الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«السياسة الداخلية و الخارجية وملف الهجرة».. أزمات أفقدت الرئيس الأمريكي شعبيته

«السياسة الداخلية و الخارجية وملف الهجرة».. أزمات أفقدت الرئيس الأمريكي شعبيته

جو بايدن - أ ف ب.

لم يكن أحد يتصور أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الذي حصل على العدد الأكبر من أصوات الناخبين في التاريخ الأمريكي، تتراجع شعبيته بهذه السرعة، فمنذ دخوله البيت الأبيض في 20 يناير الماضي، ورغم سيطرة حزبه على مجلسي الشيوخ والنواب، وامتلاكه مساحة واسعة للتشريع والمناورة السياسية، بدأت تتهاوى شعبيته لدى الجميع سواء كانوا ديمقراطيين أو جمهوريين أو حتى مستقلين، حيث وصلت شعبية الرئيس هذا الشهر إلى نحو 38% فقط في آخر استطلاع رأي أجرته جامعة كوينيبياك، وأخطر ما في هذا الاستطلاع أن 60% من المستقلين الذي كان يعول عليهم دائماً الرئيس بايدن يرفضون أداءه.

تحليل أرقام شعبية الرئيس بايدن يقول إنه يخسر في كل يوم له في الحكم أكثر، فشعبيته في أكتوبر الجاري أقل بكثير من شهر يوليو الماضي، الذي لم تتجاوز 48%، وفق شركة جالوب لقياسات الرأى العام، وهي نتيجة أسوأ بكثير من شعبيته في أبريل، حيث انضم بايدن إلى أسوأ رئيسين في تاريخ الولايات المتحدة من حيث الشعبية في الـ100 يوم الأولى، وهما جيرالد فورد 48%، ودونالد ترامب 42%، بعد أن حصل بايدن على 52% فقط في أبريل الماضي، وفق استطلاع أجرته واشنطن بوست، وإيه بي سي نيوز.

هذه النتائج تطرح سؤالاً حول أسباب هذا التراجع، ولماذا يتهم الديمقراطيون قبل غيرهم بأنهم السبب الأول في هذه الخسائر المتتالية؟ ولماذا لم ينجح الرئيس بايدن في إنهاء حالة الانقسام في البلاد بعد نحو 9 أشهر داخل البيت الأبيض؟


نهاية شهر العسل


هناك جملة من الأسباب و الأداء الباهت في الداخل والخارج أدت إلى نهاية شهر العسل بين الرئيس جو بايدن والناخب الأمريكي، حسب وصف مؤسسة جالوب في 21 يوليو الماضي، لكن أكثر ما يلفت النظر في المشهد السياسي الأمريكي، هو هذا الخلاف المتفجر بين أجنحة الحزب الديمقراطي نفسه، فالجناح المعتدل يسعى إلى التصويت بشكل منفرد على خطة البنية التحتية التي تصل إلى 1.2 تريليون دولار، بينما الجناح الليبرالي التقدمي يريد التصويت على هذه الخطة بالتزامن مع خطة أكبر تشمل ما يطلقون عليها خطة «البنية التحتية الإنسانية» و التي تكلف 3.5 تريليون دولار، وفق مجلة بوليتيكو.

ليس هذا كل شىء، فقد أصيب الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي بخيبة أمل نتيجة عدم الكفاءة في إدارة ملف الهجرة الذي أسنده الرئيس بايدن إلى نائبته، كمالا هاريس، التي تأخرت في زيارة الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك لدرجة أن وصفها أنصار هذا الجناح «بقيصر الحدود»، كما لم تفلح سياسة بايدن في الحد من تدفق المهاجرين من أمريكا اللاتينية إلى الحدود الأمريكية، وأصبح مشهد تكدس نحو 10 آلاف لاجئ عند جسر بلدة «ديل ريو» على حدود ولاية تكساس، يؤرق الأمريكيين، خاصة أن الإدارة الأمريكية لم تتخذ قرارات حاسمة بشأن القادمين من هايتي، وكلها مشاهد شكلت صدمة لدعاة التسامح مع المهاجرين في الحزب الديمقراطي الذين اتهموا إدارة بايدن بأنها لم تقدم الكثير للمهاجرين على غرار إدارة ترامب، لكن أكثر ما أصاب التقدميين في الحزب الديمقراطي بالإحباط في هذه القضية هو الوثيقة التي نشرها موقع أكسيوس الأمريكي، والتي أشار فيها إلى احتجاز الأطفال دون ذويهم على الحدود المكسيكية الأمريكية، وهي القضية التي طالما انتقد فيها الديمقراطيون الرئيس السابق، دونالد ترامب.

بلا أنياب

بجانب الملفات الداخلية هناك انتقادات كثيرة للسياسة الخارجية الأمريكية التي كانت ضمن الأسباب التي أدت إلى تراجع شعبية الرئيس بايدن، وفي مقدمة تلك الأسباب سيناريو الخروج الأمريكي من أفغانستان، و سيطرة طالبان الكاملة على الأراضي الأفغانية بعد نحو 20 عاماً من الوجود الأمريكي، ومقتل 13 جندياً أمريكياً في مطار كابل أثناء الانسحاب، ووصف أغلبية الأمريكيين الرئيس جو بايدن بأنه «أسوأ رئيس» من 3 رؤساء أمريكيين أشرفوا على الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، وهم بايدن، وباراك أوباما، و دونالد ترامب، وفق استطلاع رأي أجراه معهد أبسوس، كما وصف الكثير من الجمهوريين سياسة بايدن بأنها «بلا أنياب» في كثير من الملفات الخارجية، ومن أبرزها السماح لروسيا باستكمال خط نقل الغاز «نورد ستريم 2».

دعوات للإقالة

كل هذه الأسباب لم تؤدِ فقط إلى انخفاض شعبية الرئيس بايدن، بل أدت إلى تعالي الأصوات لاستقالته أو إقالته كما دعي لذلك السناتور جوش هاولي، الذي قال «يتعين على الرئيس الديمقراطي المسؤول عن فشل مشين في أفغانستان أن يستقيل»، بينما دعت النائبة مارشا بلاكبورن، صراحة كبار مسؤولي إدارة بايدن إلى «التخلي عن مهامهم»، واتفقت معهما مندوبة الولايات المتحدة السابقة في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، والتي قالت: «هل يجب أن يستقيل بايدن أو يتم عزله بعد تعامله مع قضية أفغانستان؟ نعم، ولكن ذلك سيتركنا مع كامالا هاريس، وهذا سيكون أسوأ بكثير»، وهو المعنى ذاته الذي أصر عليه العضو في مجلس النواب الأمريكي عن الحزب الجمهوري، روني جاكسون، عندما قال عن خطة بايدن للخروج من أفغانستان «هذا كان مخجلاً، وكان من الصعب مشاهدة ذلك، وعليه ألا يبقى رئيساً ولو لأي ثانية أخرى، ونستحق أحسن من ذلك».