الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

مؤتمر فيينا.. خطوة لتجفيف منابع «الإخوان» في النمسا

مؤتمر فيينا.. خطوة لتجفيف منابع «الإخوان» في النمسا

أعلنت النمسا، أمس الخميس، تنظيم مؤتمر تاريخي حول مكافحة الإخوان في فيينا، في خطوة على مسار يقود من دور الجماعة في النمسا، بعد سلسلة إجراءات قوية صنعت مساراً نمساوياً متفرداً على الساحة الأوروبية في هذا الإطار، بحسب سياسيين تحدثوا لـ«الرؤية».

ودعت وزيرة الاندماج النمساوية، سوزان راب، إلى حضور مؤتمر دولي كبير في فيينا يوم 28 أكتوبر، يحمل عنوان «منتدى فيينا لمكافحة الفصل والتطرف في الاندماج»، بمشاركة أكثر من 100 خبير من عدة دول أوروبية.

ويهدف المؤتمر إلى التبادل الدولي على المستوى السياسي والمهني حول الأيديولوجيات والشبكات والفاعلين وأنشطة «الإسلام السياسي» في أوروبا، بالإضافة إلى كيفية مكافحتها.

قناع الجماعة

وقال الدكتور عدنان أصلان، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة فيينا بالنمسا، إن تخفي جماعة الإخوان وراء قناع الأعمال الخيرية في النمسا صعَّب من أمر السيطرة عليها.

وأضاف أصلان لـ«الرؤية»: أن النمسا أسست معهداً حكومياً ‏‏‏يسعى إلى تنوير ‏المجتمع بطبيعة ونوايا الإخوان، كما أنشأت خارطة سياسية لتلك الجماعات بقصد اتخاذ إجراءات صارمة لإيقافها، مشيراً إلى أن دولة النمسا حملت على عاتقها محاربة ‏الاستغلال السياسى ‏‏للإسلام ‏بواسطة هذه الجماعات.

وتوقع أصلان أن يثمر مؤتمر «منتدى فيينا لمكافحة الفصل والتطرف في الاندماج» عن سبل واضحة تحد من تواجد جماعة الإخوان في أوروبا كلها وليس النمسا وحدها، مطالباً المجتمعين بضرورة إصدار توصيات بتشريعات تجريم تلك الجماعة في مختلف الدول الأوروبية.

ومنذ 2019، تقود النمسا حملة قوية ضد الإخوان، بدأت بحظر رموز الجماعة، ثم تأسيس «مركز توثيق الإسلام السياسي» لتحليل ومراقبة ورصد أنشطتها في الأراضي النمساوية، ثم فتح تحقيقات قانونية في أنشطة الجماعة وتمويلها للإرهاب.

وأكد وزير داخلية النمسا، كارل نيهمر، في تصريحات إعلامية سابقة، أن «الهدف من الإرهاب ذي الدوافع السياسية أو الدينية هو تقسيم المجتمع وزعزعة سلطات الدولة وإضعاف الاستقرار الاجتماعي وهو السيناريو الذي فشل وسوف يستمر فشله في النمسا».

طريق مباشر

وقال الباحث المختص في شؤون الحركات الإرهابية، ماهر فرغلي، إن النمسا اختارت طريقاً مباشراً وصعباً في مواجهة الإرهاب، يعتمد في آلياته على تفكيك المراكز والجمعيات ذات الأدوار الاجتماعية والشبابية المتعددة التي يسيطر عليها الإخوان، والتي يعتبرها سكان النمسا، بل وعدد من الدول الأوروبية، الأرضية الأولى التي يتم فيها استقطاب المتشددين وشحنهم عقائدياً.

وأشار فرغلي في حديثه لـ«الرؤية»، إلى أن جماعة الإخوان خططت منذ عقود، وعبر اختراق الجاليات العربية والمسلمة، للسيطرة على عدة مفاصل في أوروبا كلها ومن بينها النمسا، وذلك عبر مراكز دينية وأخرى تعليمية لنشر التطرف بين المسلمين والعرب، مؤكداً أن تلك النشاطات، وبسبب تساهل الحكومات الأوروبية، شهدت انتشاراً واسعاً، قبل أن تفرض تلك الدول خلال السنوات الأخيرة تضييقات غير مسبوقة على نشاط الجماعة في أوروبا.

وأكد فرغلي أن السلطات النمساوية فهمت كأول بلد غربي، أن التطرف هو شبكة علاقات معقدة وعقلية انعزالية رافضة للمجتمع الغربي، وتعمل الآن على تجفيف منابعه بشكل كامل.