وأشار التقرير إلى أن إيران والصين وروسيا ورواندا وغيرها من البلدان قد استهدفت أولئك اللاجئين السياسيين الموجودين في الولايات المتحدة سواء بالإيذاء الجسدي أو التهديد والتآمر والمراقبة والمطاردة.وتعود جرائم القمع العابرة للحدود إلى عقود من الزمان حيث حاول الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة، مراراً وتكراراً اغتيال من أسموهم بـ«أعداء الدولة» خارج حدود الوطن، لكن الطريقة التي تتصرف بها بعض الحكومات الآن أصبحت «غريبة»، بحسب الباحث في فريدم هاوس، يانا جوروخوفسكايا.
وقال جوروخوفسكايا إن الحكومات الأوتوقراطية كانت تتعاون للترويج لفكرة أنه "ليس للناس الحق في انتقاد من هم في السلطة، بغض النظر عن مكان وجودهم في العالم".
مسيح علي نجاد
وقال مساعد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، ويليام سويني جونيور، في بيان أعلن فيه عن المؤامرة في يوليو الماضي: «نحن نزعم أن مجموعة مدعومة من الحكومة الإيرانية، تآمرت لاختطاف صحفية مقرها الولايات المتحدة هنا على أرضنا وإعادتها قسراً إلى إيران».
وأشار جوروخوفسكايا إلى أن الحوادث التي تم احتسابها لتقرير هذا العام لم تتضمن أشكال الضغط البعيدة عن العدوانية المباشرة، من إساءة الاستخدام عبر الإنترنت، ومزاعم القرصنة، والابتزاز عبر التهديدات الموجهة إلى الأقارب والأصدقاء الذين ما زالوا يعيشون في وطنهم.
في عام 2020، اتُهم ضابط شرطة في مدينة نيويورك أصله من التبت بالعمل كعميل غير قانوني للحكومة الصينية واستخدام منصبه لجمع معلومات حول الشتات التبتي. وقد مُنح الضابط Baimadajie Angwang حق اللجوء في الولايات المتحدة في سن 17 عاماً بعد أن ادعى أنه سيتعرض للتعذيب إذا عاد إلى الصين، وأجرت منظمة فريدوم هاوس مقابلات مع عشرات الأشخاص من أماكن أخرى يعيشون الآن في الولايات المتحدة حول كيفية تأثير تهديد القمع العابر للحدود عليهم. وقال سردار باشاي، مصارع وناشط سابق من إيران، إنه «عندما لا تشعر بالأمان في منزلك في الولايات المتحدة، فهذه كارثة وعار، أي مكان إذا على هذا الكوكب يجب أن نذهب لنشعر بالأمان؟».
خطوات أمريكية
وأقر الكونغرس قانون القمع والمساءلة والوقاية عبر الحدود (TRAP) في أواخر عام 2021، ودعا الولايات المتحدة إلى استخدام نفوذها كأكبر ممول للإنتربول للتأثير بشكل أفضل على الهيئة. وفي مارس، دعت حكومات أستراليا وبريطانيا وكندا ونيوزيلندا والولايات المتحدة الإنتربول إلى تعليق وصول السلطات الروسية إلى الأنظمة بعد غزو أوكرانيا.
وكتبت فريدوم هاوس في تقريرها أن الهيئات الدولية مثل الإنتربول هي جزء من المشكلة، حيث تستخدم دول مثل تركيا وروسيا والصين هيئة مكافحة الجريمة لإصدار إخطارات حمراء ضد المنشقين والمنفيين، والتي تسمح لهم بالوصول إلى الأشخاص في الخارج. ودعت منظمة فريدوم هاوس إلى بذل المزيد من الجهود، حيث تعمل الحكومات ذات التفكير المماثل معاً للوصول إلى معيار دولي للقمع العابر للحدود الوطنية والعمل مع شركات التكنولوجيا والهيئات مثل الأمم المتحدة للحد من تأثيره.