- تحديد حد أدنى للأجور في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي
- إقرار ضوابط تحكم عمل الشركات الرقمية العملاقة
- إنشاء ضريبة الكربون على المنتجات المستوردة
تسلمت فرنسا رئاسة الاتحاد الأوروبي، لفترة 6 أشهر مقبلة، في إطار برنامج فرنسي طموح؛ عنوانه «أوروبا قوية في العالم، وذات سيادة كاملة، وحرة في خياراتها، وسيدة لمصيرها»، ولكن أيضا في ظروف صعبة؛ سواء بالنسبة لفرنسا، التي تشهد تفشي متحور أوميكرون، وتنتظر تنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية، أو بالنسبة للاتحاد الأوروبي، الذي يقف على مفترق طرق بشأن سلسلة من الموضوعات المتعلقة بالأمن في أوروبا، في وقت يحتشد فيه عشرات الآلاف من الجنود الروس على أبواب أوكرانيا، إلى جانب الأزمة الصحية، التي أظلمت الأفق الاقتصادي الأوروبي مرة أخرى.واستلمت فرنسا المهمة من سلوفينيا، التي ترأست مجلس الاتحاد الأوروبي منذ 1 يوليو، فيما ستتسلم جمهورية التشيك بعد فرنسا، في النصف الثاني من العام الجاري، وتعد هذه الرئاسة نصف السنوية الثالثة عشرة لفرنسا منذ عام 1958، والأولى منذ عام 2008.ويمثل مجلس الاتحاد الأوروبي، مصالح الدول الأعضاء، البالغ عددها 27 دولة، أمام المفوضية، والبرلمان الأوروبي، وتعقد الرئاسة نصف السنوية اجتماعات الوزراء، وتضع جدول الأعمال، وتجري المفاوضات.
احتفاء فرنسي
وفي خطوة رمزية، أضاء برج إيفل، والإليزيه، في نفس الوقت باللون الأزرق (لون أوروبا)، كما حل العلم الأوروبي محل علم الألوان الثلاثة المعتاد تحت قوس النصر في باريس.
ومن المقرر، بحسب ما أورده الموقع الإلكتروني الإخباري لصحيفة «لوموند» الفرنسية، السبت، تزيين العشرات من المعالم الأثرية الأخرى، باللون الأزرق في جميع أنحاء فرنسا خلال الأسبوع الأول من يناير الجاري.
ماكرون يرفع السقف
ورفع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، سقف أهداف الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي، بحسب «لوموند»، إذ قال مساء الجمعة، في تهنئته بالعام الجديد «2022 يجب أن يكون عام تحول أوروبي».
ويتعلق الأمر بـ «جعل أوروبا قوية في العالم، وذات سيادة كاملة، وحرة في خياراتها، وسيدة لمصيرها»، وفق ما صرح به ماكرون في 9 ديسمبر المنصرم، وهي الطموحات التي استمر في إظهارها منذ انتخابه رئيسا للبلاد في عام 2017، ما يزعج بعض شركائه، خاصة في أوروبا الشرقية، وفق ما أوضحته «لوموند».
ووضعت فرنسا ثلاثة مشاريع ذات أولوية خلال رئاستها للاتحاد الأوروبي؛ وهي تحديد حد أدنى للأجور في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، وإقرار ضوابط تحكم عمل الشركات الرقمية العملاقة، إضافة إلى إنشاء ضريبة الكربون على المنتجات المستوردة إلى أوروبا وفقا لتأثيرها البيئي.
كما دعا ماكرون إلى إصلاح منطقة «شنغن»، من أجل حماية الحدود الأوروبية بشكل أفضل في مواجهة أزمات الهجرة، وهو موضوع سيكون في قلب الحملة الرئاسية الفرنسية، بحسب «لوموند»، التي بينت أنه يعتزم أن يضع على الطاولة مراجعة قواعد الميزانية، التي تؤطر العجز الأوروبي، من أجل التمكن من تمويل المزيد من الاستثمارات الأوروبية، والنمو، إلى جانب الاستمرار في الدفع قدما بتقوية الدفاع الأوروبي، على الرغم من تحفظ بعض الشركاء المهتمين، قبل كل شيء، بحماية حلف شمال الأطلنطي «الناتو»، وفق «لوموند».
