الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

الانتخابات الفرنسية.. الناخبون يتمردون على توصيات مرشحيهم الخاسرين

الانتخابات الفرنسية.. الناخبون يتمردون على توصيات مرشحيهم الخاسرين

إيمانويل ماكرون ومارين لوبان يتأهلان إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية الفرنسية. (رويترز).

هل يلتزم الناخبون بتوجيهات مرشحيهم في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، الذين شاركوا في الجولة الأولى ولم يتمكنوا من الوصول إلى الجولة الثانية الحاسمة؟ سؤال هام يثار على الساحة السياسية الفرنسية، على أمل الوصول إلى شكل التصويت في الجولة الثانية الحاسمة من الانتخابات.

وبحسب دراسات واستطلاعات رأي، فإنه من الواضح أن الناخبين قد تمردوا على المرشحين الخاسرين، الذين صوتوا لهم في الجولة الأولى التي جرت الأحد 10 أبريل الجاري.

وكان المرشحون الخاسرون قد طلبوا من مؤيديهم التصويت لصالح الرئيس إيمانويل ماكرون، أو اليمينية المتطرفة مرشحة حزب «التجمع الوطني»، مارين لوبن، في الجولة الثانية، التي ستجرى في 24 أبريل الجاري.

ناخبو ميلنشون

وقد تظل الدعوة إلى المسؤولية الفردية التي أطلقها مرشح حزب «فرنسا الأبية»، جون لوك ميلنشون، الذي فشل في الوصول إلى الجولة الثانية، بعدما حل في المركز الثالث في الجولة الأولى، حبراً على ورق، بحسب تقرير لصحيفة «لوفيجارو» الفرنسية، الذي أبرز أنه وفقاً لاستطلاع أجراه «إيفوب فيديسيال» لصالح قناتَي "TF1" و"LCI" الفرنسيتين، فإن من انتخبوا ميلنشون، لن يلتزموا بتوجيهاته بعد خسارته، وطلبه منهم ألا يصوتوا لصالح لوبن.

ويخطط 33% فقط ممن انتخبوا ميلنشون، التصويت في الجولة الثانية للرئيس ماكرون، وينوي 44% منهم الامتناع عن التصويت، أو اللجوء إلى التصويت الأبيض أو الباطل، في حين يعتزم 23% منهم التصويت لصالح لوبن، بحسب استطلاع «إيفوب فيديسيال»، وترتفع النسبة إلى 27%، وفق استطلاع أجراه مكتب الدراسات والاستشارات «إيلاب» لصالح قناة "BFMTV" الفرنسية، وهو موقف بعيد عن توجيهات ميلنشون بعدم إعطاء صوت واحد لصالح لوبن.

اقرأ أيضاً.. الانتخابات الفرنسية.. ماكرون يشكك في علاقات لوبان بالاتحاد الأوروبي

ناخبو بيكريس

وهناك 1.6 مليون ناخب فرنسي أعطوا أصواتهم لصالح المرشحة الخاسرة فاليري بيكريس، التي لم تتمكن من الوصول للجولة الثانية بعدما جاءت في المركز الخامس، أعلنت بيكريس عزمها التصويت لماكرون، قائلة «سأصوت لماكرون عن وعي، لمنع وصول لوبن إلى السلطة، والفوضى الناتجة عن ذلك»، داعية مؤيديها إلى «التفكير في الأيام القادمة بجدية في العواقب الوخيمة المحتملة على بلدنا، والأجيال القادمة، من أي خيار مختلف عن خيارها سيقومون به على مستوى التصويت في الجولة الثانية».

وبرغم ذلك، أوضح استطلاع «إيفوب» أن 35% فقط من ناخبي بيكريس سوف ينزلون على رغبتها، بالتصويت لماكرون، بينما 35% منهم يفضلون لوبن، و30% لن يصوتوا لأي منهما.

ناخبو إيريك زمور

ومن جانبه، دعا اليميني المتطرف مرشح حزب «الاسترداد»، إريك زمور، بعد حلوله في المركز الرابع في الجولة الأولى، وفشله في التأهل إلى الجولة الثانية الحاسمة، إلى التصويت لصالح لوبن، لكن 76% فقط من ناخبيه يعتزمون الالتزام بتوجيهاته، و20% منهم يفضلون الامتناع عن التصويت، و4% يمكن أن يصوتوا لماكرون.

ناخبو يانيك جادو

وبعد حلوله في المركز السادس في الجولة الأولى، وعدم تأهله إلى الجولة الثانية، حث مرشح حزب «البيئة والخضر»، عالم البيئة يانيك جادو، المتعاطفين معه على التصويت لماكرون، لكن 6% من ناخبيه ينوون التصويت لصالح لوبن، وفقاً لاستطلاع "إيفوب"، الذي بين أن 56% من 1.6 مليون فرنسي اختاروا جادو في الجولة الأولى، يعتزمون التصويت لماكرون، بينما سيختار 38% منهم الامتناع عن التصويت، أو التصويت الأبيض، أو التصويت الباطل.

اقرأ أيضاً.. حوار | 60% من أصوات الجولة الأولى للانتخابات الفرنسية «مُتطرفة»

فقدان السياسييين للمصداقية

وقال نائب مدير معهد «هاريس التفاعلي»، جان دانيال ليفي، إن السياسيين الحاليين «فقدوا مصداقيتهم بشدة»، وبالتالي فإن توجيهاتهم لمن انتخبهم لن تكون ذات أهمية كبيرة، وأن هذه الفجوة بين تصريحات المرشحين وصناديق الاقتراع ليست مفاجئة، وأن تعليمات التصويت لها تأثير ضئيل للغاية على السلوك الفعلي للناخبين، لأن الناخبين لا ينتظرون موقفاً يتخذه المرشحون، لتكوين رأي حول من يصوتون.

انقسامات مماثلة في 2017

وفي الانتخابات الرئاسية الفرنسية لعام 2017، شهدت الساحة السياسية والناخبون في فرنسا انقساماً مماثلاً، إذ دعا رئيس الحكومة الفرنسية الأسبق، فرانسوا فيلون، الذي لم يتمكن حينها من المرور إلى الجولة الثانية، بينما تأهل لوبن وماكرون، ليفوز بها الأخير، ودعا فيلون إلى التصويت في الجولة الثانية لصالح ماكرون، صوت 20% منهم لماكرون، بينما اختار 32% الامتناع عن التصويت، أو التصويت الأبيض أو الباطل، وهو ما شهده أيضاً تصويت مؤيدي مرشح حزب «انهضي فرنسا»، نيكولا دوبون إينان، الذي لم يتمكن حينها من المرور إلى الجولة الثانية، ورغم دعوته لهم للتصويت لصالح لوبن، إلا أن 27% منهم أعطوا أصواتهم لصالح ماكرون، و30% لصالح لوبن، بينما اختار 43% منهم الامتناع عن التصويت، أو التصويت الأبيض أو الباطل.