الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

وثيقة أمريكية | مسؤولون بإدارة أوباما عقدوا اجتماعات سرية مع إيران في عهد ترامب

وثيقة أمريكية | مسؤولون بإدارة أوباما عقدوا اجتماعات سرية مع إيران في عهد ترامب

جهود جون كيري لإنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015

كشفت وثيقة داخلية لوزارة الخارجية الأمريكية، عن مشاركة كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في اجتماع سري مع إيران عام 2018، كجزء من محاولة لتقويض الضغط الدبلوماسي الذي كان يقوم به الرئيس دونالد ترامب لعزل النظام الإيراني وقتها.

وقال تقرير لموقع «ذا واشنطن فري بيكون» إن الوثيقة السرية لوزارة الخارجية تم الكشف عنها هذا الأسبوع كجزء من دعوى قضائية تم رفعها للإجبار على الإفراج عن هذه المعلومات، وأنها تحتوي على معلومات عن اجتماع سري غير رسمي عقده وفد من السفراء الأمريكيين السابقين مع وزير الخارجية الإيراني السابق جواد ظريف في مقر إقامته بمدينة نيويورك الأمريكية.

وذكر التقرير أن هذه الاجتماعات تزامنت مع عمل إدارة ترامب على زيادة الضغط الاقتصادي على إيران في 2018، كما أنها تمت في نفس الوقت الذي ورد فيه أن جون كيري يعمل خلف الكواليس مع المسؤولين الإيرانيين لإنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015.

وأشار الموقع إلى أن هذه الوثيقة الداخلية، التي تم وضع علامة عليها بأنها «غير سرية» توضح كيف أجرى هؤلاء السفراء الأمريكيون السابقون ما يعرف باسم «دبلوماسية الظل» مع كبير مبعوثي إيران فيما يتعلق بـ"الأسلحة النووية، وعمليات تبادل الأسرى المحتملة، والانسحاب من أفغانستان، والمفاوضات مع طالبان".

وأن المركز الأمريكي للقانون والعدالة (ACLJ)، قام برفع دعوى قضائية ضد وزارة الخارجية للحصول على هذه الوثيقة الداخلية.

أقوى دليل..

وقال وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، الذي يشغل الآن منصب كبير مستشاري الشؤون العالمية بالمركز الأمريكي للقانون والعدالة، في التقرير إن هذه الوثيقة تعتبر أقوى دليل حتى الآن على أن المسؤولين في عهد أوباما كانوا يشاركون في جهود القناة الخلفية لإبقاء المفاوضات مع إيران حية، حتى عندما عمل الرئيس السابق دونالد ترامب وإدارته على عزل هذا النظام.

وأضاف بومبيو، الذي لم يكن على علم بهذه الاجتماعات أثناء قيادته وزارة الخارجية، أن الوثيقة تؤكد التقارير التي ظهرت ذلك الوقت حول جهود جون كيري لإنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015 من خلال قنوات خلفية مع المسؤولين الإيرانيين.

وتحدث بومبيو عن هذه الوثيقة بـأنها تعكس أكثر مما نعرفه بالفعل عن استمرار المسؤولين السابقين في وزارة الخارجية كما لو كانوا لا يزالون في مناصبهم.

وقال «إنهم كانوا يحاولون، في كل مناسبة، العمل مع وزير الخارجية من أجل نظام إرهابي في إيران، لتقويض العقوبات ذاتها التي فرضتها أمريكا.. وهذا شيء سيئ للغاية في السعي بنشاط لحماية هذه الصفقة الرهيبة، وأن هؤلاء المسؤولين السابقين بعد عامين من ترك أوباما لمنصبه، كانوا يشيرون إلى أن إيران يجب أن تقف بحزم ضد الولايات المتحدة».

ونوه بومبيو إلى أنه من المذهل معرفة أن أعضاء إدارة أمريكية سابقة حاولوا عرقلة سياسات الرئيس الموجود في المنصب وقتها.

