الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

شبح الصين يهدد خطة بايدن للاستثمار والتصنيع في الطاقة النظيفة

شبح الصين يهدد خطة بايدن للاستثمار والتصنيع في الطاقة النظيفة

الطاقة الشمسية في الصين- صورة من (epa)

تواجه خطة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، باسم «إعادة بناء أمريكا»، والرامية إلى الاستثمار في الطاقة النظيفة، معضلة كبيرة، فالخطة التي تهدف إلى التوسع في مصادر الطاقة النظيفة (طاقة الرياح والطاقة الشمسية)، تقوم على الاعتماد على الصناعات المحلية الأمريكية كرافد أساسي، والابتعاد عن الواردات، وخاصة القادمة من الصين، وهي المشكلة الكبيرة التي تواجه إدارة بايدن.

غياب أمريكي وحضور صيني

وأوضح تقرير نشره مركز التقدم الأمريكي (معهد مستقل غير حزبي للسياسات) أن الولايات المتحدة، خلال السنوات الماضية، فشلت في اتخاذ الإجراءات المناسبة، بشأن التغير المناخي، وتخصيص الموارد اللازمة، والدعم من أجل إنشاء قاعدة تصنيع محلية، لسلاسل توريد التكنولوجيا النظيفة العالمية، ما أتاح الفرصة لمنافسين لملء ذلك الفراغ، وفي مقدمة هؤلاء تأتي الصين.

وأضاف أن الصين استغلت تلك الفرصة، للدخول والهيمنة على سوق تكنولوجيا ومستلزمات الطاقة النظيفة، لتكون اليوم أكبر جهة إنتاج في مجال مكونات الطاقة الشمسية، ولديها أكبر قدرات لتصنيع مكونات توربينات الرياح، ما يجعلها مسيطرة على جناحي الطاقة النظيفة (طاقة الرياح والطاقة الشمسية).

وخلال العقد الماضي، كانت الصين أكبر مستثمر في مجال الطاقة المتجددة، وضاعفت حجم ما أنفقته أمريكا من استثمارات في ذلك المجال لأكثر من الضعف، ما يثير القلق الأمريكي من هيمنة الصين على سلاسل إمداد مكونات الطاقة المتجددة، حيث تستحوذ الصين حالياً على 80% من نسبة سلاسل تصنيع الطاقة الشمسية، كما أن لديها 7 من أكبر 10 شركات عالمية كبيرة تعمل في مجال طاقة الرياح.

الصناعة المحلية

ولفت التقرير إلى أن خطة الرئيس بايدن «لإعادة البناء بشكل أفضل»، هي أول جهد أمريكي للقيام باستثمارات كاملة في الصناعة المحلية، والتي ستكون ضرورية لتقليل اعتماد سلاسل توريد الطاقة النظيفة على الصين.

وتتضمن خطة بايدن استثمارات مقترحة لتفعيل السياسة الصناعية المهمة، بشأن الطاقة النظيفة، من خلال مزيج من الاستثمار المباشر في التصنيع، وتسهيلات ضريبية طويلة الأجل.

كما أكد التقرير أن السياسة الصناعية الخضراء التي تستهدفها خطة بايدن، تعد ضرورية من أجل تحقيق طفرة في الطاقة المتجددة المحلية، لمكافحة تغير المناخ، كما أن هذه «السياسة الصناعية الخضراء» ستقوي القدرة التنافسية للولايات المتحدة، من أجل مزاحمة الصين، والاستحواذ على حصة السوق الخارجي، لأن الدول الأخرى تسعى أيضاً لتنويع سلاسل توريد الطاقة النظيفة الخاصة بها، لتقليل اعتمادها على الصين.

قدرات صينية كبيرة

وتضمن التقرير اعترافاً بما حققته الصين في مجال صناعات الطاقة النظيفة، حيث نفذت الحكومة الصينية سلسلة من سياسات خفض الأسعار، ومنها توفير عقود أراضٍ مجانية أو تفضيلية للغاية، وإعفاءات ضريبية على الإيرادات، واستثمارات نقدية بمئات الملايين من الدولارات، كما عززت الحكومة الصينية صناعة المعادن الأرضية النادرة الضرورية للمكونات الحيوية في التكنولوجيا الخضراء، بداية من السيارات الكهربائية إلى توربينات الرياح.

اعتباراً من عام 2005، كانت الولايات المتحدة المنتج البارز للبولي سيليكون، وهو عنصر حاسم في الألواح الشمسية الكهروضوئية، وبرغم ذلك، سمحت الحكومة الأمريكية والقطاع الخاص، لهذه الصناعة بالانجراف بعيداً دون تقديم دعم كامل للصناعة المحلية، فانتقلت أولاً إلى اليابان، ثم إلى ألمانيا، واستقرت الآن في الصين، التي تمتلك ما يقرب من 80 % من إمدادات البولي سيليكون في العالم.