الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

«أمريكا تغير موقفها».. خطوات لإنشاء معاهدة دولية للأوبئة المستقبلية

«أمريكا تغير موقفها».. خطوات لإنشاء معاهدة دولية للأوبئة المستقبلية

اليوم الأخير من اجتماعات الدورة الاستثنائية لجمعية الصحة العالمية.

بعد مرور قرب عامين على ظهور جائحة كورونا، تتزايد الخطوات نحو تأسيس اتفاقية دولية جديدة، تهدف إلى مواجهة الأوبئة المستقبلية، وسبل التعامل معها، وهو الاقتراح الذي تقدمت به منظمة الصحة العالمية، وناقشته أعلى هيئة بالمنظمة، وهي جمعية الصحة العالمية، في دورة استثنائية، على مدار 3 أيام.

حيث اتفقت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، على بدء العمل على اتفاقية دولية جديدة تحدد كيفية التعامل مع الوباء العالمي القادم، وتم الاتفاق على إنشاء هيئة تفاوض حكومية دولية، لصياغة اتفاقية لمنظمة الصحة العالمية، أو اتفاق أو صك دولي آخر، بشأن الوقاية من الأوبئة، والتأهب والاستجابة لها والتفاوض بشأنها.

تأييد أمريكي

ونشرت إذاعة صوت أمريكا تقريراً أوضح أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، أصبحت تميل إلى تأييد جهود منظمة الصحة لإنشاء الاتفاقية الجديدة. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، الثلاثاء، «تلتزم الولايات المتحدة بالعمل مع الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية، والمضي قدماً من أجل التوصيات الجديدة لمجموعات العمل، حول التأهب ومواجهة الأوبئة المستقبلية، وهذا يتضمن وضع اتفاقية جديدة لمنظمة الصحة العالمية، أو أي اتفاقية دولية أخرى، وعقد اتفاقيات بهدف تحسين فعالية وسرعة التحرك في مجال الصحة العالمية».

دورة استثنائية

ويعد ذلك تطوراً مهماً في موقف الولايات المتحدة، التي كانت تعارض ذلك التوجه، الذي طرحه نحو 20 من قادة دول العالم في شهر مارس الماضي، إلا أن الإدارة الأمريكية أعلنت يوم الأحد الماضي، أنها تدعم مشروع قانون سيتم التفاوض بشأنه خلال الاجتماعات التي بدأت الاثنين 29 نوفمبر المنصرم، واستمرت حتى الأربعاء، 1 ديسمبر الجاري، في الدورة الاستثنائية، لجمعية الصحة العالمية، والتي تعد بمثابة مجلس الإدارة لمنظمة الصحة العالمية.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد ذكرت على موقعها الرسمي على الإنترنت، أن جمعية الصحة العالمية هي أعلى جهاز لاتخاذ القرار في منظمة الصحة العالمية، وتجتمع الجمعية مرة في كل عام، وتحضرها وفود من جميع الدول الأعضاء في المنظمة، والوظيفة الرئيسية للجمعية هي تحديد سياسات المنظمة، وهي تتولى أيضاً تعيين المدير العام ومراقبة السياسات المالية التي تنتهجها المنظمة.

وعقدت جمعية الصحة العالمية دورتها الاعتيادية في شهر مايو الماضي، إلا أن الدول الأعضاء دعت إلى عقد هذه الدورة الاستثنائية (وهي الثانية في تاريخ منظمة الصحة العالمية).

اتفاقية جديدة

ونظرت الاجتماعات في بند واحد فقط، هو وضع اتفاقية أو اتفاق أو صك دولي آخر للمنظمة، بشأن التأهب والاستجابة للجوائح، من أجل إرساء عملية حكومية دولية، لصياغة مثل هذه الاتفاقية، أو الاتفاق أو الصك الدولي، بشأن التأهب والاستجابة للجوائح، والتفاوض بشأنها، مع مراعاة تقرير الفريق العامل المعني بتعزيز تأهب المنظمة واستجابتها للطوارئ الصحية.

وكان مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، قد عبر في كلمته في آخر أيام اجتماعات جمعية الصحة العالمية، الأربعاء، والتي تم بثها مباشرة من خلال موقع منظمة الصحة العالمية، عن ترحيبه بقرارها، بإنشاء هيئة حكومية للتفاوض بشأن أي صك أو اتفاقية دولية لتعزيز التأهب لمنظمة الصحة العالمية والاستجابة السريعة.

وكانت الاجتماعات قد خلصت إلى أن تجتمع هيئة التفاوض الجديدة، لأول مرة في موعد أقصاه 1 مارس 2022.

ومضى مدير منظمة الصحة العالمية يقول «أوضحت الجائحة أوجه القصور في تنفيذ اللوائح، ويمكن معالجة ذلك من خلال صك أو اتفاق دولي، ونعمل معاً من أجل تعزيز بنية الأمن الصحي العالمي».

وذكر تقرير إذاعة صوت أمريكا أن التوقعات تشير إلى إمكانية خروج تلك الاتفاقية الجديدة للنور، في مايو 2024.

بنود الاتفاقية

ومن المفترض أن تغطي الاتفاقية الجديدة، قضايا مهمة، مثل مشاركة البيانات، وتسلسل «الجينوم» للفيروسات الناشئة، وأي لقاحات وعقاقير محتملة مستمدة من الأبحاث، وتهدف الاتفاقية إلى التوصل إلى تنسيق وتماسك أفضل، في الاستجابة العالمية للجائحة، وإنشاء هيكل صحي عالمي، أكثر قوة، يحمي الأجيال القادمة.

وقال متحدث باسم التحالف العالمي للقاحات والتحصين «جافي»، إن منع تفشي الأمراض في المستقبل يتطلب طريقة مختلفة في التفكير بشأن الأمن الصحي العالمي، لأن «كوفيد-19» يمثل شكلاً جديداً من أشكال الأزمات العالمية، والتي تسببها وتتفاقم بسبب عالم حديث مترابط بشكل متزايد.

وأضاف «أحد الدروس التي تعلمناها من مبادرة كوفاكس (أطلقتها منظمة الصحة العالمية لتوزيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم)، هو أن التمويل الطارئ، والجاهز للانطلاق في وقت مبكر، في أي أزمة، سيكون بداية قوية، كما أن إنشاء شبكة عالمية من مرافق تصنيع اللقاحات، هو أمر أساسي أيضاً».

براءات الاختراع

وتقول المنظمات الإنسانية إن الاتفاقية الدولية بشأن التأهب للوباء والاستجابة لها، يجب أن تشمل التنازل عن براءات الاختراع، وحقوق الملكية الفكرية الأخرى للقاحات، وسبل تشخيص وعلاج «كوفيد-19».

وقالت مديرة السياسة الصحية في منظمة أوكسفام، آنا ماريوت «نحن بحاجة إلى معاهدة حول الجائحة، مع تنازل تلقائي عن قواعد الملكية الفكرية، لتعظيم نطاق وإعادة توزيع أدوات إنقاذ الأرواح، بحيث يمكن حماية الجميع في نفس الوقت».