السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

أزمة الطاقة تذكير للعالم بضرورة تسريع التحول للطاقة النظيفة

أزمة الطاقة تذكير للعالم بضرورة تسريع التحول للطاقة النظيفة

الوقود الأحفوري يشكل غالبية مصادر توريد الطاقة على مستوى العالم - أ ف ب.

تعتبر أزمة الطاقة العالمية التي اندلعت نتيجة تراجع سلاسل الإنتاج، إلى جانب تداعيات الوباء، بمثابة تذكير للعالم بضرورة تكثيف الجهود المبذولة للتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة بدل الاعتماد المستمر على الوقود الأحفوري.

وارتفع الطلب على النفط والفحم والغاز الطبيعي في جميع أنحاء العالم في الأسابيع الأخيرة وسط التحديات المناخية والاقتصادات الناشئة من الوباء لتسبب نقصاً في الطاقة بدءاً من الصين إلى البرازيل وصولاً إلى المملكة المتحدة.

وقال تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، إن الوضع الحالي يكشف مدى هشاشة الإمدادات العالمية، في حين تسعى البلدان في التحول من الاعتماد على الوقود الأحفوري إلى الطاقة المستدامة، وهو تحول يحاول العديد من المستثمرين والحكومات الإسراع به وسط مخاوف التغير المناخي.

ويرى المحللون في مجال الطاقة، أن أرقام التحول ستكون صعبة لسنوات قادمة، في حين أن الاستثمار في الوقود الأحفوري الذي يمثل معظم مصادر الطاقة يستمر بالانخفاض، مقابل نمو بطيء في معد الإنفاق على الطاقة الخضراء.



وتوقعت وكالة الطاقة الدولية، أن يصل الطلب العالمي على النفط هذا الشهر إلى حوالي 99.6 برميل يومياً العام المقبل، كما توقعت أن يتجاوز الطلب على الفحم مستويات عام 2019، وأن يستمر بالارتفاع حتى عام 2025.

وقال دارين وودز الرئيس التنفيذي لشركة إكسون موبيل، إن القليل من المنتجات متوافرة لتلبية الطلب السريع الذي يشهده العالم الآن، وأوضح أنه في حال لم تتم موازنة معادلة الطلب سيحدث العديد من التقلبات.

ووفقاً لبيانات الطاقة الدولية، انخفض إجمالي الاستثمار العالمي في النفط والغاز هذا العام بنسبة 26% مقارنة بمستويات ما قبل الوباء، أي ما يعادل 356 مليار دولار، وهو معدل يجب ألا يزيد خلال العقد المقبل وذلك من أجل تحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ التي تهدف إلى الحد من الاحترار العالمي.



وترى الوكالة أن أفضل الحلول لتلبية الطلب العالمي المرتفع على الطاقة، فضلاً عن التطلعات المناخية، هو زيادة نمو الاستثمار في الطاقة النظيفة هذا العالم ليبلغ 3.4 تريليون دولار سنوياً حتى 2030.

وأوضح تقرير لوكالة الطاقة الدولية، أن العالم لا يزال لا يستثمر ما يلبي احتياجاته المستقبلية من الطاقة، وأكدت أن تكثيف مصادر الطاقة المتجددة سيتطلب زيادة كبيرة في الإنفاق في قطاعات متعددة.

وخلال العقدين الماضيين، تسارعت عملية تطوير مزارع الرياح والطاقة الشمسية ومصادر الطاقة المتجددة الأخرى، وتجاوزت نسبة الطاقة المتجددة العالمية باستثناء الكهرومائية والتخزين 1.5 مليون ميغاواط العام الماضي، مقارنة بأقل من 55 ألف ميغاواط في عام 2000.

ومن المتوقع أن يستمر هذا النمو، وأضاف العالم 280 ميغاواط من الكهرباء المتجددة العالم الماضي بزيادة 45% على العام السابق.

وعلى الرغم من ذلك لا يزال الوقود الأحفوري يشكل غالبية مصادر توريد الطاقة على مستوى العالم، وشكلت مصادر الطاقة المتجددة 26% من توليد الكهرباء في العالم في 2019.

التوجه إلى غلاسكو

من المقرر ان يجتمع قادة العالم في مؤتمر غلاسكو لبحث أهداف تغير المناخ وذلك لوضع أهداف واضحة لتسريع مرحلة الانتقال للاعتماد على الطاقة النظيفة والحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

ولكن لا تزال هناك العديد من التحديات التي تواجه الدول في تحقيق هذه الأهداف، ومنها ما إذا كانت الدول الأكثر ثراء ستدفع لمساعدة البلدان الفقيرة لإجراء هذا التجول.

وتقيد مشكلات سلسة التوريد مدى السرعة التي سيتمكن خلالها العالم من زيادة طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وتحاول بعض الحكومات والشركات الغربية تصنيع الطاقة الشمسية بعيداً عن الفحم.



وبالإضافة إلى ذلك تعمل العديد من الحكومات على تطوير سياسات لتسريع التحول إلى السيارات الكهربائية الذي من شأنه أن يقلل من كمية النفط المستخدمة في النقل، والتي تشكل حالياً حوالي 60% من الطلب على النفط وفقاً لوكالة الطاقة الذرية.