الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الرئيس الجديد لـ«ميونيخ للأمن»: الوضع العالمي يزداد «قتامة»

الرئيس الجديد لـ«ميونيخ للأمن»: الوضع العالمي يزداد «قتامة»

كريستوف هيوسجن

هيوسجن: روسيا تبحث عن ذرائع للتدخل العسكري في أوكرانيا

سيكون لمؤتمر ميونيخ للأمن قيادة جديدة اعتبارا من العام الحالي، تتمثل في الدبلوماسي السابق الشهير كريستوف هيوسجن (66 عاما)، خلفا لفولفغانغ إيشنجر (75 عاما).وعمل هيوسجن مستشارا في السياسة الخارجية والأمنية للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بين 2005 - 2017، وبالتالي وكان له دورا فعالا في تشكيل سياستها الدولية، ثم شغل منصب سفير ألمانيا لدى الأمم المتحدة. وأكد هيوسجن في حوار مع موقع «ميركور» الألماني أن الوضع العالمي يزداد قتامة ليس فقط في أوكرانيا، لذلك سيكون مؤتمر ميونيخ القادم بعد أيام، أكثر أهمية من أي وقت مضى الآن.

وعبر عن سعادته بإمكانية عودة الحضور للمؤتمر مرة أخرى، واللقاء وجهاً لوجه، وإن كان بالطبع لن يكون بالحجم الضخم المعتاد عليه في الماضي، وقال «حوالي الثلث سيكونون حاضرين هذه الدورة، وبرغم ذلك نأمل في المساعدة في تخفيف المواقف الدولية المشحونة، خاصة على الحدود الأوكرانية». وأضاف «الجميع يحبس أنفاسه ويراقب التطورات خوفا من المتحور أوميكرون، لكني أرى أملاً وخاصة بعد أن سمح رئيس وزراء ولاية بايرن التي تتبع لها مدينة ميونيخ، ماركوس زودر، بدخول 10 آلاف متفرج لملعب أليانز أرينا مرة أخرى، وتابع قائلا «بالطبع سيكون العدد أقل من ذلك بكثير».وعبر هيوسجن عن سعادته بتولي إدارة المؤتمر العالمي الهام بعد 41 عامًا في مجال السياسة الخارجية، وبعد أن جعل الرئيس السابق إيشنجر وأسلافه، المؤتمر الأمني علامة تجارية عالمية.



الأزمة الأوكرانية


وحول الأزمة الأوكرانية الروسية أكد هيوسجن أن الضجة المثارة حول اكتفاء الحكومة الألمانية بتزويد أوكرانيا بـ 5 آلاف خوذة فقط، تعتبر أمرا مبالغا فيه، وخاصة أن ألمانيا تعد من أقوى الدول الداعمة لأوكرانيا، اقتصاديًا وسياسيًا منذ سنوات طويلة. وقال أنه على ألمانيا عمل استثناء في المبدأ الخاص بها حول عدم تزويد مناطق الأزمات بالسلاح، وذلك لوجود مسؤولية لدينا تجاه أوكرانيا. وأضاف «كانت الأزمة الأوكرانية الأولى في 2014- 2015 تتعلق بالفعل بمسألة ما إذا كان ينبغي لنا تسليم الأسلحة، ووقتها رفضت الحكومة الألمانية على أساس أن روسيا ستكون دائمًا أفضل تجهيزًا، وأنه لا يمكن حل الصراع إلا بشكل سياسي، ثم اخترنا المسار السياسي باتفاقية»مينسك«، لكننا الآن نرى أن روسيا لا تريد الاستمرار في هذا الطريق، بل على العكس، إنها عدوانية مرة أخرى تجاه أوكرانيا، وتبحث عن ذرائع لتجديد التدخل العسكري».

ونوه أنه لهذا السبب يتعين علي ألمانيا إعادة النظر، وضرورة أن يتم مواجهة مثل هذا النهج العدواني الروسي من خلال إتاحة أسلحة دفاعية لأوكرانيا على نطاق أوسع، موضحا أن هذا لا يعني أن ألمانيا تحيد عن الهدف في البحث عن حل سياسي، لكن لا يمكن رفض الحماية من حيث المبدأ لدولة مهددة بهذه الطريقة.

ورداً على سؤال حول ما إذا كان في وجود طريقة دبلوماسية للخروج من أزمة أوكرانيا، قال هيوسجين «بالتأكيد، يجب أن يكون هذا هدفنا دائمًا.. وقد فعل المجتمع الدولي ذلك حتى الآن بطريقة مثالية، فعلى عكس الانسحاب المتسرع من أفغانستان، بادرت حكومة الولايات المتحدة بعملية تصويت للأزمة الأوكرانية، وكانت هناك محادثات ثنائية، ومحادثات مع الاتحاد الأوروبي، في إطار حلف شمال الأطلنطي (الناتو)، ومع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وقد فعلت ألمانيا كل هذا بشكل جيد للغاية ودفعت الناس إلى اللقاء مرة أخرى».

أوكرانيا والانضمام للناتو

وعن فكرة انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، وتهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالحرب إذا حدث ذلك، قال هيوسجن «الانضمام ليس على أجندة الناتو، وفي عام 2008، وبصفته وقتها مستشارًا للسياسة الخارجية لميركل، تفاوض بشأن منح أوكرانيا وجورجيا»خطة عمل العضوية"، أي المرحلة الأولية للعضوية، ولكنه كان من الواضح أن ميركل وآخرون رفضوا ذلك، لأن معاهدة الناتو تنص على أنه يجب على العضو الجديد أن يساهم في استقرار الحلف، وكان من الواضح للجميع أن انضمام جورجيا وأوكرانيا سيؤدي حتمًا إلى صراعات مع روسيا.

وتابع «الناتو يلتزم بسياسة الباب المفتوح، ويمكن لأوكرانيا من الناحية النظرية أن تصبح عضوًا، ولكن الموضوع ليس على جدول الأعمال على الإطلاق، وبوتين يضخم بشكل مصطنع شيئًا لا يحدث في السياسة الحقيقية».

وأردف أنه في الوقت الذي تبدو فيه أمريكا هشة، وأوروبا تبدو ضعيفة، يحاول بوتين إطلاق بالون اختبار حاليا لمعرفة ما إذا كان بإمكانه تمزيق المجتمع الدولي، ولكنه لم ينجح في ذلك.