الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

قمة المناخ .. كيف تنظر لها الصحافة العالمية؟

قمة المناخ .. كيف تنظر لها الصحافة العالمية؟

القمة تلزم جميع البلدان بخفض الانبعاثات بشكلٍ أسرع وأعمق. ( أرشيفية)

مصطفى ناصر

بينما تتجه أنظار العالم إلى مدينة غلاسكو الاسكتلندية لمتابعة قمة الأمم المُتحدة للمناخ «كوب 26»، يستعد قادة 197 دولة للاجتماع هذا العام، بعد 6 سنوات من مؤتمر المناخ في باريس عام 2015، لبحث التأثيرات الخطيرة الناتجة عن التغيرات المناخية على حياة البشر، ومناقشة الالتزامات الدولية للتقليل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للحد من تلك التغيرات.

ولأن قضية التغير المناخي تتصل بشكلٍ وثيق بحاضر ومستقبل سكان الكوكب أجمع، لذا لم تخلُ عناوين صحف العالم من تسليط الضوء على القمة المُرتقب انعقادها في الفترة من 1 إلى 12 نوفمبر المقبل، لترصد أبرز الملفات المقرر طرحها على الطاولة، فضلاً عن الحلول والمقترحات التي يستوجب وضعها بعين الاعتبار، في وقتٍ يواجه به العالم ظواهر كارثية عدة، تنجم عنها أضرار جسيمة، كحرائق الغابات وتفشي البراكين وزيادة الفيضانات.

موقع «بي بي سي» البريطاني أكد أهمية القمة، باعتبارها تعكس ضرورة تضافر جهود الحكومات للعمل بشكل جماعي وعاجل، بهدف مواجهة الظواهر البيئية التي طرأت على الكوكب خلال السنوات الماضية، ومنها الاحترار الناتج عن انبعاثات الوقود الأحفوري التي يُسببها البشر.

وأضاف الموقع أن بريطانيا على اعتبارها الدولة المضيفة، ستدعم جميع الدول المُشاركة في القمة من أجل الالتزام بوصول العالم إلى صفر انبعاثات بحلول عام 2050، بالإضافة إلى مطالبة قادة العالم بتعهدات محددة بشأن إنهاء استخدام الفحم والسيارات التي تعمل بالبنزين من أجلِ حماية الطبيعة.

من جانبه، ذكر موقع «إيرو نيوز» أن قمة غلاسكو ربما تُشكل أجندتها مرجعاً لدول العالم، كي يتم القضاء على تداعيات التغيرات المناخية بصورة نهائية.

حيث يناقش القادة والمسؤولين المُشاركون في القمة العديد من القضايا الفنية كأرصدة الكربون، وتمويل الدول المعرضة لتغير المناخ، بجانب القضايا الاجتماعية والمتعلقة بالحلول العملية اللازمة للتكيف مع تأثيرات المناخ.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحدث سيتم انعقاده في مكانين، وهما: المنطقة الزرقاء التي تقع في الجزء الغربي من مدينة غلاسكو، ويُجرى بها المفاوضات الرسمية حيث تجمع المندوبين والمراقبين من خلال المناقشات والمعارض والأنشطة الثقافية، فيما تُخصص المنطقة الخضراء على الضفة المقابلة لنهر كلايد للجمهور والفنانين والأكاديميين وغيرهم، لتشجيع المشاركة الشعبية وتعزيز المحادثات حول تغير المناخ.

أما صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية فركزت على الآمال التي تبعث بها قمة «كوب 26» لقادة وشعوب العالم من أجل الحد من عواقب التغيرات المناخية، وتقييد ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى أقل من 1.5 درجة مئوية.

إذ أشارت «نيويورك تايمز» إلى أن القمة ستلزم جميع البلدان بخفض الانبعاثات بشكلٍ أسرع وأعمق مما تفعله بالفعل. كما توقعت الصحيفة أن تعزز البلدان الغنية دعمها المالي لمساعدة الدول الأكثر ضعفاً على التكيف مع آثار الاحتباس الحراري، وبناء اقتصادات لا تعتمد على الوقود الأحفوري.

وفي إطار التقلبات المناخية القاتلة، أكد موقع «دويتشة فيلة» الألماني ضرورة انعقاد قمة «كوب 26» بالتزامن مع تفاقم الكوارث البيئية في الدول الغنية والفقيرة على حدٍ سواء، إذ تركز القمة على الدفع بقادة العالم للتحرك سريعاً لخفض انبعاثات بلادهم بموجب اتفاقية باريس الموقع عام 2015، بالأخص بعدما أخفقت الكثير من البلدان في تنفيذ بنوده، والذي كان أبرزها تثبيت تركيزات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي عند مستوى يسمح للنظام البيئي بأن يتكيف بصورة طبيعية مع تغير المناخ.

من جانبهم اعتبر الكثير من الخبراء والمسؤولين بالحكومات، أن قمة «كوب 26» هي فرصة أخيرة لإنقاذ العالم من التغيرات المناخية التي تنتج عنها ظواهر بيئية كارثية، أو كما وصفها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بكونها «نقطة تحولٍ للبشرية»، وهو ما يستلزم على الجميع اقتناصها، عبر توحيد الجهود لمكافحة تداعيات التغيرات المناخية، وبدء العد التنازلي للقضاء على ظاهرة الاحتباس الحراري والوصول بالكوكب لـ«صفر انبعاثات».