جاء اجتماع مجلس حلف شمال الأطلنطي «الناتو»، وروسيا (NRC)، الأربعاء 12 يناير، ليسلط الضوء مجدداً على ذلك المجلس الذي يضم دول الحلف، بالإضافة إلى موسكو، وإذا كان لقاء الجانبين يركز على الأزمة الأوكرانية، فإن المجلس قد مر بأزمات طاحنة.
يوضح الموقع الرسمي لـ«الناتو»، أن المجلس أقيم كآلية للتشاور وبناء التوافق والتعاون والقرار المشترك والعمل المشترك، وعملت الدول الأعضاء في المجلس في مجموعة واسعة من القضايا الأمنية ذات الاهتمام المشترك.
أهداف المجلس
تأسس المجلس في قمة الناتو وروسيا، التي عُقدت في روما في 28 مايو 2002، بموجب إعلان حول «العلاقات بين الناتو وروسيا.. جودة جديدة»، والذي يعتمد على أهداف ومبادئ القانون التأسيسي لحلف الناتو وروسيا لعام 1997 بشأن العلاقات والتعاون والأمن المتبادلين، والذي يظل الأساس الرسمي للعلاقات بين الجانبين.
وحل المجلس محل المجلس المشترك الدائم (PJC)، وهو منتدى للتشاور والتعاون أقيم بموجب القانون التأسيسي لحلف الناتو وروسيا لعام 1997.
ويلعب مجلس الناتو وروسيا، دوراً مهماً، كمنتدى للحوار وتبادل المعلومات، لتقليل سوء التفاهم وزيادة القدرة على التنبؤ.
أزمة القرم
ومر المجلس بأزمة قوية، في أبريل 2014، في أعقاب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، حيث قرر الناتو تعليق جميع أشكال التعاون العملي بينه وبين روسيا، بما في ذلك التعاون الذي حدث في إطار المجلس، ومع ذلك، وافق الناتو على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة في المجلس، ومجلس الشراكة الأوروبية الأطلنطية، على مستوى السفراء وما فوق، للسماح بتبادل وجهات النظر، حول الأزمة في أوكرانيا.
عودة الاجتماعات
وبعد تلك الأزمة، عاد المجلس إلى الانعقاد، حيث عُقدت 3 اجتماعات لمجلس الناتو وروسيا في عام 2016، و3 اجتماعات في عام 2017، كما عقد الجانبان اجتماعين في عام 2018، واجتماعين في عام 2019.
أزمة الإبعاد
كما مر المجلس بأزمة جديدة قبل نهاية العام الماضي، ففي أكتوبر 2021، سحب الناتو اعتماد ثمانية أعضاء من البعثة الروسية لديه، مبرراً ذلك بأنهم كانوا ضباط استخبارات روسيين غير معلنين، كما قرر الحلف تخفيض عدد الدبلوماسيين الروس المعتمدين لديه.
وبالطبع فإن ما أقدم عليه الناتو استوجب رداً روسيّاً، ردت موسكو في نفس الشهر، بتعليق عمل بعثتها الدبلوماسية لدى الناتو، وطالبت الناتو بتعليق مهمة الاتصال العسكري في موسكو، ووقف عمل مكتب معلومات الناتو في موسكو.