الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

أزمة الوقود في بريطانيا: ذعر أفضى إلى أزمة.. أم غياب خطة اقتصادية؟

أزمة الوقود في بريطانيا: ذعر أفضى إلى أزمة.. أم غياب خطة اقتصادية؟

محطة وقود خلت من البنزين. (رويترز)

تتفاقم أزمة نقص الوقود في المملكة المتحدة بشكل لافت وسريع، منذ أن بدأت في عطلة نهاية الأسبوع، وسط تكالب الناس في طوابير طويلة أمام محطات الوقود للتزود به، خشية نفاده.

وترى ندى حسام (طبيبة مقيمة في أكسفورد)، أن «الناس هي من تسببت في الأزمة». وأوضحت لـ«الرؤية»: «صحيح أنني أعاني مما يحدث، لكن في بداية الجائحة، شعر الناس أيضاً بالذعر وتدفقوا على المتاجر لشراء وتخزين السلع، حتى إن أزمة حدثت نتيجة لنفاد أوراق التواليت. هذا هو ما يحدث الآن، الناس يتدفقون على محطات البنزين من السادسة صباحاً، فطبيعي أن يكون هناك ضغط».

من جانبها، أكدت صفاء أحمد (ربة بيت عربية تعيش في مقاطعة كينيت - جنوب شرق إنجلترا) أنه «بالرغم من أن المسؤولين البريطانيين طمأنوا الناس بأنها مشكلة صغيرة وستعمل الحكومة على حلها، فإن الكثيرين على العكس شعروا بالقلق، وتدفقوا على محطات البنزين، لذا تفاقمت المشكلة.. البعض كان لا يكتفي بملء خزان سيارته بالبنزين، بل كانوا يخزنونه أيضاً في غالون وأكياس بلاستيك».

وقالت صفاء لـ«الرؤية»: إنها شعرت بالأزمة «يوم الجمعة نحو الساعة التاسعة والنصف صباحاً، بعدما أوصل الناس أولادهم إلى المدارس، لتزدحم محطات البنزين فجأة».

وبحلول الظهر، كانت غالبية محطات الوقود قد أقفلت، بعد نفاد البنزين، ما تسبب في مشكلات كثيرة ترتبت على عدم قدرة الكثيرين على الخروج خلال العطلة، باستثناء الاصطفاف في محطات البنزين.

بعض الشركات أيضاً أعلنت أنها تواجه صعوبات في التوصيل تؤثر على إمدادات المواد الغذائية في متاجر السوبر ماركت، وهو ما علقت عليه صفاء، قائلة إنها ككثيرين شعروا بنقص في نوعيات الأطعمة وكمياتها في أرفف المتاجر على مدار أسابيع بل وشهور ماضية منذ الخروج من الاتحاد البريطاني (بريكست).

جدير بالذكر، أن أزمة سائقي الشاحنات في ميناء «دوفر» كانت من تبعات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. حيث لم يتم تجديد تأشيرات السائقين الأوروبيين (إذ لا يمتهن الإنجليز عادة مهنة سائقي التريلات)، ما أعاق وصول الكثير من البضائع الأوروبية إلى مختلف أنحاء بريطانيا طوال الفترة الماضية.

وتوضح صفاء: «لي كثير من الأصدقاء البريطانيين الذين اهتزت ثقتهم في الحكومة بعد هذه الأزمات، خاصة أزمة الوقود الحالية، منهم من وصف الحكومة بالفاشلة، ومنهم من قال هذا ما جنيناه من بريسكت، وغالبيتهم وجهوا اللوم إلى الحكومة لعدم تخطيطها لما بعد بريكست».

وختمت: «نادراً ما تجدين الآن أحداً هنا يدافع عن بريكست، لكثرة تداعياتها السيئة التي بتنا نشعر بها جميعاً».

انعكست الأزمة بطبيعة الحال على وسائل التواصل الاجتماعي بين المجتمعات السكانية، وتساءلت ليندا كارتر (من مجمع برولي تاون السكني) عما «إذا كانت قيادة السيارة بسرعة أقل توفر في البنزين»، وتضيف: «أعتقد أيضاً أن تخفيف وزن السيارة يقلل من استخدام البنزين أثناء القيادة.. هل من حيل أخرى؟!».

أما ماريوس ماريوس فقد فضل ممازحة جيرانه بنشر صورة لغالون بنزين، عارضاً مبادلة هاتفه الآيفون 12، 13 مقابل حصوله على 10 ليترات بنزين.

ونشر إيجاز موغال صورة لسيارة إسعاف اصطدمت بسيارة أثناء محاولتها المرور من خلال طابور أمام محطة وقود.

وعلى منتدى اجتماعي آخر، نشر علاء علمي صورة لافتة تقول «المدرسة مغلقة»، وذلك وسط انتشار أنباء عن أن المدارس البريطانية قد تضطر إلى الإغلاق هذا الأسبوع.

وبالفعل وصلت أزمة نقص الوقود لحد انتشار شائعات عدة، منها عزم الحكومة الاستعانة بالجيش للقيام بعمليات التوصيل، وفق صحف بريطانية تناقلت الموضوع.

لكن وزير البيئة جورج يوستيس أكد أن الحكومة لم تخطط لإرسال جنود لقيادة شاحنات التوصيل، كما تدعي العديد من وسائل الإعلام، موضحاً أن الجيش سيساعد في تسريع عمليات تدريب سائقين جدد.

وقررت الحكومة البريطانية أيضاً التجاوب مع أزمة سائقي الشاحنات، السبت الماضي، بتعديل سياسة الهجرة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد، ومنح ما يصل إلى 10500 تأشيرة عمل موقتة، من أكتوبر إلى ديسمبر، لتعويض النقص الحاد، لا في عدد سائقي الشاحنات فحسب، بل في موظفي القطاعات الرئيسية للاقتصاد البريطاني مثل تربية الدواجن.