الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

في أسبوعها العالمي.. «الدراية الإعلامية» سلاح الدول في وجه الشائعات

في أسبوعها العالمي.. «الدراية الإعلامية» سلاح الدول في وجه الشائعات

يحتفل العالم خلال الفترة من 24 إلى 31 أكتوبر بالأسبوع العالمي للدراية الإعلامية والمعلوماتية، والتي أكد خبراء تحدثوا لـ«الرؤية» أهمية توافرها لدى المجتمعات في مواجهة الشائعات والأخبار المضللة التي تبثها جهات أو شخصيات، كونها جزءاً من حروب الجيل الرابع، ومن مخططات تفتيت الدول، مطالبين الحكومات بتوضيح الحقائق بأكبر قدر من الدقة والسرعة والشفافية.

وأدى انتشار الشائعات مع بداية الموجة الأولى لفيروس كورونا عام 2019 إلى انتشار الفيروس بشكل كبير، حيث اجتاحت العالم موجات من الأخبار الكاذبة المتعلقة بكورونا، عززت من حالة الخوف والعنف تجاه الأبرياء، بحسب دراسة علمية لكلية نوريتش بجامعة إيست أنجليا البريطانية عام 2019.

يقول أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، الدكتور محمود علم الدين، إن جزءاً من المشاكل اليومية للمواطن والأسرة والدولة ناتج عن الأخبار الزائفة والسوشيال ميديا، فالفرد يمكن أن يتخذ قراراً خاطئاً نتيجة لمعلومة غير صحيحة حصل عليها من مواقع التواصل الاجتماعي، وهي جزء من حروب الجيل الرابع، ومن مخططات تفتيت الدول وإدارة الصراعات التي تمارس من الخارج، مضيفاً أن مشاكل الأفراد الناتجة عن الشائعات يمكنها أن تدمر أسراً وعلاقات.



طاعون العصر

وأضاف علم الدين لـ«الرؤية»، أن الأخبار الزائفة هي طاعون العصر، وهي الابنة المدللة لمواقع التواصل الاجتماعي، وأداة أي متآمر لإيصالها للرأي العام، محذراً من خطورتها على حياة الفرد والأسرة.

ولفت إلى أنه في الهند منذ نحو 4 سنوات، على سبيل المثال، انتشرت شائعة بأن هناك غرباء يخطفون الأطفال وتلاميذ المدارس، على غير الحقيقة، وهو ما أحدث نوعاً من الترقب لأشخاص أبرياء يهبطون بأحدى المحطات، وتم الاعتداء عليهم والتشاجر معهم، وتوفي بسبب هذا الحادث 17 قتيلاً، وأصيب 24 شخصاً.

أمية إعلامية

تقول أستاذ الإعلام بالأكاديمية البحرية، الدكتورة عزة هيكل، إن الشائعات والأخبار الزائفة تتسبب بشكل كبير في إحداث العديد من المشكلات والخسائر والصراعات؛ لأن المنطقة العربية تعاني من أمية إعلامية، ورقمية، وليست هناك أجهزة إعلامية وخبرات كافية قادرة على كشف الأخبار المضللة.



وأضافت هيكل لـ«الرؤية» أن هناك الكثير من الكتائب الإلكترونية الموجودة حالياً من جهات متعددة، أبرزها الجماعات الإرهابية والمتطرفة، تستخدم هذه الكتائب للتضليل ونشر الأخبار الزائفة التي تشعل الصراعات بين الأفراد والجهات، فضلاً عن غياب المعلوماتية عن كثير من البلدان العربية، وهو ما يترك مساحات تسمح بحدوث اللغط واللبس الذي يصيب العملية الإعلامية، والوعي والرأي العام.

أخبار مضللة

يقول أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة، الدكتور معتز عبدالفتاح، إن هناك جهات ومنظمات وجماعات إرهابية، تستغل حالة غياب المعلومة بقضايا ما أو موضوع ما، فتبدأ في ملء هذا الفراغ بمعلومات مضللة تأخذ أشكالاً كثيرة من ضمنها الشائعات، مطالباً الحكومات بتوضيح الحقائق بأكبر قدر من الدقة والسرعة والشفافية.

وأضاف عبدالفتاح لـ«الرؤية»، أن من التأثيرات السلبية للشائعات تلك التي وقعت في فترة الربيع العربي، حيث روج الإخوان لكثر من المغالطات في اتجاهات عدة، أججوا بها مشاعر البعض ضد النظم القائمة، وترتب على ذلك مشاركة الكثيرين في احتجاجات وانتفاضات شعبية ما كانوا سيشاركون فيها لولا أن عقولهم ملئت فجأة بضلالات وأوهام موجهة للنيل منهم.