الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

زاديرا.. سلاح روسيا المعجزة هل حقاً «معيب»؟

زاديرا.. سلاح روسيا المعجزة هل حقاً «معيب»؟

تحاول روسيا إثارة الإعجاب في أوقات الحرب بسلاح ليزر جديد أعلنت عنه مؤخراً، لكن الخبراء يرون الجهاز وكأنه جهاز ميكروويف أفضل، وأن التكنولوجيا الخاصة به تعاني من بعض العيوب أيضاً. وأكد تقرير لمجلة «دير شبيغل» الألمانية أن روسيا أعلنت عن أسلحة تراها معجزة وترغب في استخدامها حالياً أكثر، وتتمثل في جيل جديد من أسلحة الليزر القوية التي تهدف إلى تدمير الطائرات بدون طيار والطائرات الخفيفة الأوكرانية في المستقبل، وأن البلد على وشك إدخال ليزر عالي الطاقة، بحسب أقوال الجيش الروسي. وصرّح نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريشوف، هذا الأسبوع، في مؤتمر بالقرب من موسكو «طوّر الفيزيائيون لدينا أنظمة ليزر أقوى بعدة مرات، مما يسمح باحتراق أهداف مختلفة، ويقومون ببنائها عملياً لتكون جاهزة للإنتاج المتسلسل».

وأكّد التقرير أنه تم الإعلان عن أسلحة الليزر الجديدة لأوّل مرة من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عام 2018، إلى جانب صاروخ باليستي عابر للقارات وطائرات بدون طيار نووية تحت الماء وسلاح أسرع من الصوت. وأنهم من بين «الأسلحة العجيبة» التي أعلنت عنها موسكو. وفي بداية الحرب، كان الخبراء الغربيون قلقين للغاية من أن تتمكن روسيا من كسب الصراع بهذه الأسلحة بسرعة. لكن الأجهزة حتى الآن لم تكن أكثر من مجرد خدعة وليست ذات صلة بالحرب. وتساءل التقرير: ما هو الجديد حقاً في أسلحة الليزر المعلن عنها الآن؟ وهل هي حقاً أسلحة قوية كما يُوحي الاسم؟ وأشار إلى أنه لا توجد معلومات كثيرة عن شكل الليزر الروسي بالضبط، وأنه عند اختبار النموذج الأوّلي يوم الثلاثاء الماضي، لم يتم عرض أي صور، ولم تكن هناك مقاطع فيديو أيضاً.وبحسب نائب رئيس الوزراء الروسي، فإن سلاح الليزر الجديد «زاديرا» يبلغ مداه خمسة كيلومترات، ويمكنه إسقاط طائرات مسيّرة على هذا الارتفاع. ويُقال إن نموذجاً أولياً قد أحرق طائرة بدون طيار في غضون خمس ثوانٍ، مما تسبب في تحطمها. ووصف التقرير التقنية نفسها بأنها بسيطة للغاية، حيث يصدر الليزر شعاعاً من ضوء الأشعة تحت الحمراء الذي يقوم بتسخين الهدف حتى يحترق. ومع ذلك، على عكس الأنظمة المضادة للطائرات الأخرى، يمكن للشعاع التركيز فقط على هدف واحد.

إقرأ أيضاً..اتفاق أمريكي- ياباني لتعميق صناعة أشباه الموصلات

ويرى بوريشوف أن سلاح الليزر الجديد مكمل لسلاح الليزر «بيرزفيت» والذي كان مستخدماً لبعض الوقت. وأنه على الرغم من أنها لا تستطيع إسقاط الطائرات بدون طيار، إلا أنها يمكن أن «تعمي» الأقمار الصناعية وأنظمة الاستطلاع للعدو وبالتالي تعطلها. وأشار التقرير إلى أنه لم تتأثر القيادة الأوكرانية بذلك، حيث قارن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بسخرية أخبار الليزر بما يسمى بالأسلحة العجيبة التي قدمتها ألمانيا النازية لتجنب الهزيمة في الحرب العالمية الثانية. وتحدث التقرير عن أنه في الواقع، قد يكون الحديث عن «أسلحة عجيبة» تكتيكات حرب بلاغية أكثر من كونها تهديداً حقيقياً. ومنها على سبيل المثال ما يستخدم للتغطية على نقاط الضعف والخسائر. وأن الجيش الروسي يتخلف عن الدول الأخرى عندما يتعلق الأمر بتكنولوجيا الطائرات بدون طيار. وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والصين على وجه الخصوص روّاداً في الحرب الجوية غير المأهولة. كما تنجح تركيا أيضاً في تصدير طائرات بيرقدار القتالية بدون طيار. وانتقد التقرير أنه من الغريب أيضاً عدم وجود صور أو مقاطع فيديو لاختبارات أسلحة الليزر الروسية الناجحة المزعومة. ويرى الخبراء أن مثل هذه الأسلحة الجديدة تعادل أجهزة ميكروويف معدلة، وأنها في الأحوال الجوية السيئة، يعمل الليزر بشكل سيّئ أو لا يعمل على الإطلاق، ولا يستطيع الليزر اختراق الغيوم.