السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

5 تحديات «لا تقبل التأجيل» أمام ماكرون

5 تحديات «لا تقبل التأجيل» أمام ماكرون

إيمانويل ماكرون وزوجته يلوح لأنصاره في احتفالات الفوز بالانتخابات الرئاسية.

المشاركة المباشرة في الدفاع عن أوكرانيا شرارة حرب عالمية

الاتحاد الأوروبي في حاجة لقوة دفاعية أكثر «قوة واستقلالية»

فرنسا تخطط لتطوير قطاع السيارات الكهربائية «حصرياً»

6 مفاعلات نووية من الجيل الجديد و8 أخرى يتم التخطيط لها

كلفة المعيشة ورفع سن التقاعد قنبلتان في الإليزيه

يمكن القول إن فوز إيمانويل ماكرون بانتخابات الرئاسة الفرنسية مصدر ارتياح لجميع أولئك الذين يخشون من الفوضى السياسية في داخل فرنسا وخارجها في حال ما إذا كانت منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان حصلت على مفاتيح الإليزيه، وحقيقة بقاء الرئيس الوسطي الموالي لأوروبا في السلطة لا ينذر بمسيرة سلسة إلى الأمام، لا تزال فرنسا دولة منقسمة، وعلى الرغم من فوزه، لا يزال ماكرون شخصية لا تحظى بشعبية كبيرة بين نسبة كبيرة من السكان. وسيطرت على فترة ولاية الرئيس الأولى باحتجاجات «السترات الصفراء»، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وكورونا، وأخيراً حرب أوكرانيا. قد تكون فترة ولاية ماكرون الثانية شاقة إلى حد كبير، «يورونيوز» تلقي نظرة على بعض التحديات المقبلة في هذا التحليل.

(1)

يحتاج إلى أغلبية في البرلمان

يحتاج الرئيس إلى حكومة أغلبية جديدة. التحديات كبيرة للغاية في الوقت الراهن، ليس أقلها من حركة «La France Insoumise» اليسارية المتشددة («France Unbowed») التي يقودها جان لوك ميلينشون، الذي احتل المركز الثالث في الجولة الافتتاحية للتصويت الرئاسي.لقد بدأ ميلينشون بالفعل في التحضير للمعركة التشريعية المقبلة، ومع ذلك، يمكن أن يستفيد ماكرون من العملية الانتخابية، وما حدث بها بشكل عام. هناك عامل آخر في صالحه، وهو بوادر انقسام في اليمين المتشدد. ومن أجل بناء أغلبية في البرلمان، سيحتاج على الأرجح إلى الحصول على دعم من بعض الأحزاب السياسية الأخرى، وقد يجد نواباً يدعمونه من بين التيار الرئيسي لليمين، وعناصر من اليسار الأكثر اعتدالاً، وبقايا الحزب الاشتراكي.

(2)

ردة فعل عنيفة على الرغم من انتصاره

فاز ماكرون بالرئاسة بفضل الأصوات الإضافية التي لم تكن تريد لوبان، وأكدت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية وجود ثلاث كتل راسخة حالياً في المشهد السياسي الجديد لفرنسا: الوسطيون المؤيدون لأوروبا بقيادة ماكرون، وتمرد لوبان القومي، واليسار المتشدد لميلينشون.وقال الرئيس بالفعل إنه يعتزم البدء في إصلاح نظام التقاعد اعتباراً من الخريف، بهدف رفع سن التقاعد القانوني إلى 65 عاماً، وهذا الملف موضع جدل كبير، وقد يفتح الأبواب للاعتراض على سياسات ماكرون. حتى لو كان لديه أغلبية في البرلمان للمشاريع الكبرى مثل إصلاح نظام التقاعد، فمن المحتمل أن يواجه معارضة قوية خارج البرلمان في شكل حركات احتجاجية، مثل تلك التي كانت ضد الاحتجاجات الإصلاحية أيضاً خلال السنوات الخمس الماضية. و قد يرى الجميع انتعاشاً لحركة السترات الصفراء إذا استمرت كلفة المعيشة مرتفعة بهذا الشكل.

