الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

«كوب 26».. مكافحة الاحتباس الحراري جواً وبراً وبحراً

«كوب 26».. مكافحة الاحتباس الحراري جواً وبراً وبحراً

(رويترز)

9 أيام تفصلنا عن انطلاق مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ، في دورته الـ26، الذي تستضيفه مدينة جلاسجو الاسكتلندية، وسط جهود دولية حثيثة لمواجهة الاحتباس الحراري، جواً وبراً وبحراً.

ففي وقت تؤكد فيه تقارير علمية أن تقليل استهلاك اللحوم يؤدي لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، اتخذت دول إجراءات لخفض الانبعاثات الحرارية الناتجة عن صناعة الطيران، بالتوازي مع مطالب مستمرة باتخاذ إجراءات مماثلة في قطاع النقل البحري، إذ يعادل 3 % من إجمالي الانبعاثات على مستوى العالم، لا سيما أن الدراسات أثبتت أن وضع 20 % حداً أقصى لسرعة السفن يمكن أن يلعب دوراً كبيراً في الحفاظ على كوكب الأرض.

يفتتح مؤتمر «كوب 26» أعماله خلال الفترة من 31 أكتوبر - 12 نوفمبر، بعد تأجيله لمدة عام بسبب وباء «كوفيد-19». وتختصر أحرف «ك. و. ب.» العبارة الإنجليزية «Conference of Parties» أي «مؤتمر الأطراف» التي شاركت في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. عدد هؤلاء الأطراف 196 دولة صادقت على المعاهدة، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، عام 1992.

حددت هذه الاتفاقية القواعد الأساسية للتعاون العالمي في مكافحة تغير المناخ. وكانت بمثابة الاعتراف الأول من غالبية دول العالم رسمياً بضرورة إيجاد حل لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وجرى تحديث هذه المعاهدة عام 2015 في اتفاقية باريس للمناخ، بهدف تفادي مزيد من التغيرات المناخية الكارثية على الكوكب.

وبينما تتبارى الدول في مضمار الالتزام بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، تقود المملكة المتحدة، التي تضم اسكتلندا، الدولة المضيفة للمؤتمر، جهوداً لدفع مزيد من الدول إلى المشاركة في تحقيق أهداف صفر انبعاثات في صناعة الطيران، وسط دعوات جماعات بيئية لوقف الرحلات الجوية قصيرة المدى، والتي تصل مسافتها لنحو 600 كيلومتر ويمكن الاستعاضة فيها عن الطائرة بالقطار.

ويرى الخبراء أن حظر الرحلات الجوية القصيرة سيوفر أكثر من مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، ويوفر حماية أكبر للمناخ. وباتت نيوزيلندا، أمس الخميس، أول دولة في العالم تصدر قانوناً يلزم المؤسسات بالإفصاح عن المخاطر المرتبطة بالتغير المناخي في تقاريرها المالية. قانون سيسهم بمجرد التصديق عليه في تحقيق أهدافها بشأن خفض الانبعاثات الكربونية بحلول 2050.

وذكرت صحيفة «نيوزيلاند هيرالد» أن «حظر توصيلات الغاز الجديدة، وخفض استخدام المواطنين لسياراتهم بنسبة الخُمس، وتعويض الناس مادياً مقابل التخلص من سياراتهم الملوثة للبيئة».. وغيرها، هي بعض من اقتراحات طرحتها الحكومة «لخفض النسبة المرتفعة للانبعاثات الدفيئة في نيوزيلندا لتصل إلى صفر بحلول عام 2050».

وأضافت الصحيفة أن «الحكومة أطلقت سلسلة من الأهداف والاقتراحات السياسة التي تعكس مدى رغبتها في تحقيق هدف خفض الانبعاثات».

لكن ورغم تلك الأخبار الإيجابية، حذرت صحيفة «غارديان» البريطانية من مخاوف تدني سقف الطموح المرتقب من مؤتمر جلاسجو، مشيرة إلى أن ثلث جزر المحيط الهادئ أعلنوا أنهم لن يكونوا قادرين على حضور قمة المناخ.

ويعتبر المراقبون أن تواجد البلدان الأكثر تضرراً من أزمة المناخ «هو المفتاح للضغط على قادة القمة للاتفاق على أهداف صارمة».

لكن مع اعتزام ثلث دول وأقاليم الجزر الصغيرة الواقعة في المحيط الهادئ عدم حضور القمة، بسبب قيود السفر المتعلقة بالجائحة، أثيرت المخاوف من عدم تبني المؤتمر لقرارات حاسمة بشأن خفض الانبعاثات الكربونية، لا سيما أن هذه الدول تعد من بين الأكثر عرضة للخطر بسبب أزمة المناخ.

وأشار تقرير صحيفة «غارديان» إلى أنه خلال اجتماع المنظمات الإقليمية في المحيط الهادئ قبل أسبوع، «جرى التأكيد على أن 13 دولة من هذه الجزر الصغيرة النامية في المحيط الهادئ تنوي إيفاد مسؤول حكومي إلى القمة، مقابل 7 دول لن يتسنى لها القيام بذلك».

واعتبر رالف ريجينفانو، ناشط معارض في دولة فانواتو أن «القضية كبيرة وتهم المحيط الهادئ. لن يكون بإمكاننا الحضور كما ينبغي.. رغم أن التمثيل الشخصي لقادة المنطقة في قمة باريس هو ما أدى إلى إحداث تغيير حقيقي نتج عنه وضع هدف الحد من ارتفاع درجة الحرارة بنسبة 1.5 درجة مئوية».

ومن التحديات التي تواجه المؤتمر أيضاً، ما تطرق إليه موقع «بي بي سي» الإخباري البريطاني إلى مواقف دول من أكبر منتجي لحوم الأبقار والأعلاف في العالم.

فبعض الدول المنتجة للحوم الأبقار ترفض ما ورد في مسودة تقرير علمي بشأن أن «تقليل استهلاك اللحوم ضروري لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري»، باعتبار أن لحم البقر غذاء «عالي الكربون». ويشير التقرير، بحسب «بي بي سي» إلى أن «الغذاء النباتي يمكن أن يقلل من انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة تصل إلى 50%»، مقارنة بالأنظمة الغذائية الأخرى.