لخفض الضرائب ومؤيدة للأعمال، ويريد ناخبو «دي لينك» فرض ضرائب أعلى على الأغنياء وأقل على أصحاب الدخل المنخفض.

وعلى الرغم من خسارته احتمالية قيادة حكومة ائتلافية، فإن حزب الخضر- المدعوم ربما باحتجاجات المناخ يوم الجمعة- لا يزال يأمل في تعظيم فرصه في الانضمام إلى الحكومة. وإذا تمكن الخضر من الحصول على حوالي 16 إلى 17% من الأصوات كما هو متوقع، فسيكون ذلك بمثابة مضاعفة ملحوظة لتفويضهم منذ الانتخابات الأخيرة في عام 2017.