السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

سيناريو الكابوس.. 13 ألف رأس بالدول النووية التسع منها 6257 في روسيا

سيناريو الكابوس.. 13 ألف رأس بالدول النووية التسع منها 6257 في روسيا

(أ ب)

تزايد خطر استخدام الأسلحة النووية منذ أن غزت روسيا أوكرانيا لأول مرة منذ أسابيع، وبدأ الحديث عنها بوضوح بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 27 فبراير الماضي، أن القوات النووية لبلاده قد وُضعت في «حالة تأهب قصوى». ويقدر علماء الذرة أن الوضع الحالي بمثابة «سيناريو كابوس» تم إعادة إحيائه، وذلك وفقًا لتقرير بجريدة متخصصة لعلماء الذرة.

وتناول تقرير لموقع «لايف ساينس» حجم الخطر النووي في العالم وتساءل عن عدد الأسلحة الموجودة ومن يمتلكها؟ وما مدى قوتها؟

13 ألف رأس نووي

وأكد التقرير أن خبراء الأسلحة النووية يعتقدون أن الدول النووية التسع في العالم - الصين وفرنسا والهند وإسرائيل وكوريا الشمالية وباكستان وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة- لديها نحو 13 ألف رأس نووي في المجموع. وذلك وفقًا لجمعية الحد من الأسلحة. وأنه مع ذلك، فإن هذا التقدير يعتمد فقط على المعلومات المتاحة؛ ولكنه قد يكون هناك الكثير الذي لم تفصح عنه الدول.

وقالت أنا هارينغتون، محاضرة في العلاقات الدولية بجامعة كارديف في المملكة المتحدة، بالتقرير «نحن نعرف الدول التي تمتلك أسلحة نووية، لكننا لا نعرف بالضرورة عددها؛ إسرائيل، على سبيل المثال، لا تعترف علنًا ببرنامجها، كما أن عدد الأسلحة النووية التي تمتلكها الصين هو أيضا موضوع رئيسي للنقاش».

أسباب التخفيض

ووفقًا لتقرير بصحيفة «هوملاند سيكورتي نيوزواير» فأنه منذ نهاية الحرب الباردة، خفضت كل من الولايات المتحدة وروسيا ترسانتيهما النوويتين، وأصبح مخزوناتهما النووية أصغر بكثير مما كانت عليه في ذروتها.

وفي عام 1967، كان لدى الولايات المتحدة 31225 سلاحًا نوويًا، وفي وقت انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، كان هناك نحو 35 ألف سلاح نووي في آلاف المواقع.

وطبقا لجمعية الحد من الأسلحة فإن روسيا تقول إن لديها 6257 رأسًا نوويًا، بينما تعترف الولايات المتحدة بامتلاكها 5550.

اقرأ أيضاً.. الناتو: من حق الحلف الانتشار في شرق أوروبا

وقالت الناشطة في حملة نزع السلاح النووي، سارة ميدي جونز، بالتقرير، إن هذا التخفيض الكبير «يرجع أساسًا إلى تفكيك الرؤوس الحربية المتقاعدة، وإنه كانت هناك بالفعل زيادة في عدد الرؤوس الحربية التي تم نشرها العام الماضي، وتقوم جميع الدول التسع المسلحة نوويًا إما بتحديث أو زيادة ترساناتها».

من جهته قال الباحث ومدير مشروع المعلومات النووية في اتحاد العلماء الأمريكيين، مات كوردا، إنه «على الرغم من صعوبة المعرفة بشكل قاطع كيف تتغير الترسانات النووية بالضبط، فإننا نقدر أن الصين والهند وكوريا الشمالية وباكستان والمملكة المتحدة، وكذلك ربما روسيا، تعمل جميعها على زيادة عدد الأسلحة النووية في مخزوناتها العسكرية».

وأشار كوردا إلى أن الولايات المتحدة وروسيا تحتفظان بجزء من أسلحتهما النووية في حالة تأهب عاجل، مما يعني أنهما يمكن أن يكونا جاهزين للإطلاق «في أقل من 15 دقيقة».

وقدرت ورقة بحثية صادرة عن اتحاد العلماء عام 2015 أن الولايات المتحدة وروسيا تمتلكان نحو 900 قطعة سلاح في حالة التأهب القصوى.

وقال كوردا إن الدول الأخرى، بما في ذلك الصين وإسرائيل والهند وباكستان، تحتفظ بأسلحتها النووية في التخزين المركزي، مما يعني أنه سيتعين إخراجها و الاقتران بأنظمة إيصالها في حالة حدوث أزمة، وأن هذا الأمر قد يستغرق أيامًا أو حتى أسابيع للترتيب.

ونوه إلى أن هناك دولا أخرى مثل المملكة المتحدة، لديها أسلحة نووية منتشرة في جميع الأوقات على غواصات الصواريخ الباليستية، ولكن يتم الاحتفاظ بها في وضع غير موجه وستتطلب «ساعات أو أيام حتى تصبح جاهزة للانطلاق».