أشياء سيئة وخطيرة

ووصف المعلومات التي وردت بهذه الوثيقة بأنها تحمل أشياء سيئة وخطيرة وغير أمريكية، وأشار إلى أن «هؤلاء المسؤولين السابقين يجب أن يخجلوا من أنفسهم لكونهم يعملون ضد سياسات بلادهم إلى جانب مثل هذا النظام الوحشي».. بحسب قوله.

وأكد التقرير أنه تم تجميع الوثيقة المكونة من سبع صفحات خلال الاجتماع مع ظريف، والذي جاء بعد أيام فقط من ظهور تقارير تفيد بأن كيري كان يسعى لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني بعد أن ألغاه ترامب في وقت سابق من ذلك العام.

وتم الكشف عن الوثيقة بعد أن رفع الاتحاد الأمريكي للقانون والعدالة دعوى قضائية ضد وزارة الخارجية للحصول على سجلات بشأن أي اجتماعات سرية بين ظريف وكيري والمبعوث الأمريكي الحالي لإيران روبرت مالي ووزير الطاقة السابق لأوباما إرنست مونيز.

وأوضحت الوثيقة أنه خلال الاجتماع، ادعى ظريف أن سياسات ترامب أثارت الكثير من المعاداة للولايات المتحدة، وتحدث عن شعبية زعيم الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي اغتيل على يد ترامب بعد ذلك بعامين في غارة بطائرة مسيرة.

وقال ظريف وفقاً للوثيقة «كنت أتمتع بشعبية مثل سليماني، لكنني الآن وصلت إلى 47 في المائة وسليماني ارتفعت شعبيته، وأنه يقترب من 80 في المائة.. وأن الناس في إيران كانوا يفضلون الدخول في حوار، والآن اختاروا المقاومة على أنها الحقيقة الوحيدة.. وهذا ما تخبرنا به استطلاعات الرأي الآن وهو واقع المنطقة».

خلف ظهر إدارة ترامب

وكشفت الوثيقة أيضاً أن ظريف تحدث في الاجتماع في إشارة إلى جون بولتون مستشار الأمن القومي لترامب بأن الولايات المتحدة تقول لا اتفاق سلام وأنها ستعيد فرض العقوبات لكن الشرط هو صفر صواريخ ووقف التخصيب النووي.

وقال بالوثيقة «هذا ما يريده بولتون، فأنا أعرفه وتفاوضت معه منذ سنوات.. آراؤه راديكالية للغاية لدرجة أننا لم نتمكن من التوصل إلى اتفاق.. وأن هناك استحالة للتوصل إلى اتفاق مع جون بولتون ما لم تطلب منه الجلوس وقراءة ما يريده بسرعة الإملاء وبعدها نقوم بالتوقيع عليه.. إنه غير قادر على المساومة».

كما ناقش ظريف وجهات نظره بشأن العراق، وتبادل الأسرى المحتمل مع الولايات المتحدة، والدعم الإيراني لجماعات إرهابية مثل حزب الله والمتمردين الحوثيين في اليمن.

وأكد التقرير أنه كجزء من جهود المركز الأمريكي للقانون والعدالة للإفراج عن مزيد من المعلومات حول هذه المحادثات عبر القنوات الخلفية مع إيران، حصل أيضاً على سلسلة من رسائل البريد الإلكتروني الداخلية من وزارة الخارجية تظهر أنه بعد ترك كيري منصبه، قام باستخدام بعض موظفي وزارة الخارجية لإرسال مراسلات إلى ظريف.

وقال «بين سيسني» كبير مستشاري التقاضي في المركز الأمريكي للقانون والعدالة بالتقرير، إن الجهود القانونية للمنظمة تثبت أنه كان هناك المزيد من الاجتماعات السرية التي تحدث خلف ظهر إدارة ترامب أكثر مما تم الإبلاغ عنه سابقاً.

لكن سيسني قال إن ذلك يثير أيضاً المزيد من الأسئلة التي ما زالت لا إجابة لها، منها «كيف وصلت وثيقة اجتماع المسؤولين الأمريكيين السابقين مع ظريف إلى وزارة الخارجية؟ وهل كان هناك شخص ما في وزارة الخارجية هناك؟ وهل أرسلت وزارة الخارجية جهة اتصال غير رسمية؟».