(3)

تجديد كامل لسياسة فرنسا المناخية

في محاولة خفية لجذب الناخبين خلال حملته الانتخابية، وعد إيمانويل ماكرون بإصلاح سياسة المناخ أمام حشد من المؤيدين في مرسيليا، وقال إن رئيس الوزراء المقبل سيكون مسؤولاً بشكل مباشر عن التخطيط البيئي، مدعوماً بوزيران للإشراف على الانتقال للاقتصاد الأخضر. ناقش ماكرون العناصر الرئيسية الأخرى في بيانه: الحفاظ على الطاقة النووية (6 مفاعلات من الجيل الجديد مع إطلاق دراسات لثمانية أخرى)، استثمار كبير في الطاقة المتجددة مع 50 مزرعة رياح في البحر بحلول عام 2050، والمزيد من الشحن بالسكك الحديدية والنهر، معالجة تلوث الهواء، غرس الأشجار. ويريد الرئيس أيضاً تطوير قطاع سيارات كهربائية فرنسي حصرياً.

(4)

إصلاحات حقيقية للاتحاد الأوروبي

كان التكامل الأوروبي الحقيقي الأكثر عمقاً هدفاً رئيسياً لإيمانويل ماكرون منذ انتخابه في عام 2017، عندما تردد صدى انتصاره مع نشيد الاتحاد الأوروبي، وهذه المرة، وصف الرئيس برنامجه بأنه برنامج «السيادة الوطنية والأوروبية». وتشمل طموحاته الأوروبية الاستقلال الذاتي للطاقة، وإصلاح حرية حركة شنغن مع حماية أفضل للحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، وسياسات لجوء مشتركة، تتضمن اتفاقاً بين جميع الدول الأوروبية في كيفية التعامل مع ملف اللاجئين. ويريد ماكرون أيضاً أن تطور الدول الأوروبية قدرة دفاعية أقوى، واندفاعاً ملموساً لتعزيز صناعة التكنولوجيا الأوروبية، فضلاً عن توجيه بشأن الحد الأدنى للأجور والمساواة بين الجنسين.

إقرأ أيضاً..«احترفت في ألمانيا».. المعلومات الكاملة عن فرح الديباني مغنية النشيد الفرنسي

(5)

مزيد من التوازن في الأزمة الأوكرانية

يؤيد ماكرون عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا، وقالت حكومته إنها ستدرس فرض حظر على واردات النفط الروسية. ووصف الرئيس ما حدث في بوتشا بأنه «جرائم حرب» ودعا الجناة إلى العدالة دولياً. ومع ذلك فقد دافع عن الحوار مع موسكو، ولكن حوار ممزوج بـ«الحزم». بعد 3 أسابيع فقط من فوز ماكرون في الانتخابات عام 2017، وصل فلاديمير بوتين إلى فرساي، على الرغم من التوترات بشأن سوريا وأوكرانيا. كما زار المقر الصيفي للرئيس الفرنسي في جنوب فرنسا قبيل قمة مجموعة السبع. فشلت مثل هذه الاجتماعات في تخفيف التوترات على المدى الطويل. كما أن المكالمات الهاتفية المتعددة التي أجراها ماكرون مع نظيره الروسي الشتاء الماضي، مع حشد قوات موسكو على حدود أوكرانيا، لم تمنع روسيا من خوض الحرب. يوم الجمعة، قال الرئيس الفرنسي للإذاعة الفرنسية إنه «لا يستبعد» التحدث إلى بوتين مرة أخرى، مع الاعتراف بأن الهدف قد يكون متواضعا نسبيا، مثل وصول المساعدات الإنسانية لماريوبول. وحذر من قطيعة دائمة في العلاقات، مستشهداً بضرورة التأثير في حال وقف إطلاق النار. يجب أن تكون أوروبا على الطاولة. يجب علينا جميعاً أن نكون يقظين جداً. يجب ألا نجد أنفسنا في موقف المقاطعة مع بوتين، ومن يتحدث إليه هو الرئيس التركي أو الصيني، أو غيرهما. ويؤكد ماكرون أنه يجب على فرنسا وأوروبا الحرص على تجنب المشاركة العسكرية المباشرة في أوكرانيا، والتي يرى أنها ستؤدي إلى تصعيد الصراع أو حتى بدء «حرب عالمية جديدة».