أصبحت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس أول امرأة تتولى منصب القائم بأعمال الرئيس الأمريكي، وذلك لمدة 85 دقيقة، بعدما تم وضع الرئيس جو بايدن لفترة قصيرة تحت التخدير، لإجراء فحص روتيني للقولون.
وخضع بايدن (79 عاماً) للإجراء في مركز والتر ريد الطبي العسكري الوطني في بيثيسدا، بولاية ماريلاند، صباح الجمعة، وبذلك ظلت هاريس رئيساً بالنيابة لمدة ساعة و25 دقيقة، وفقاً للبيت الأبيض.
وقال بايدن في رسائل إلى رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي «في ضوء الظروف الحالية، قررت أن أنقل مؤقتاً سلطات وواجبات مكتب رئيس الولايات المتحدة، إلى نائب الرئيس، خلال الفترة القصيرة للإجراءات والتعافي».
ووفقاً للتراتبية في الولايات المتحدة، فإن بيلوسي كرئيسة لمجلس النواب هي الثانية في ترتيب الرئاسة، بعد نائب الرئيس، ويأتي الرئيس المؤقت لمجلس الشيوخ باتريك ليهي في المركز الثالث.
ويسمح القسم 3 من التعديل 25 للدستور، للرئيس الأمريكي بنقل السلطة مؤقتاً، إذا كان الرئيس غير قادر على أداء واجباته.
ووصل بايدن إلى المستشفى قبل الساعة 9 صباحاً بقليل، وأرسل الرسائل إلى بيلوسي وليهي الساعة 10:10 صباحاً، وفقاً للبيت الأبيض؛ وبعدما استأنف مهامه حوالي الساعة 11:35 صباحاً، تحدث مع هاريس، التي تعد أول سيدة أمريكية من أصل أسود وجنوب آسيوي، تنتخب نائبة لرئيس الولايات المتحدة.
وبعد إفاقته من تأثير المخدر، قال بايدن في رسالة أخرى لبيلوسي وليهي «وفقاً لأحكام القسم 3 من التعديل 25 لدستور الولايات المتحدة، أنقل إليكم بموجب هذا إعلاني المكتوب بأنني قادر على الاضطلاع بصلاحيات وواجبات مكتب رئيس الولايات المتحدة، إنني أستأنف تلك السلطات والواجبات».
وقال البيت الأبيض إن هاريس (57 عاماً) عملت «من مكتبها في الجناح الغربي خلال هذا الوقت»، وغادر بايدن المركز الطبي في الساعة 2:05 ظهراً.
في مؤتمر صحفي الجمعة، قالت الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض، جين بساكي للصحفيين «عند اختيار نائب الرئيس، كان بايدن يختار شخصاً يمكن أن يخدم بجانبك كشريك لك، كما يستطيع في وقت الحاجة أن يتدخل ويتولى زمام الأمور إذا كان هناك سبب لذلك».
وأضافت «نعلم أننا نصنع التاريخ في كل مرة يعملون فيها معاً، وفي كل مرة تكون هناك تتحدث نيابة عن الحكومة بصفتها نائبة رئيس الولايات المتحدة، ولكن كتبنا اليوم فصلاً آخر في ذلك التاريخ، وأعتقد أنه سيكون يوماً لا ينسى للكثير من السيدات وكذلك الفتيات الصغار في كل أنحاء البلاد».
ترامب استثناء
وتأتي هاريس لتكون ثالث نائب رئيس في تاريخ أمريكا يشغل منصب الرئيس بالنيابة، ففي يوليو 1985، نقل الرئيس رونالد ريغان السلطة إلى نائب الرئيس آنذاك جورج بوش الأب، لما يقارب 8 ساعات، أثناء خضوع ريغان لعملية جراحية في الأمعاء في مستشفى بيثيسدا البحري.
ووفقاً للبيت الأبيض، وبينما كان ريغان يوقع خطابات نقل السلطة إلى بوش، قال لزوجته نانسي «أنا أوقع هذه الرسائل، لكنك ما زلت سيدتي الأولى».
وكانت المرة الثانية في عهد الرئيس جورج بوش الابن، وحدثت مرتين؛ في عام 2002 وفي عام 2007، حيث نقل السلطة لفترة وجيزة إلى نائب الرئيس آنذاك ريتشارد ديك تشيني، أثناء خضوع بوش الابن لفحص القولون بالمنظار، وبذلك كان تشيني رئيساً بالإنابة، لما يزيد على ساعتين خلال كل مرة منهما.
بينما يسمح التعديل 25 للدستور، للرئيس بنقل السلطة خلال فترات عجزه عن القيام بمهامه، فإن الرئيس لديه الحرية في القيام بذلك أو لا، فالرئيس دونالد ترامب خضع لإجراء يتطلب التخدير في عام 2019، وفقاً للمتحدثة السابقة البيت الأبيض السابقة ستيفاني جريشام، وهو الأمر الذي لم يعترف به البيت الأبيض آنذاك، إلا أن شبكة (CNN) الإخبارية الأمريكية، نقلت عن غريشام في كتاب جديد أصدرته قولها إن ترامب خضع لمنظار في القولون، ولم يكشف عنه، لأن ترامب لم يكن يريد خلال فترة تخديره، أن يتولى نائب الرئيس آنذاك، مايك بنس، منصب القائم بأعمال الرئيس.