الأربعاء - 26 مارس 2025
الأربعاء - 26 مارس 2025

وزير دفاع لاتفيا يطلب أسلحة من ألمانيا: «نجاور وحشاً كبيراً»

وزير دفاع لاتفيا يطلب أسلحة من ألمانيا: «نجاور وحشاً كبيراً»

طالب وزير دفاع دولة لاتفيا، آرتيس بابريكس، دولة ألمانيا بتقديم المزيد من المساعدة الملموسة لبلاده وإمدادها بالأسلحة، خاصة أن بلاده العضو في الناتو تشترك في أطول حدود مع روسيا. وأكد في حوار مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية أن دولته صغيرة بجانب وحش متنمر كبير، وأنهم بحاجة إلى الدعم لمنع العدوان على أوروبا وحلف شمال الأطلسي، وأن بلاده منخرطة حالياً في تعبئة شاملة لحماية نفسها في المستقبل.. وقال: «كانت الولايات المتحدة تقدم لنا مساعدات عسكرية سخية لفترة طويلة، وبهذه الأموال نشتري منهم أيضاً أسلحة. ونطالب الحكومة الألمانية أن تفعل الشيء نفسه. لقد تغيرت أشياء كثيرة في الأسابيع الأخيرة، لقد قطعت ألمانيا منعطفاً تاريخياً نحترمه كثيراً.. ولكن يجب أن تستثمر هذه الأموال بحكمة الآن، وعليها أن تساعدنا على شراء أسلحتها؛ حتى نتمكن من حماية أنفسنا، فأوروبا ستكون آمنة فقط إذا ما اتحدت مع بعضها البعض».

وأكد أن بلاده لا يمكنها تحمل تكاليف الدفاع الجوي، وأنها بحاجة ماسة لأنظمة دفاع أفضل مثل باتريوت أو ما يماثلها من أوروبا، مشيراً إلى سعادته بالطبع عندما يرسل الحلفاء جنوداً لبلاده، ولكن ما تحتاجه حقاً لاتفيا هو معدات أفضل وقوة نيران أكثر، مضيفاً أنه لا يتعين انتظار الاتحاد الأوروبي لتحقيق ذلك، وأنه يمكن أيضاً تسوية ذلك في معاهدات ثنائية.ورداً عن سؤال حول شن روسيا، جارتهم المباشرة، حرباً عدوانية على أوكرانيا.. وعمل جارتهم الأخرى، بيلاروسيا، كقاعدة لها، ومدى ضعف أمن دول البلطيق في الوقت الحالي.. أكد بابريكس أنه من وجهة نظره، فإن بيلاروسيا طرف في الحرب، فهم يطلقون الصواريخ، وقد زحفت روسيا إلى أوكرانيا من أراضيها. وقال: «لكننا نلاحظ أيضاً مدى سوء الخدمات اللوجستية لموسكو.. في الوقت الحالي، يبدو الأمر فارغاً جداً على الجانب الروسي من حدودنا، إنهم بحاجة إلى كل الإمدادات التي يمكنهم الحصول عليها، ومن الواضح أن بوتين أخطأ بشكل كبير في الحسابات، فعلى المدى القصير لن يكون قادراً على تحمل جبهة أخرى، ونحن في حلف الناتو.. بالطبع، ما زلنا قلقين. لقد أصبح الوضع أكثر صعوبة للتنبؤ».

وفي سؤال عن كون بلاده عضواً في الناتو، فهي محمية بموجب المادة 5.. ومع ذلك في حالة وقوع هجوم روسي ستكون لاتفيا عرضة للقوة الساحقة لقوة عظمى عالمية سابقة.. وهل هناك أي تقديرات واقعية للمدة التي يمكن أن تصمد فيها لاتفيا بمفردها؟ قال بابريكس: «أنا لا أخوض في التكهنات.. لكن يمكنك أن ترى ما هو ممكن في أوكرانيا.. حتى المحللون الغربيون قالوا إن كييف ستسقط في غضون أيام قليلة. الآن، مر ما يقرب من أسبوعين وما زالت أوكرانيا تقاتل، نحن نستعد ليس فقط منذ الأمس، ولكن منذ 2014، ولكن من أجل ذلك، نحتاج أيضاً إلى الدعم».وأكد أن استراتيجية لاتفيا تعتمد على أنه بالإضافة إلى 6 آلاف جندي محترف، فهناك نحو 8 آلاف رجل وامرأة في الحرس الوطني يستعدون للدفاع عن لاتفيا.

وقال: «في المستقبل نريد زيادة عددهم إلى 12 ألفاً، بالإضافة إلى ذلك نقوم حالياً ببناء وحدات تطوعية دائمة في كل مكان، هنا أيضاً في الوزارة، في السلطات، وفي المدارس، هدفنا الحالي هو تعبئة شاملة.. وفي المستقبل، سيقضي تلاميذ المدارس بدءاً من الصف العاشر وما بعده يوماً واحداً في الشهر يتعلمون كيف يمكن لبلدنا الدفاع عن نفسها».وأضاف: «نحن نخطط أيضاً لمخيمات صيفية.. ويعتبر «حرس الشباب» بالفعل أكبر منظمة شبابية في لاتفيا.. في الوقت الحالي نشهد مستويات تاريخية من الاهتمام بالدفاع عن بلدنا، حيث إنه في الأيام العشرة الماضية، كان هناك المزيد من طلبات العضوية في الحرس الوطني مقارنة بعام 2021.


وفي سؤال عن ما الذي يتوقعه المعتدي الذي يهاجم لاتفيا، أكد بابريكس أن الحرس الوطني منتشر في جميع أنحاء البلاد.. وفي حالة الطوارئ سيقاتل أعضاؤه بضراوة من أجل الحرية. وقال: «لدينا خطط طوارئ ومستودعات أسلحة لهذا الغرض.. وبغض النظر عن ما يحدث، فلن نستسلم.. في هذه الأثناء.. مكتوب في دستورنا أن هذا غير ممكن. وهذا درس من حربنا مع هتلر وستالين. قد يحاول المعتدي ابتزاز الحكومة أو اضطهادها.. لكن لاتفيا ستقاتل». وحول التحدي الذي يمثله التماسك في لاتفيا حال وقوع هجمات من الخارج، خاصة أنه لا توجد دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي بها مثل هذه النسبة العالية من السكان الناطقين بالروسية، تطرق وزير الدفاع إلى أن هذا الأمر لا يثير مخاوفه كثيراً. وقال: «يعيش الروس هنا في بلد حر وديمقراطي، بالطبع هناك دعاية روسية، لكن أولئك الذين يعيشون هنا سيواجهون دائماً آراء أخرى، فحرية الرأي سارية، وبالنسبة للجرائم الأخرى مثل التجسس أو ما شابه، فهناك قوانين واضحة، سنطبقها بالطبع، نحن نراقب- من كثب- من يفعل ذلك في بلدنا».