الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

«زيادة طائرات التجسس».. 3 أهداف لإعادة بناء الجيش الألماني

«زيادة طائرات التجسس».. 3 أهداف لإعادة بناء الجيش الألماني

فحص للمدفعية الألمانية قبل إرسال بعضها إلى ليتوانيا. (epa)

بعد أسابيع قليلة من قرار المستشار الألماني أولاف شولتس في 27 فبراير الماضي، تخصيص صندوق خاص للجيش الألماني بقيمة 100 مليار يورو لاستخدامه في مشاريع الاستثمارات والتسلح، تشهد الساحة الألمانية حالياً، سباقاً نحو التسلح، خاصة بين الشركات العاملة في مجال الصناعات العسكرية، بحسب تقرير نشره موقع «ديفينس نيوز» الأمريكي.

تنافس الشركات

وأوضح التقرير أن الشركات تتنافس على كعكة الأموال المخصصة للتسليح، وإعادة بناء الجيش الألماني، حيث تقوم الحكومة بضخ استثمارات ضخمة تهدف إلى تحسين حالة القوات المسلحة بشكل جذري.

ولفت التقرير إلى أن زيادة نفقات الدفاع، بعشرات المليارات من اليورو، الذي جاء في ظل الحرب الروسية على أوكرانيا، دفع مسؤولي الدفاع في برلين، إلى تحديد أوجه الإنفاق العسكري التي تأتي بنتائج سريعة، وفق العديد من مسؤولي الشركات الذين تحدثوا رافضين الكشف عن هوياتهم.

واعتبر التقرير أن القرار تم بشكل سريع، ونقل التقرير عن نائب الأدميرال كارستن ستافيتسكي، رئيس قسم المعدات في وزارة الدفاع الألمانية، أنه أشار إلى تقديم تسهيلات للحصول على المعدات والأسلحة الجديدة، لأصحاب الشركات.

ملامح استراتيجية الإنفاق الجديدة

وحدد التقرير ملامح استراتيجية الإنفاق الجديدة، التي تركز حول 3 أهداف، هي: أولاً: إنهاء أعمال الصيانة المتراكمة لإعادة المعدات إلى العمل. ثانياً: زيادة حجم أنظمة الأسلحة الرئيسية بنسبة 50%، ما يعني المزيد من مركبات القتال لسلاح المشاة من طراز "Puma"، والمزيد من طرادات «K-130»، والمزيد من طائرات التجسس «Pegasus». ثالثاً: إنهاء الاستثمارات طويلة الأجل فقط التي تم وضع الخطط لها بالفعل، ويشمل ذلك نظام «Future Combat Air System»، وهو سلاح جوي من الجيل القادم تقوده ألمانيا وفرنسا وإسبانيا؛ ونظام القتال الأرضي الرئيسي «Main Ground Combat System»، وهو مشروع لإنتاج دبابة لكل الدول الأوروبية؛ وبرنامج استبدال الطائرة المقاتلة تورنادو "Tornado"، وهو ما قد يفتح الباب للحصول على المقاتلة الشبحية الأمريكية (F-35) إلى ألمانيا.

وعلى صعيد متصل، فإن زيادة الإنفاق العسكري، تعني أيضاً تسليط الضوء على قدرات الدفاع الجوي والصاروخي الألمانية، ما يثير شهية الشركات المختلفة لعلاج فشل مسؤولي الدفاع، في تجاوز نظام باتريوت الأمريكي.

ولفت التقرير إلى توقيع مذكرة تفاهم قبل أيام، بين شركتَي راينميتال Rheinmetall (من كُبرى الشركات الألمانية في مجال الصناعات الدفاعية)، وبين شركة "MBDA Italy" (شركة عملاقة في مجال صناعة الصواريخ)، تهدف إلى إيجاد تقنيات وطنية وأوروبية في الدفاع الجوي، بحسب بيان مشترك لهما، الذي أوضحت فيه راينميتال أنها ستعمل في الدفاع الجوي والرادار، بينما ستوفر شركة (MBDA) صواريخ اعتراضية.

