الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

في يوم النصر .. روسيا تستعرض قدرات طائرة «نهاية العالم»

دون نوافذ ومزودة بمنظومات داعمة للحياة ومضادة لأسلحة الدمار

قامت بطلعتها الجوية الأولى في 29 مايو 1985 من ميناء فريداتشي الجوي

مؤمنة ضد أسلحة الدمار الشامل بما في ذلك حمايتها من التلوث الإشعاعي

تثبيت هوائي كابل في منطقة الذيل يمكن الطائرة من التواصل مع الغواصات

دخلت آلية IL-80 الجوية الروسية على خط الردع النووي؛ فالآلية المعروفة بطائرة «يوم القيامة» أو «نهاية العالم» شاركت في استعدادات العرض العسكري الروسي المقرر 9 مايو الجاري، الذي يتزامن مع إحياء الذكرى السنوية لانتصار موسكو على ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية.. ووفقاً لمراقبين عسكريين لدى الدول الغربية، فقد جرى تأهيل الـIL-80 لتصبح قاعدة القيادة التي يدير منها الرئيس فلاديمير بوتين الحرب النووية المزمعة.

وخلال التدريبات التي استبقت العرض في 4 مايو الجاري، حلقت الطائرة الروسية رفقة 8 مقاتلات من طراز ميغ - 29 وكوّنوا معاً الرمز Z، وهو ذات الشعار الذي تحارب تحته القوات الروسية في أوكرانيا.. حيث لا يمكن تجاهل المغزى من مشاركة الطائرة في العرض العسكري الروسي المرتقب، حسب «نيويورك تايمز»، إذ إن مشاركتها تؤشر إلى أن روسيا لن ترتدع ولن تتراجع عن استخدام السلاح النووي للوصول إلى حسم في حربها الدائرة في أوكرانيا.. ولعل ذلك كان واضحاً عند مطالعة أحدث تقارير أبرز مراسلي روسيا العسكريين، وأهمهم تغطية لحرب أوكرانيا ألكسندر سلادكوف، الذي أوصى بلاده بضرورة تبني موقف الولايات المتحدة حين قررت إنهاء الحرب في اليابان إبان الحرب العالمية الثانية عبر استخدام السلاح النووي في قصف مدينتَي نجازاكي وهيروشيما.. وكتب سلادكوف في وصاياه أنه ينبغي على روسيا تحويل عدة محافظات في أوكرانيا إلى حفرة create هائلة والوصول بذلك إلى نهاية الحرب.. واعتبر المراسل اللجوء إلى السلاح النووي هو الطريقة الأفضل لإزالة التهديدات التي تواجهها بلاده من 40 دولة تعكف على إمداد أوكرانيا بالسلاح.

بريطانيا تلعب بالنار

وقبل أسبوع، كتب محللون روس أن بريطانيا تلعب بالنار حين تمد جيش أوكرانيا بالسلاح.. وحذر المحللون لندن من أن إطلاق صاروخ روسي واحد عابر للقارات من طراز «سامارت 2»، أو «الشيطان 2» وفقاً لتسمية الغرب على شواطئ بريطانيا، يمكنه تحريك تسونامي بأمواج يزيد ارتفاعها عن 500 متر لتغطية وإغراق كافة الجزر البريطانية، وتحويلها إلى مناطق مشعَّة ومقفرة.. وإلى جانب متابعة الولايات المتحدة والغرب للتحليلات والتحذيرات القادمة من موسكو، لم تغب عن رادارات دوائر الرصد الغربية ظهور آلية IL-80 الجوية الروسية في الأفق، وهى وفقاً لتعريف الأسلحة بالغة السريَّة في قيادة الـ«ناتو» Maxdome، طائرة قاعدة القيادة الجوية التي جرى تطويرها في ثمانينيات القرن الماضي بمكتب «إليوشن» لتصميم الطائرات الروسية، وهى مستوحاة من طراز طائرة الركاب الروسية IL-86.. وتعزو دوريات عسكرية عالمية الهدف الرئيسي من تطوير IL-80 إلى إخلاء القيادة العسكرية الروسية الأعلى خلال تعرض البلاد لتهديدات، والسيطرة في الوقت ذاته على القوات المسلحة بكل قوة حال نشوب نزاعات عنيفة، بما في ذلك الحرب النووية واسعة النطاق.. والطائرة المعروفة بطائرة «يوم القيامة» مزودة بمرافق اتصال، ومنظومات داعمة للحياة، ومحطة قوة كبيرة مؤهلة للعمل ذاتياً ومزودة بأربع محركات.. أما طاقم الطائرة فيتضمن أفراد تشغيل الأنظمة، وضباط رقابة العمليات القتالية، لكن بقية المعلومات التفصيلية حول قدرات الطائرة تدخل ضمن إطار أسرار الدولة، ولا يجوز الكشف عن بعضها إلا في أضيق الظروف.

