الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«التهديد النووي».. أمريكا تعترف بفاتورة باهظة الثمن

«التهديد النووي».. أمريكا تعترف بفاتورة باهظة الثمن

رأس حربي نووي أمريكي W76-2 وهو نسخة أصغر من الرأس الحربي W76-1 الأقوى بكثير.

مناقشات في الشيوخ عن حلول عملية لمواجهة التهديدات النووية المتكررة

تشكيك حول قدرة إدارة بايدن في إنتاج 80 حفرة من البلوتونيوم سنوياً

الصين توسعت من الصفر لـ360 صومعة للصواريخ الباليستية العابرة للقارات

تفرض معادلات الردع النووي وجودها على الساحة العالمية في الوقت الراهن، الأمر الذي ظهر في تلويح روسيا باستخدام السلاح النووي في وجه الغرب، كما أن الصين وغيرها من الدول الكبرى تستخدم لغة التلويح بهذا السلاح بصورة غير مباشرة، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة، ووفقاً لمصادر سياسية رفيعة إلى الاعتراف بأن فاتورة «الردع النووي» في العلاقات مع روسيا والصين أصبحت باهظة الثمن، بل إن مناقشات حدثت في مجلس الشيوخ حول هذا الملف بحثاً عن حلول عملية لمواجهته.

اختراق استراتيجي

ووفقاً لما نقله موقع «ديفينس نيور» فقد حذر رئيس القيادة الاستراتيجية الأمريكية، التي تشرف على الترسانة النووية من أن واشنطن تواجه خطر ردع نووي متزايد عندما يتعلق الأمر بروسيا والصين. وقال الأدميرال تشارلز ريتشارد رئيس إحدى اللجان الاستراتيجية بمجلس الشيوخ: «إننا نواجه ديناميكية ردع الأزمة في الوقت الحالي، التي لم نشهدها سوى مرات قليلة في تاريخ أمتنا». وتابع: الحرب في أوكرانيا والمسار النووي للصين -وهو ما يمسى بالاختراق الاستراتيجي- يوضح أن لدينا فجوة في الردع والضمان على أساس التهديد باستخدام نووي محدود". ريتشارد عضو في المجلس المسؤول عن الأسلحة النووية، وجاء ظهوره خلال جلسة الاستماع الأولى التي عقدتها اللجنة الفرعية للقوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ.

أزمة لم تحدث منذ 30 عاماً

وأضاف ريتشارد: «نحن وحلفاؤنا لم نواجه أزمة مثل الحرب الروسية في أوكرانيا منذ أكثر من 30 عاماً، بوتين دخل عسكرياً في دولة ذات سيادة، مستخدماً تهديدات نووية مبطنة لردع تدخل الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، والصين تراقب الحرب في أوكرانيا عن كثب ومن المرجح أن تستخدم سلاح الردع النووي لصالحها في المستقبل. هدفهم هو تحقيق القدرة العسكرية لإعادة توحيد تايوان بحلول عام 2027 إن لم يكن قبل ذلك». وأكد ريتشارد أن الصين ضاعفت مخزونها النووي في غضون عامَين، على الرغم من التوقعات بأن الأمر سيستغرق من بكين حتى نهاية العقد الجاري للقيام بذلك. وقال إن أكبرها وأكثرها وضوحاً هو التوسع من الصفر إلى ما لا يقل عن 360 صومعة للصواريخ الباليستية العابرة للقارات، والتي تعمل بالوقود الصلب". الصين حققت كذلك تقدماً كبيراً في ملف صواريخها النووية التي يتم إطلاقها من الجو والغواصات.

التطوير النووي في عهد بايدن

وقال عضو آخر في مجلس الأسلحة النووية، وكيل وزارة الطاقة للأمن النووي، جيل هروبي، إن إدارة بايدن لن تفي بفكرة إنتاج 80 حفرة من البلوتونيوم سنوياً بحلول عام 2030. من غير الواضح ما هو تأثير ذلك على جهود التطوير النووي في الولايات المتحدة. كما أشار هروبي إلى أن العلماء في الإدارة الوطنية للأمن النووي لم يحددوا بعد آثار استخدام حفر البلوتونيوم القديمة مع أسلحة جديدة متطورة، وأضاف: «إننا نقوم بعمل حفر جديدة لأننا قلقون بشأن القديمة، لا نريد وضع حفر قديمة في أسلحة جديدة إذا اعتقدنا أنه في غضون 30 عاماً ستكون هذه الأسلحة في المخزن، وخارج نطاق الخدمة».

مجال للمناورة وإنهاء الصراع

وكان أحد كبار المسؤولين العسكريين في الولايات قد أكد قبل أيام في تصريحات نقلتها وكالة رويترز للأنباء أن الولايات المتحدة لا تعتقد أن هناك تهديداً باستخدام روسيا للأسلحة النووية على الرغم من التصعيد الأخير في خطاب موسكو. وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: «نواصل مراقبة قدراتهم النووية كل يوم بأفضل ما نستطيع ولا نرى أن هناك تهديداً باستخدام أسلحة نووية ولا يوجد تهديد لأراضي حلف شمال الأطلسي». بالتزامن مع ذلك، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن على الغرب ألا يقلل من شأن المخاطر المتزايدة لنشوب صراع نووي بشأن أوكرانيا. وذكرت روسيا في وقت سابق أنها تخطط لنشر صواريخها الباليستية العابرة للقارات من طراز «سارمات» التي تم اختبارها حديثاً، والقادرة على شن ضربات نووية ضد الولايات المتحدة بحلول الخريف. وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون منذ أيام إنه لا يتوقع أن تدفع أي إخفاقات عسكرية روسية أخرى في أوكرانيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاستخدام أسلحة نووية تكتيكية هناك، قائلاً: «الرئيس الروسي لديه مجال للمناورة وإنهاء الصراع».

إقرأ أيضاً.. في يوم النصر .. روسيا تستعرض قدرات طائرة «نهاية العالم»

قدرات أميركا النووية

الولايات المتحدة هي أول دولة في العالم تطور وتستخدم الأسلحة النووية، وتحديداً في هيروشيما وناجازاكي خلال الحرب العالمية الثانية، كما أجرت أكثر من 1000 تجربة نووية خلال فترة الحرب الباردة، وبين عامَي 1940 و1996 أنفقت الولايات المتحدة 8.75 تريليون دولار على الأقل «بحسابات الوقت الراهن» لتطوير الأسلحة النووية، وأنتجت الولايات المتحدة منذ عام 1945 أكثر من 70 ألف رأس نووي، متفوقة بذلك على جميع الدول النووية مجتمعة، وفي الوقت الراهن تملك الولايات المتحدة وروسيا أعداداً متقاربة من الرؤوس الحربية النووية. وهما معاً أكثر من 90% من الرؤوس الحربية النووية في العالم. ومنذ عام 2019 امتلكت الولايات المتحدة مخزوناً من 6.185 من الرؤوس الحربية النووية، من بينها 2.385 مسحوبة بانتظار التفكيك، وذكرت الولايات المتحدة في معاهدة ستارت الجديدة الصادرة في مارس 2019 أنها نشرت 1.365 من الرؤوس الحربية المخزنة على 656 صاروخ باليستي عابر للقارات وصاروخ باليستي يطلق من الغواصة وقاذفات استراتيجية، وفقاً لتأكيدات مصادر عسكرية إحصائية عالمية.