الدفاع الجوي والصواريخ

وأوضح التقرير أنه من الملاحظ أن حزمة الأسلحة التي يجري الحديث بشأنها، تضم الصواريخ والرادارات ومركبات الإطلاق، تهدف إلى اعتراض الطائرات، والمروحيات القتالية، وصواريخ كروز، وهو مزيج من الأسلحة تشبه الترسانة الروسية المستخدمة في الحرب في أوكرانيا. كما ذكر التقرير أن هناك تفكيراً في الاحتفاظ ببعض بطاريات صواريخ الدفاع الجوي من طراز «إيريس تي» (IRIS-T) التي كان قد تم الاتفاق على بيعها إلى إحدى دول الشرق الأوسط، لكي يكون لدى ألمانيا مخزون كافٍ من تلك الصواريخ، التي تضم صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، تمكنها من التعامل مع الأهداف التي تحلق على ارتفاعات منخفضة، وتنطلق من مسافات قريبة، خاصة الطائرات المسيرة، التي أصبحت تمثل تهديداً عسكرياً خطراً، لعدم قدرة المنظومات الدفاعية الموجودة حالياً على التعامل معها.

مليارات الدولارات

واعتبر التقرير أن الحكومة الألمانية تريد أن يكون جيشها قوياً وحديثاً للغاية، وأن تكون قواتها المسلحة هي الأكثر فاعلية في أوروبا، مشيراً إلى أن زيادة ميزانية الدفاع إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي، بما في ذلك الصندوق الخاص بقيمة 100 مليار يورو (113 مليار دولار) فقط لمشاريع التسلح، ستؤدي في النهاية إلى وضع ألمانيا على قدم المساواة مع حلفاء الناتو الآخرين، الذين زادوا نفقاتهم الدفاعية، ومن المتوقع أن يصل مستوى الإنفاق الدفاعي المتوقع بحلول عام 2031 إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا إلى 770 مليار يورو، أي ما يعادل 845 مليار دولار.

اعتبارات مهمة لتحديث الجيش الألماني

ولفت التقرير إلى ضرورة تحديث الجيش الألماني لعدة اعتبارات، أولاً: عانت القوات المسلحة الألمانية من نقص التمويل لعقود من الزمن، مقارنة بالتزامات ألمانيا تجاه حلفائها في الناتو والاتحاد الأوروبي، فهناك نقص في المعدات الحديثة والفعالة، والقوات المسلحة بحاجة إلى إعادة تأهيل. ثانياً: الزيادات السابقة في ميزانية الدفاع، منذ حرب أوكرانيا الأولى في عام 2014، لم تعالج أوجه القصور بشكل كافٍ. ثالثاً: لم تشهد ميزانية الدفاع زيادة كافية، ولذلك لم يكن بوسع الجيش الألماني القيام بعملية ضخمة للإصلاح وإعادة التأهيل، أما الآن، بعد حزمة الأموال الجديدة، فسيكون بمقدوره علاج العديد من أوجه القصور في مجالات عدة، ووضع التخطيط المالي لفترة تصل إلى 10- 15 عاماً مقبلة، وهو أمر شديد الأهمية بالنسبة للأسلحة الرئيسية التي تبلغ قيمتها المليارات؛ مثل الطائرات أو المروحيات الجديدة، والتي تشكل العمود الفقري لجيش قوي.

الصناعة المحلية والتعاون الخارجي

واعتبر التقرير أن الحكومة الألمانية سيكون أمامها السير في طريقين في نفس الوقت؛ استثمار بعض الأموال في توسيع القاعدة الصناعية والتكنولوجية الدفاعية الألمانية، والتعاون مع أوروبا وأمريكا لسد الفجوات الأُخرى، حيث يمكن للحكومة الألمانية العمل على تطوير الدبابات وأنظمة الدفاع الجوي والجيل القادم من الطائرات المقاتلة، بالتعاون مع الشركاء الأوروبيين.

أما بالنسبة للأسلحة والمعدات الأُخرى، مثل الطائرات والمروحيات، فإن خيار شراء المنتجات المتوفرة منها سيكون أمراً منطقياً، وسيكون الشراء في هذه الحالة من الولايات المتحدة لتعزيز الشراكة بين ضفتَيْ الأطلنطي.