الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

«بارتي غيت».. بريطانيا تحبس أنفاسها على وقع تقرير «سو جراي»

«بارتي غيت».. بريطانيا تحبس أنفاسها على وقع تقرير «سو جراي»

«بارتي جيت» و«سو جراي».. لا صوت يعلو عليهما الآن في صفحات المواقع الإخبارية البريطانية، حيث يحبس البريطانيون أنفاسهم بانتظار الإعلان عن نتائج تقرير الموظفة الحكومية رفيعة المستوى، سو جراي، والتي تتعلق بها الأنظار حالياً، للكشف عن وقائع فضيحة «بارتي جيت» التي من الممكن أن تطيح بحكومة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.

التحقيق يتناول مزاعم عن إقامة حفلات على مدى الـ18 شهراً الماضية، بينها 3 في مقر الحكومة «10 داونينج ستريت»، وواحدة في وزارة التعليم، وجميعها في خضم فترة الإغلاق الوطني بسبب جائحة كورونا، بينما كان البريطانيون يدفنون ضحايا الوباء في تكتم، احتراماً لتدابير الصحة الاحترازية، ما أثار غضباً شعبياً واسعاً.

انقسام المحافظين

نتائج التقرير، التي لم يتسلمها مكتب جونسون بعد، إما تؤدي إلى إقصائه، أو تنهي أسابيع من الفضيحة والسخط على حكومة جونسون، الذي لم ينفِ حضور الحفلات، قائلاً إنه ظنها مناسبات عمل، ما أثار مزيداً من السخرية بين نواب البرلمان الذين تحدث إليهم جونسون قبل أسبوع. وطالب نواب محافظون باستقالة الحكومة، ما تسبب في انقسامات شديدة داخل الحزب الحاكم.

وتوقعت تقارير إخبارية أن يتم الإعلان عن النتائج بين الأربعاء والخميس، لكن صحيفة «فاينيشال تايمز» تحدثت عن الخميس أو الجمعة، وقالت إن الخلافات داخل «داوينيج ستريت» نفسه بشأن الصيغة النهائية المفترض أن يخرج بها التقرير قد تؤخر ظهوره إلى الأسبوع المقبل.

مجرد ملخص

ومن المنتظر أن يتحدث رئيس الوزراء أمام البرلمان مرة أخرى عقب نشر التقرير مباشرة. ونقلت صحيفة «ميرور» البريطانية عن مقربين من جونسون قوله إنه يقر بارتكاب «أخطاء جسيمة» لكنه ما زال يرى أنه الأفضل لقيادة البلاد.

وأضافت الصحيفة أنه بعد إعلان جهاز سكوتلانديارد التحقيق في الفضيحة، كان من المعتقد أنه سيتم تأجيل صدور التقرير، لكن اتضح أن سو جراي سترسل نتائجها إلى «داونينج ستريت». وتوقعت الصحيفة ألا تكشف الحكومة عن جميع الأدلة التي سيوردها تقرير جراي، لا سيما مثلاً صور جونسون مع زجاجات النبيذ، وقالت إنه قد يتم بدلاً من ذلك تقديم «ملخص»، وتوصيات بإجراءات تأديبية بحق بعض الموظفين.

تحالف الساخطين

أما «فاينيشال تايمز»، فنقلت عن مصادر مقربة قولها إن جراي حصلت على ضمان قوي من جونسون بنشر الوثيقة كاملة، فيما أوردت وصف مسؤول آخر للتقرير بأنه سيكون «هزيلاً للغاية»، ولن يحدد الأشخاص المسؤولين عن تنظيم الحفلات، وسيترك لجونسون توزيع المسؤولية.

وأضافت أن هناك حديثاً، داخل حزب المحافظين، يدور حول تحالف للساخطين من نواب الحزب ربما يجبرهم على التصويت بحجب الثقة عن قيادته، مستغلين التقرير للضغط من أجل التصويت ضده. ووصفت الصحيفة وزيرة الخارجية ليز تروس بأنها أحد المنافسين المحتملين على قيادة الحزب، رغم دفاعها عنه وقولها إنه «يقوم بعمل رائع».

من هي سو جراي؟

وصفها موقع «بي بي سي» بأنها أقوى شخص «لم تسمع به من قبل»، فيما لفت موقع «سكوتس مان» البريطاني إلى أنها سبق وحققت مع الوزير السابق داميان جرين عام 2017، وأدت النتائج التي توصلت إليها إلى استقالته.

تشغل حالياً منصب السكرتير الدائم الثاني في وزارة التسوية والإسكان والمجتمعات. وأجرت غراي تحقيقها، بتكليف من جونسون، في مزاعم قيام موظفي الحكومة بتنظيم سهرات وحفلات صاخبة، بينما كانت بريطانيا تطبق قيود الإغلاق عامي 2020 و2021.

تضمن تكليفها بالتحقيق تمكينها من الاطلاع على جميع السجلات ذات الصلة، بما فيها رسائل البريد الإلكتروني، والتحدث إلى الموظفين كشهود عيان. وحال كشف التقرير أن رئيس الوزراء انتهك القانون الوزاري بحضوره التجمعات، سيكون بحكم المؤكد أنه سيقدم استقالته، أو أن النواب سيقومون بالتصويت لحجب الثقة عنه.

وقالت صحيفة «إيفينينج ستاندرد» اللندنية المحلية إن سو جراي، كبيرة موظفي الخدمة المدنية الذين تم تكليفهم بمهمة التحقيق، أصبحت الآن أشهر شخص في بريطانيا «دون أن تنبس ببنت شفة وأضاف: «باتت نجمة على وسائل التواصل الاجتماعي». ولعلها المرة الأولى في التاريخ التي يجلس فيها الكثير من الرجال على حافة مقاعدهم، ترقباً لكلمتها، حسب وصف الصحيفة.

حيكت حولها النكات. أحدهم قال: «زوجتي تعتقد أنني أغشها.. أخبرتها انتظري لتَرَي تقرير سو جراي». أخرى قالت: «لا لم أغسل الصحون، ولم أضع القمامة بالخارج.. فأنا بانتظار تقرير سو جراي».