في رسالة ذات مغزى، وصل وفد أمريكي من كبار المسؤولين السابقين، بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، ومجلس الأمن القومي، زيارة إلى تايوان، الثلاثاء الأول من مارس، وتستمر حتى الأربعاء الثاني من مارس، للتأكيد على مساندة واشنطن لتايوان، ضد التهديدات الصينية، ولإعطاء رسالة قوية لبكين، مفادها أن أمريكا لن تسمح أبداً للصين بتكرار ما تفعله روسيا مع أوكرانيا.
وفد رفيع المستوى
وأوضح تقرير نشرته إذاعة صوت أمريكا، أن الوفد أرسله الرئيس الأمريكي جو بايدن، ويضم كبار مسؤولي الدفاع والأمن السابقين، على رأسهم رئيس الأركان السابق مايكل مولين، ونائبة مساعد وزير الدفاع ميشيل فلورنوي، والتي كانت من ضمن المرشحين لتولي منصب وزير الدفاع في إدارة بايدن، كما يضم الوفد أيضاً نائب مستشار الأمن القومي السابق للبيت الأبيض ميغان أوسوليفان.
كما يضم الوفد أيضاً نائب مستشار الأمن القومي السابق للبيت الأبيض، المدير الأقدم للشؤون الآسيوية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، مايكل غرين، والمدير الكبير السابق للشؤون الآسيوية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إيفان ميديروس.
مباحثات مع كبار مسؤولي تايوان
ومن جانبها ذكرت صحيفة تايوان نيوز، أن الوفد وصل بالفعل إلى البلاد، ومن المقرر أن يجري لقاءات مع العديد من المسؤولين، في مقدمتهم رئيسة تايوان تساي إنج ون، ووزير الدفاع التايواني تشيو كو تشينج، ورئيس مجلس الدولة في تايوان، وغيرهم من كبار المسؤولين، ومن المقرر أن تتطرق المباحثات إلى العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وتايوان، والأمن الإقليمي، وموضوعات أخرى.
أهمية الزيارة.. ودبلوماسية الوفود
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن الزيارة هي إشارة واضحة على الدعم الأمريكي الثابت لتايوان، والتزامها بالحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان، كما ستساعد على إنشاء نموذج جديد لـ«دبلوماسية الوفود»، حيث يمكن لكبار المسؤولين السابقين من البيت الأبيض، القدوم بانتظام إلى تايوان للتفاعل مع نظرائهم في تايوان.
ومن المقرر أن يبدأ وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو، في عهد إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، زيارة إلى تايوان، الأربعاء 2 مارس تستمر حتى 5 مارس، وتستقبله خلالها رئيسة تايوان.
ونقلت إذاعة صوت أمريكا عن مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية قوله «الوفد الأمريكي يرسل إشارة مهمة حول التزام الولايات المتحدة الأمريكية من الحزبين، تجاه تايوان وديمقراطيتها، ويظهر أن التزام إدارة بايدن والولايات المتحدة بتايوان لا يزال قوياً للغاية».
كما قال كبير منسقي الرئيس الأمريكي جو بايدن لسياسة المحيطين الهندي والهادئ في مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض، كورت كامبل «إن الولايات المتحدة لا تغير هدفها الراسخ بتعزيز العلاقات مع منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وخلال الأشهر العديدة القادمة، سنرى ذلك بوضوح، من خلال مشاركة رفيعة المستوى من دول منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث سنعلن قريباً أن قادة الآسيان سيحضرون إلى واشنطن في مارس الجاري، وذلك لأول مرة».
رسالة عسكرية
ويبدو أن واشنطن لم تكتفِ فقط بالتحركات الدبلوماسية لمساندة تايوان ضد الصين، ففي يوم السبت الماضي، أبحرت سفينة حربية أمريكية عبر مضيق تايوان، في خطوة ترسل إشارة واضحة، مفادها تحذير الصين عدم القيام بأي تحركات متهورة في تايوان.
حيث قامت المدمرة الأمريكية USS Ralph Johnson)) بعبور مضيق تايوان يوم 26 فبراير المنصرم، عبر المياه الدولية وفقاً للقانون الدولي، حسبما أعلن الأسطول الأمريكي السابع في بيان نشره على موقعه الرسمي على موقع «تويتر».
تايوان وسيناريو أوكرانيا
ومن جهة أخرى، نقلت صحيفة «تايبيه تايمز» التايوانية، عن كبير مستشاري وزير الخارجية الأمريكي السابق بومبيو، ميليس يو والذي يعمل حالياً كبيراً للباحثين في معهد هدسون للدراسات، قوله «إن تايوان أكثر أماناً مقارنة بأوكرانيا».
وأضاف يو الذي يرافق بومبيو في زيارته لتايوان، قائلاً «على عكس أوكرانيا التي قللت من شأن روسيا، فإن تايوان حذرة بدرجة كافية من بكين، كما أن حكومة تايبيه هي حليف استراتيجي للولايات المتحدة والديمقراطيات الأخرى، ما يجعل تايوان أكثر أماناً من أوكرانيا».
وفيما يتعلق بالدفاع عن تايوان، قال يو «الدول المجاورة لها، تدرك جيداً نوايا الصين، وأوضحت كل من أستراليا واليابان، أنه من الواجب عليهما الوقوف مع تايوان إذا واجهت تهديداً عسكرياً».
ولفت إلى أنه رغم حالة الاستقطاب والخلافات الشديدة داخل الكونغرس الأمريكي، فإن القضية الوحيدة التي تحظى بإجماع واسع النطاق هي تايوان.