قنبلة القيصر

وطبقا لأرشيف الأسلحة النووية فإنه تختلف الأسلحة في قوتها التدميرية، ويوجد حاليا في الترسانة النووية للولايات المتحدة، أقوى قنبلة هي القنبلة B83، والتي يبلغ إنتاجها الأقصى 1.2 ميغا طن، مما يجعلها أقوى 60 مرة من القنبلة التي ألقيت على ناغازاكي في اليابان عام 1945، ومع ذلك، فإن القدرة التدميرية لـ B83 تتضاءل مقارنة بأقوى قنبلة تم صنعها على الإطلاق وهي «قنبلة القيصر» التابعة للاتحاد السوفيتي، والتي كانت تنتج 50 ميغا طن، أى أنها أقوى بنحو 2500 مرة من السلاح الذي دمر ناغازاكي، وأنه تم تصميم قنبلة القيصر لمرة واحدة لعرض القوة العسكرية للاتحاد السوفيتي، وحتى الآن، لم يتم إجراء المزيد من الانتاج لهذا السلاح.

ووفقا لمقال في مجلة «تايم» تستخدم القنابل الهيدروجينية، مثل B83 الاندماج النووي، بينما تعتمد القنابل الذرية على خاصية الانشطار. وفيما يتعلق بالقدرة التدميرية، لا توجد مقارنة، فالقنابل الهيدروجينية لديها القدرة على أن تكون أقوى ألف مرة من القنبلة الذرية.

من ناحية أخرى أكد محلل أبحاث في المركز غير الربحي للحد من التسلح ومنع انتشار الأسلحة النووية، صامويل هيكي، أن الأسلحة الاستراتيجية يمكن أن «تصل من موسكو إلى واشنطن العاصمة في حين أن الأسلحة النووية التكتيكية غير الاستراتيجية لها نطاقات أقصر».

وأضاف أنه حتى الأسلحة «منخفضة القوة» لديها القدرة على التدمير بشكل لا يصدق حيث يبلغ إنتاج الرأس الحربي الجديد W76-2 «منخفض القوة» التابع للولايات المتحدة، والذي تم اقتراحه وتطويره في ظل إدارة ترامب، نحو 5 كيلو طن، وأنه بالمقارنة، فإن قنبلة «فات مان» التي أسقطتها الولايات المتحدة على ناغازاكي كان لها عائد انفجار يبلغ 21 كيلوطن ويقدر أنها قتلت على الفور نحو 40 ألف شخص، بينما توفي آلاف آخرون نتيجة آثار صحية طويلة الأمد، مثل مرض اللوكيميا أو سرطان الدم، المنسوب مباشرة إلى القنبلة.

وقال هيكي بالتقرير «لا توجد طريقة لاستخدام سلاح نووي واحد دون تصعيد الأزمة وقتل المدنيين، وأنه في يناير الماضي فقط، أكد قادة الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة معًا أنه لا يمكن الانتصار في حرب نووية، ويجب عدم خوضها أبدًا، لأن عواقب تفجير سلاح واحد ستكون كارثية».

أنظمة التخزين

وأضاف هيكي أنه «في حين أن لكل دولة نظام تخزين خاص بها، فإن مرافق التخزين بشكل عام مقاومة للانفجار وغالبًا ما يتم دفنها تحت الأرض للحد من أضرار التفجير العرضي والحماية من الهجمات».

اقرأ أيضاً.. زلزال سياسي.. اليسار يطرق أبواب السلطة في كولومبيا بعد جولة إعادة مفاجئة

وأشار إلى أنه في الولايات المتحدة يتم الاحتفاظ بالأسلحة النووية في مجموعة تشفير لمنع الاستخدام غير المصرح به«. وأنه من الناحية النظرية، يمتلك الرئيس فقط سلطة معاقبة استخدامها. ولكنه يرى أنه»إذا تم إدخال رمز التشفير أو تجاوزه، يمكن تشغيل الأسلحة النووية في غضون دقائق، ومع ذلك، فإنها ستحتاج إلى لصقها على صاروخ أو نشرها على متن طائرة" من أجل إطلاقها.

وتساءل التقرير حول ما إذا أطلق سلاح نووي فسيقابل، في جميع الاحتمالات، برد انتقامي فوري يمكن أن يؤدي إلى حرب نووية عالمية شاملة، و هل هناك فرصة لإخراج جميع الأسلحة النووية من الخدمة من أجل الصالح العام؟ وهل يمكن أن يكون هناك مستقبل بدون أسلحة نووية؟

ورد رئيس قسم التاريخ الأوروبي المعاصر في جامعة ستيرلنغ باسكتلندا، هولجر نيرينغ، على هذه التسؤلات بالنفي، وقال بالتقرير «لا أعتقد أن هذا سيحدث، فالأسلحة النووية هي في الأساس شكل من أشكال الردع ضد أي هجوم نووي، لذلك ليس لدى الدول مصلحة حقيقية في التخلص منها. والتخلص الكامل منها يمثل مستوى عالٍ جدًا من الثقة بين جميع الدول في النظام الدولي، وهذا من غير المرجح أن يتحقق».