الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

«تشكيل حكومة ثلاثية».. ألمانيا تضع أسس مرحلة ما بعد ميركل

«تشكيل حكومة ثلاثية».. ألمانيا تضع أسس مرحلة ما بعد ميركل

الأحزاب الثلاثة أعدت وثيقة من 12 صفحة تعرض فيها نقاط الاتفاق والإصلاحات. (إيه بي أيه)

ارتسمت معالم مرحلة خلافة المستشارة أنغيلا ميركل في ألمانيا مع إعلان الاشتراكيين-الديمقراطيين الذين تصدروا نتائج الانتخابات والخضر والليبراليين، اليوم الجمعة، عن اتفاق مبدئي على تشكيل حكومة ثلاثية يرتقب أن يترأسها أولاف شولتس.

بدأت الأحزاب الثلاثة الفائزة في انتخابات 26 سبتمبر التي طوت صفحة ميركل، رسم السياسة التي تعتزم انتهاجها، فهي لا تعتزم رفع الضرائب واحترام قواعد المديونية وتسريع تخلي ألمانيا عن الكربون.

وبحسب الوثيقة التي قدمت اليوم، فإن الأحزاب الثلاثة التي لديها برامج مختلفة جداً، ستعمق محادثاتها وستفتح مفاوضات رسمية تتطرق نقطة بعد نقطة إلى كل تفاصيل التحالف المستقبلي.

وقرار إضفاء طابع رسمي على المفاوضات معلق على مشاورات كوادر الأحزاب المعنية مع عقد مؤتمر مصغر للخضر في نهاية الأسبوع، لكن النتيجة لا تخضع لأي شك.

ويتوقع حال تأدية هذه المشاورات إلى نتيجة، أن يقود تحالفاً بين هذه الأحزاب الثلاثة ألمانيا حتى نهاية العام. ويصبح بإمكان زعيم الاشتراكيين الديمقراطيين، أولاف شولتس، الوسطي الذي يتولى حالياً وزارة المالية، أن يبدأ بالتحضير لخلافة ميركل في المستشارية.

وأعلنت ميركل الجمعة في بروكسل إثر لقائها نظيرها البلجيكي ألكسندر دي كرو أن الحكومة المقبلة في ألمانيا ستكون «موالية لأوروبا»، الأمر الذي يشكل «رسالة مهمة» للدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

وأعلن شولتس: «اتفقنا على نص. هذه نتيجة جيّدة جداً وتظهر بوضوح أنه يمكن تشكيل حكومة في ألمانيا تهدف إلى ضمان تحقيق تقدّم».

وقالت أنالينا بيربوك التي تشارك في رئاسة حزب الخضر وتعتبر الأوفر حظاً لتولي حقيبة الخارجية: «نجحنا في إجراء مناقشات مكثفة حتى الساعات الأولى من أجل طرح اقتراح على الطاولة لتحالف الإصلاح والتقدم، حتى نتمكن حقاً من الاستفادة من العقد القادم ليكون عقد التجديد».

من جهته، قال رئيس الحزب الليبرالي، كريستيان ليندنر، الذي يرجح أن يكون وزير المالية الجديد في الحكومة المقبلة إنه «بعد هذه المحادثات، اقتنعنا بأنه لم تكن هناك فرصة مماثلة لفترة طويلة لتحديث المجتمع والاقتصاد والدولة».

الأحزاب الثلاثة التي ستشكل تحالفاً غير مسبوق على رأس ألمانيا، أعدت وثيقة من 12 صفحة تعرض فيها نقاط الاتفاق والإصلاحات التي تعتزم القيام بها في السنوات الأربع المقبلة.

وينص مشروع الحكومة الجديدة على الحفاظ على حدود الدين التي يتمسك بها الليبراليون بشكل خاص، والمعلق حالياً بسبب الوباء.

من جانب آخر، وعد هذا التحالف بعدم زيادة الضرائب الرئيسية مثل ضريبة الدخل أو ضريبة الشركة، أو القيمة المضافة، وهو خط أحمر آخر رسمه الليبراليون الذين حلوا في المرتبة الرابعة، لكنهم في موقع «صانعي الملوك».

في المقابل، نجح الاشتراكيون الديمقراطيون في الحفاظ على وعدهم الأساسي بزيادة الحد الأدنى للأجر على الساعة إلى 12 يورو «اعتباراً من السنة الأولى» مقابل 9.6 يورو حالياً.

ويؤكد نص الاتفاق أيضاً أن يسعى التحالف إلى «تسريع» تخلي ألمانيا عن الفحم، والتقدم على تحقيق ذلك عام 2030 بدلاً من 2038.

وأكدت الوثيقة المشتركة أنه «لتحقيق أهداف حماية المناخ، من الضروري تسريع التخلي عن الفحم لإنتاج الكهرباء».