الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«الدبلوماسية أولاً».. سياسة بايدن الفاشلة في اليمن

«الدبلوماسية أولاً».. سياسة بايدن الفاشلة في اليمن

لم يكن قرار الإدارة الأمريكية التراجع عن تصنيف مليشيات الحوثيين كجماعة إرهابية وإزالتها من قائمة الإرهاب، فور تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن مهام منصبه، «منطقياً» آنذاك. أما الآن فقد أصبح القرار غير منطقي على الإطلاق.

جاء ذلك في تقرير لموقع Defense One الأمريكي، المهتم بنشر تحليلات متخصصة في الأمن القومي، ومستقبل الدفاع للولايات المتحدة.

«القضية واضحة»

وبحسب التقرير، فإن على بايدن إعادة النظر فعلياً وبجدية في قراره إلغاء تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، حيث إن «القضية واضحة»، مقتبساً بذلك عبارة سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة، كتبها عبر تغريدة، الأحد، رحب خلالها بإعلان بايدن أن إعادة تصنيف مليشيات الحوثيين في اليمن كجماعة إرهابية قيد البحث.

وأضاف التقرير أنه بعد الهجمات التي تعرضت لها السعودية والإمارات «كان رد الإمارات فورياً في الساعات الأولى من الصباح»، مشيراً إلى قيام طائرة إماراتية طراز F-16 بتدمير قاذفة أطلقت صاروخين باليستيين على أبوظبي.

و«لحسن الحظ، تم اعتراض تلك الصواريخ في الجو، فلم تقع أي إصابات» في الإمارات، في حين لم تكن المملكة السعودية محظوظة، حيث أصيب شخصان بصواريخ الحوثيين.

وقال التقرير إن الحوثيين، المنحدرين في الأساس من عشيرة شيعية في اليمن، قبل أن يتحولوا إلى «منظمة إرهابية ووكالة إيرانية»، يتلقون أسلحة وطائرات مسيرة وصواريخ وتدريبات من طهران.

مسؤولية مباشرة؟

وتذهب بعض التقديرات إلى أن الحوثيين يتلقون أيضاً مساعدات مباشرة من قبل قوات الحرس الثوري الإيراني. وبالنظر إلى تطور الهجمات الصاروخية الأخيرة وقدرتها على اجتياز طول المسافة حتى أبو ظبي، فإن كثيراً من المحللين لا يستبعدون مشاركة إيران «بشكل مباشر في تخطيط وتنفيذ» الهجمات الأخيرة.

أمام كل ذلك، ينتقد التقرير سعي إدارة بايدن على مدار الأشهر الماضية إلى «إقناعنا بأن الحوثيين ليسوا إرهابيين»، رغم أن هناك أدلة كثيرة على نواياهم الإرهابية.

وتتشابه الهجمات ضد الإمارات مع الهجمات الأخيرة ضد النفط والبنى التحتية الأخرى في المملكة العربية السعودية. كما أنهم اختطفوا سفينة ترفع علم الإمارات بطاقمها المكون من 11 فرداً قبالة سواحل اليمن.

يضاف إلى ذلك أن الحوثيين لا يخفون نواياهم للإضرار بالمصالح الأمريكية. لذا «لا يتوجب علينا أن ننتظر وفاة مواطن أمريكي حتى نبدأ في الاعتراف بحقيقة تلك الجماعة»، بحسب Defense One.

سياسة فاشلة

كل هذه الأحداث تؤكد في النهاية فشل سياسة بايدن في اليمن، المتمثلة في «الدبلوماسية أولاً». فمن المؤكد أنها لم تحقق نجاحات يمكن لمسها على الأرض. وربما تبدو النتيجة الملموسة الوحيدة لحذف الحوثيين من قائمة الإرهاب، دون قيد أو شرط، هي خسارة واشنطن لأي نفوذ كان يمكنها أن تمارسه ضدهم.

وكل ما استطاعت إدارة بايدن تحقيقه - تحت زعم الإغاثات إنسانية - هو تمكين الحوثيين وتقوية شوكتهم. والواقع يقول إن اليمنيين الآن ما زالوا معرضين لخطر مجاعة غير مسبوقة، نتيجة لطردهم من بيوتهم وقراهم.

أمن مشترك

واعتبر التقرير أن رجوع إدارة بايدن عن قرارها الخاطئ سيبعث برسائل طمأنة لحلفاء أمريكا، وسيعطي إشارة مهمة للحوثيين وإيران ووكلائها، خاصة أن العلاقات الأمريكية مع الشرق الأوسط الآن تمر بفترة تذبذب لأسباب عدة.

أخيراً، على إدارة بايدن إدراك أن أمن وسلامة الجيش الأمريكي وشركاتها ومواطنيها في خطر. والولايات المتحدة الأمريكية تتشارك وأصدقائها في الخليج مخاوف أمنية واحدة من قبل أعداء مشتركين. ومن شأن إعادة تصنيف الحوثيين كتنظيم إرهابي، بالتوازي مع اتخاذ إجراءات دفاعية صاروخية فورية، وأخرى للتصدي للطائرات بدون طيار في منطقة الخليج، أن تكون بداية جيدة باتجاه تعزيز الأمن المشترك.