الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

تيتانيوم وتنغستين وكوبالت..أمريكا تزاحم الصين على سوق المعادن النادرة

تيتانيوم وتنغستين وكوبالت..أمريكا تزاحم الصين على سوق المعادن النادرة

التيتانيوم من المعادن الهامة ويستخدم في صناعة الطائرات. إيه بي أيه

الكونغرس يطالب بتخصيص 253.5 مليون دولار لشراء معادن إضافية

المخزون الحالي بأمريكا لا يكفي لتلبية متطلبات المنافسة مع القوى العظمى

الصين تمتلك 70% من الكوبالت المستخرج من الكونغو أكبر مُصدرٍ في العالم
تشتعل المنافسة بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين الصين، في مجالات عدة، امتدت إلى المعادن النادرة المهمة، حيث تسعى الولايات المتحدة، ممثلة في الكونغرس ووزارة الدفاع «البنتاغون»، إلى زيادة المخزون الاستراتيجي من المعادن المهمة، الذي يكاد يكون فارغاً، في ظل القلق الأمريكي المتزايد، بشأن هيمنة الصين على الموارد الحيوية للقاعدة الصناعية الدفاعية، بحسب تقرير نشره، الاثنين، موقع «ديفينس نيوز» الأمريكي المتخصص في الشؤون العسكرية. وأوضح التقرير أن لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي، تسعى إلى زيادة مخزون المعادن الأرضية النادرة، في مشروع قانون لعام 2023، كما قدمت وزارة الدفاع قبل أيام، اقتراحاً تشريعياً خاصاً إلى الكونغرس، تطلب الموافقة على تخصيص 253.5 مليون دولار لشراء معادن إضافية للمخزون الاستراتيجي الأمريكي، الذي يضم معادن قيمة ضرورية لسلاسل التوريد الدفاعية، مثل التيتانيوم والتنغستين والكوبالت. ونقل التقرير عن النائب سيث مولتون (من الحزب الديمقراطي عن ولاية ماساتشوستس) قوله «في الوقت الحالي، يصل المخزون إلى حد الإفلاس تقريباً، بعدما تم تقليص حجمه بشكل كبير خلال السنوات العديدة الماضية».

انخفاض المخزون

وتقدر قيمة المخزون من تلك المعادن، بحوالي 42 مليار دولار في أكبر سعة له، خلال بداية الحرب الباردة عام 1952، قبل أن تنخفض إلى 888 مليون دولار في العام الماضي، بعد عقود من عمليات البيع التي سمح بها الكونغرس. وشملت عمليات البيع 3 آلاف طن من التيتانيوم، المستخدم في بناء هياكل الطائرات العسكرية، و76 مليون رطل من التنغستين، المستخدم في المحركات التوربينية العسكرية، والذخيرة الخارقة للدروع، وأكثر من مليونَي رطل من التيتانيوم المستخدم في الإلكترونيات، بالإضافة إلى 26 مليون رطل من الكوبالت و62881 طناً من الألمنيوم. ويقول النواب الأمريكيون «كان سحب المخزون من تلك المعادن أمراً مناسباً عندما كان تركيز وزارة الدفاع على مكافحة الإرهاب، لكن المخزون الحالي لا يكفي لتلبية متطلبات المنافسة مع القوى العظمى.. ولم يعد المخزون قادراً على تغطية احتياجات وزارة الدفاع من غالبية المواد، في حالة حدوث اضطراب في سلسلة التوريد».

سيطرة الصين

ولفت التقرير إلى أن الصين تحتكر أغلب سوق المعادن النادرة، ما يزيد من احتمال قيام بكين بمنع الوصول إلى المعادن المهمة في حالة حدوث صراع مع الولايات المتحدة. وقال مولتون «تقوم الصين بعمل جيد في مجال تخزين المعادن المهمة، ومن الواضح أن لديها استراتيجية عالمية شاملة للسيطرة على سوق تلك المواد، ونحن متأخرون عنها ونلعب اللحاق بها». وأوضح التقرير أن الصين تمتلك أكبر كمية من التيتانيوم في العالم، وتصدر كمية كبيرة من التنغستين إلى أمريكا، كما تهيمن بكين أيضاً على تجارة التعدين والمعادن في البلدان النامية، التي تصدر كميات كبيرة من المعادن المهمة، فعلى سبيل المثال، تمتلك الصين نحو 70% من الكوبالت المستخرج من الكونغو، أكبر مصدر له في العالم.


إقرأ أيضاً.. 4سيناريوهات ..خطط كييف لاختراق الحصار الروسي للموانئ4

تأييد الكونغرس والإدارة

وتحظى قضية زيادة المخزون الأمريكي من المعادن المهمة، بتأييد الكونغرس والإدارة الأمريكية، حيث قدم كل من السيناتور توم كوتون، والسيناتور مارك كيلي (أعضاء بلجنة القوات المسلحة)، مقترح قانون لإنشاء احتياطي منفصل من المعادن الأرضية النادرة الاستراتيجية، يكون أقرب إلى الاحتياطي الاستراتيجي من البترول. كما أشادت وزيرة الطاقة الأمريكية جينيفر غرانهولم بالمقترح، خلال جلسة استماع للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، يوم الخميس، ووجهت الشكر للكونغرس على تخصيص تمويل المعادن الأرضية النادرة، كجزء من حزمة المساعدات الأمريكية لأوكرانيا والبالغة 40 مليار دولار، التي أقرها مجلس الشيوخ يوم الخميس، حيث خصص الكونغرس 600 مليون دولار للرئيس جو بايدن لتوسيع الوصول إلى المعادن المهمة، وتسريع إنتاج الصواريخ.