دون نوافذ

رغم السرية المفروضة على طائرة «يوم القيامة» الروسية، فإن تواتر التسريبات الاستخباراتية المتفرقة أزال جانباً من الغموض الذي يكتنفها؛ ووفق تلك التسريبات قامت الطائرة بطلعتها الجوية الأولى في 29 مايو 1985 من ميناء فريداتشي الجوي.. وخلال تصنيع الطائرة حرصت الدوائر المعنية على تفادي تعرضها للآثار الناجمة عن الانفجار النووي، ومن بينها تصميم الطائرة دون نوافذ، أما مدى واستمرار تحليق الطائرة فراعى مهندسوه ابتعاد الآلية الجوية عن المنطقة العرضة للتهديد حال اندلاع حرب عنيفة، وتأمينها ضد أسلحة الدمار الشامل بما في ذلك حمايتها من التلوث الإشعاعي، وتزويدها بمعدات كافية للسيطرة على كافة أنواع القوات المسلحة، ومنها استخدام منظومات ACS، وTCS، بالإضافة إلى معدات اتصال من طراز VLF؛ فضلاً عن قدرة الطائرة على العمل ذاتياً حال فشل المعدات الأرضية ونظيرتها المرتبطة بالأقمار الاصطناعية لتلقي وإرسال برقيات الاتصال والملاحة، وتقليل احتمالات الأعطال بنسبة تزيد 10 أضعاف عن المقاتلات التقليدية.. وعبر نظرة خارجية على جسم الآلية الجوية الروسية الغامضة، يبدو اختلاف طرازها IL-80 عن النموذج الأولي عند التصنيع، نظراً لوجود حجرة علوية كبيرة في جسم الطائرة، واحتوائها على معدات إلكترونية مختلفة؛ فضلاً عن تزويدها بأعمدة إضافية مع المعدات الكهربائية في الجناحين.. وتتمتع الطائرة أيضاً بقدرة على التزود بالوقود في الجو.

وفي الطراز الجديد راعى مطورو الطائرة تثبيت هوائي كابل في منطقة الذيل على مقبس VLF يبلغ طوله حوالي 8 كم، والذي يستخدم للتواصل مع الغواصات.. وعلى عكس نموذجها الأولي، تمتلك الطائرة هيكل جناح وجسماً مقوى لتقليص تأثرها بانفجار نووي محتمل.. وتفيد تسريبات منسوبة إلى دوائر غربية بأن الطائرة الروسية الغامضة ثقيلة للغاية، وهو ما استدعى إعداد مدرج خاص لها، وتزويدها بأربع معدات للهبوط، بالإضافة إلى انتقاء طياريها وتدريبهم بدرجة عالية على عمليات الإقلاع والهبوط. ولا تدافع IL-80 عن نفسها، لا سيما وأنها غير مزودة بوسائل قتالية، وإنما يوكل الدفاع عنها إلى المقاتلات التي ترافقها عند الإقلاع والتحليق. وتمتلك روسيا 4 طائرات من هذا النوع، تعمل جميعها ضمن سرب رقابة الطيران، وفي إطار تتابع منفصل عن فرقة الطيران الثامنة الخاصة في سلاح الجو الروسي.. ومنذ 1997 تعد الطائرات الأربع جزءاً من سرب الطيران الثالث الذي جرى تأسيسه في إطار الوحدة 15650، التي تتخذ من ميناء تشكالوفسكي الجوي مقراً لها.

إقرأ أيضاً..«وول ستريت جورنال»: الحرس الإيراني يخطط لاغتيال مسؤولين أمريكيين

صمت أمريكي

ويعزو مراقبون في واشنطن صمت الإدارة الأمريكية على تلويح موسكو باستخدام طائرة «نهاية العالم» إلى وجود ذات طائرات الرقابة والسيطرة لديها منذ يونيو 1973، فنظير الطائرة الروسية لدى الولايات المتحدة هو الـ«بوينغ E-4».. وفي حين يستقل الرئيس الأمريكي طائرة «إير فورس 1»، ترابض في منطقة لا تبعد كثيراً عن مقر إقلاعها ومقر إقامة الرئيس طائرة الـ«بوينغ E-4» حتى يتسنى للرئيس استخدامها بغرض التغطية والإنقاذ في حالات الطوارئ.. والطائرة الأمريكية مستوحاة من الطائرات المدنية من طراز «بوينغ 747-200»، إلا أنها مزودة بمنظومات تمكنها من احتمال النبضات الكهرومغناطيسية والإلكترونية المتطورة، فضلاً عن تزويدها بأنظمة اتصالات متطورة.. وعلى شاكلة الطائرة الروسية، يستحيل النظير الأمريكي إلى قاعدة تحكُّم ورقابة عسكرية جوية خلال اندلاع حرب نووية أو في حالات طوارئ مماثلة.

وتشتمل مساحة الطائرة الأمريكية على غرفة قيادة، وأخرى للإحاطة، وغرفة اجتماعات، ومنطقة للعمليات المشتركة، بالإضافة إلى غرفة اتصالات ومنطقة استراحة.. وتمتلك الولايات المتحدة هي الأخرى 4 طائرات من هذا النوع، تنتمي 3 منها إلى طراز E-4A جرى تحويلها إلى طراز E-4B، أما الطائرة الرابعة التي جرى إنتاجها مؤخراً فتنتمي إلى الطراز الأخير.. وترتبط الطائرات الأربع في مجملها بسرب السيطرة والرقابة الجوية الأمريكية 595 التابع لقيادة الهجوم العالمي.. وعلى الأقل تقف طائرة واحدة من الطائرات الأربع في حالة تأهب قصوى؛ وإلى جانب المهام المخصصة للرئيس، يستخدم وزير دفاع الولايات المتحدة والقيادة المشتركة الطائرة أيضاً للمساعدة في مهام الرقابة والسيطرة لصالح وكالة FEMA خلال حالات الكوارث الطبيعية.