رئاسة في ظروف صعبة
وستؤثر الانتخابات الرئاسية الفرنسية في أبريل، والتشريعية في يونيو، بشكل مباشر على رئاستها الدورية للاتحاد الأوروبي، إذ سيقلل ذلك كثيرا الوقت من أجل التحرك، وفق «لوموند»، التي أوضحت أن زيادة انتشار المتحور أوميكرون، ستؤدي أيضا إلى إحباط جدول أعمال الرئاسة الفرنسية على الأقل في يناير، حيث سيتم إجراء العديد من الاجتماعات عن بعد، علما أن حوالي 400 اجتماع مرتقبة في فرنسا خلال فترة رئاستها للاتحاد الأوروبي.
وأوضح الموقع الإلكتروني الإخباري للقناة التلفزيونية الدولية الفرنسية "TV5 Monde" أن فرنسا تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، في وقت يمر فيه الاتحاد بمرحلة اضطراب، تشهد تفشيا للمتحور أوميكرون، واحتشاد الجنود الروس على أبواب أوكرانيا، وهي نقطة انطلاق محتملة لماكرون نحو السباق الرئاسي.
مكاسب انتخابية لماكرون
وأوضحت القناة الفرنسية أن هذه الرئاسة ستمكن ماكرون من «تسليط الضوء على سجله الأوروبي، وتمييز نفسه عن بعض منافسيه، وتقديم أفكار جديدة»، وفق الباحثة في مركز مارك-بلوخ الفرنسي الألماني في برلين، كلير ديميسماي.
ولن يترأس ماكرون القمم، أو اجتماعات المجلس الأوروبي، لأن هذا الدور مفوض إلى رئيس المجلس الأوروبي البلجيكي تشارل ميشيل، إلا أن ماكرون سيكون قادرا، بحسب «لوموند»، على التأثير في المناقشات، والتدخل في حالة حدوث أزمة.
الاعتماد على ألمانيا
ويمكن لماكرون الاعتماد، وفق «لوموند»، على دعم المستشار الألماني الجديد، الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتس، الذي سيرأس مجموعة السبع في العام الجديد 2022.
وفي أول خطاب وطني له في نهاية العام، دعا خليفة أنجيلا ميركل، من أجل أوروبا أقوى، وأكثر سيادة، وكانت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بربوك، قد صرحت لوكالة الأنباء الفرنسية «يمكن لأصدقائنا الفرنسيين الاعتماد على دعمنا».
تغيير أفكار الفرنسيين
ولا يخلو هذا الرهان المؤيد لأوروبا، من المخاطر في واحدة من أكثر الدول تشكيكا في الاتحاد الأوروبي، بحسب القناة التلفزيونية الفرنسية، حيث لا يزال ينظر إلى أوروبا على أنها بعيدة وبيروقراطية، وفقط 29 % من الفرنسيين يريدون المزيد من الاندماج الأوروبي، مقابل 50 % من الإيطاليين و43 % من الألمان، وفقا لدراسة لـ (Europa-Nova-Ifop) نشرت مؤخرا حول الاختلافات بين الدول الثلاث الرائدة في الاتحاد الأوروبي (فرنسا، وإيطاليا، وألمانيا) من حيث الارتباط بالهيكل القاري.
وفي هذا السياق، أوضح الممثل السابق لفرنسا في الاتحاد الأوروبي، بيير سلال، للقناة التلفزيونية الفرنسية، أنه «يمكن لرئاسة الاتحاد الأوروبي أن تساعد في تصحيح هذا التقييم، كذلك فإن الفرنسيين لا يحبون أكثر من صورة أو انطباع فرنسا المسيطرة، التي تلهم، وتقود، وتوجه».