الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«قشعريرة ضعف».. اغتيال برلماني بريطاني يفتح ملف «أمن النواب»

صدمة كبيرة في الأوساط البريطانية خلّفتها واقعة طعن إرهابية للنائب البريطاني سير ديفيد أميس حتى الموت، أمس الجمعة، بينما كان يعقد لقاء مع ناخبيه في دائرته.

ومع الصدمة، عاد الجدل ليُثار حول مسألة «أمن النواب». فقبل اغتيال أميس (69 عاماً)، أحد أطول نواب البرلمان خدمة في مجلس العموم، (انتُخب لأول مرة عام 1983)، اغتيلت النائبة المؤيدة لأوروبا جو كوكس عام 2016 على يد أحد مؤيدي النازيين الجدد.

وفي 2010، نجا النائب العمالي ستيفن تيمز من الموت، بعد تعرضه للطعن مرات عدة. كذلك في يناير 2000، أصيب النائب الديمقراطي الليبرالي نايجل جونز وقتل مساعده على يد رجل بحوزته سيف أثناء لقائه مؤيديه في شلتنهام بغرب إنجلترا.

وتكشف أرقام الشرطة منذ 2019 زيادة في الاعتداءات على البرلمانيين بنسبة 126% بين عامَي 2017 - 2018 وزيادة بنسبة 90% في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2019.

كما أعلن كثير من النواب تعرضهم لتهديدات بالقتل في سياق النقاشات حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست»، الذي كان ديفيد أميس واحداً من أشرس المدافعين عنه.

حصل ديفيد أميس، ممثل ببلدة إسيكس الساحلية (شرق إنجلترا)، على لقب «فارس» في قائمة الشرف للعام الجديد لعام 2015 تقديراً لخدماته في مجال السياسة والشؤون العامة. وهو متزوج وأب لخمسة أبناء، وطالما عُرف بشغفه بقضايا الرفق بالحيوان. وهو نائب في حزب المحافظين، الذي يقوده رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.

ووصف رافائيل بير في صحيفة «جارديان» البريطانية الواقعة بأنها «اعتداء على الديمقراطية ومأساة إنسانية قاسية». وقال إنه على اختلافاتهم «سيشعر جميع نواب البرلمان بالحزن على مقتل أميس»، بل وبما وصفها بـ«قشعريرة الضعف الباردة، كونهم معرضين بدورهم لانتهاكات وتهديدات، هم وعائلاتهم. كثيرون منهم سيعززون احتياطاتهم الأمنية. ليس فقط في مكاتبهم ودوائرهم الانتخابية، بل في منازلهم، وذلك بناء على تحذيرات الشرطة».

واعتبر بير أن «من أكثر الاتهامات شيوعاً للنواب هي أنهم بعيدون عن التواصل». لكنه استدرك: «هذا صحيح- أحياناً- وليس بالقدر الذي يعتقده الناس». وأشار الكاتب إلى أن أميس لقي حتفه بينما كان يتواصل مع ناخبيه من كثب وبشكل ملموس- جسدياً.

«نتيح أنفسنا بسهولة لمن يريدون استهدافنا. وغالباً ما نتعامل مع أناس يعانون من مشاكل في الصحة العقلية».

كانت هذه عبارة كتبها أميس في سياق كتاب له مؤخراً عن النصائح الأمنية التي يتلقاها نواب البرلمان، وكيف أن تواتر الهجمات على النواب، والتي أشار فيها إلى مقتل كوكس، أضر بتقليد بريطاني عريق يتمثل في لقاء البرلمانيين مع ناخبيهم.

وأضاف أميس، في كتابه الذي حمل عنوان «Ayes & Ears: A Survivor's Guide to Westminster» ونشر في نوفمبر الماضي: «يمكن أن يحدث هذا لأي منا.. نحن نتحقق دورياً من أقفال بيوتنا. كثيرون منا لا يستغنون عن الكاميرات المنزلية المثبتة».

فور مقتل أميس داخل كنيسة بلفيرز المعمدانية، أعلنت الشرطة البريطانية اعتقال رجل عشريني، وصفته وسائل إعلام محلية بأنه بريطاني من أصل صومالي. وأشارت الشرطة إلى أن «العناصر الأولى للتحقيق كشفت عن دافع محتمل مرتبط بالتطرف».