الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

«العجوز الصغير على تيك توك» يقترب من رئاسة كولومبيا

«العجوز الصغير على تيك توك» يقترب من رئاسة كولومبيا

جدارية تصور المرشح المستقل رودولفو هيرنانديز في بوغوتا. (أسوشيتد برس)

بدون حزب سياسي، أو برنامج انتخابي، يقترب المرشح المستقل في انتخابات الرئاسة الكولومبية، رودولفو هيرنانديز (77 عاماً)، الملقب بـ«شيخ تيك توك»، من حسم الانتخابات لصالحه، من خلال حملة انتخابية يخوضها فقط على الشبكة الاجتماعية المفضلة لدى الشباب، بحسب ما أورده تقرير للموقع الإلكتروني الإخباري لصحيفة «لوموند» الفرنسية.وأوضح الموقع أن رودولفو هيرنانديز، الذي يُطلق على نفسه اسم «المهندس»، ويقبل بابتسامة لقبه «العجوز الصغير على تيك توك»، حلّ في المركز الثاني في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الكولومبية، في 29 مايو، بحصوله على 28.2% من الأصوات، وهي الجولة التي كانت صفعة كبيرة للطبقة السياسية التقليدية، ولرئيس اليمين، إيفان دوكي، بحسب «لوموند»، الذي أبرز أن هيرنانديز يمكن أن يشكّل مفاجأة في الجولة الثانية، التي ستجرى الأحد 19 يونيو.

وحتى وقت قريب، كان هيرنانديز، غير معروف إلى حدّ كبير عند عامة الناس، إذ قال مدير معهد الاستطلاع «CIfras y Conceptos»، سيزار كاباليرو: «قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات، لم يكن لدى المرشح المستقل هيرنانديز أية فرصة»، بينما يتصدر الآن نوايا التصويت المرتقبة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الكولومبية.وتجنب رودولفو هيرنانديز النقاشات التلفزيونية، واختار تركيز حملته على الشبكة المفضلة لدى الشباب «تيك توك»، وفق موقع «لوموند»، الذي أبرز أن نجاحه مذهل.

أفكار بسيطة

ونجح رودولفو هيرنانديز، في إيصال أفكاره البسيطة ومقترحاته الرئيسية، من خلال مقاطع فيديو قصيرة، تتخللها رموز تعبيرية، على «تيك توك»، مستخدماً لغة واضحة، وسهلة، ومباشرة، وفق تقرير «لوموند»، الذي بين أن الرجل دائماً مبتسم ومبهج. وأوضح مدير معهد الاستطلاع «CIfras y Conceptos»، سيزار كاباليرو، أنه نظراً لكونها جديدة جداً، فقد حظيت حملته على «تيك توك» بتعليقات كبيرة على الراديو والتلفزيون. ويفتخر رودولفو هيرنانديز، وهو رجل أعمال مليونير، بنفسه، لأنه أنفق نحو 3 مليارات بيزو (700 ألف يورو) في حملته، ودفع ثمنها من جيبه الخاص. وحصل على خدمات خبير التسويق السياسي، الأرجنتيني أنخيل بيكاسينو، الذي سبق واستعان به، في عام 2018، منافس هيرنانديز في الجولة الثانية، جوستافو بيترو، في حملته الرئاسية آنذاك.

وسيواجه رودولفو هيرنانديز، في الجولة الثانية، منافسه من اليسار، جوستافو بيترو، الذي حصل في الجولة الأولى على 40.2% من الأصوات، وهو ما يعتبر، بحسب «لوموند»، رقماً تاريخياً في هذا البلد، الذي ظل دائماً راسياً على تيار اليمين. ويعتبر غوستافو بيترو (62 عاماً)، وهو من الثوار السابقين، وعضو في البرلمان، وعمدة لبوغوتا (عاصمة البلاد)، سياسياً قديماً، لكن التحالفات التي عقدها مع قادة من الوسط، لتوسيع قاعدته الانتخابية، شوّهت، بحسب «لوموند»، صورته لدى أنصار «الكل فاسدون».ومن جهته، ينتقد هيرنانديز الفاسدين طوال الوقت. ولمواجهة ذلك، قال إنه في حالة انتخابه رئيساً للبلاد، سيُعلن حالة الطوارئ في اليوم التالي لتنصيبه، وسيحكم من خلال مراسيم.

وفي سياق متصل، أضعفت الانقسامات، التي سببتها الانتخابات التمهيدية للائتلاف الوسطي إسبيرانزا «الأمل» في مارس الماضي، سيرجيو فاجاردو. وأكّد مدير معهد الاستطلاع «CIfras y Conceptos»، سيزار كاباليرو، أن انهيار فاجاردو في استطلاعات الرأي، سمح لرودولفو هيرنانديز بتبنّي خطاب لا يمين ولا يسار. وعلى عكس المرشحين الرئيسيين الآخرين، لم يمر هيرنانديز بالانتخابات التمهيدية، التي تجرى داخل الأحزاب، لاختيار من سيمثلها في الانتخابات الرئاسية الكولومبية، وفق تقرير «لوموند»، الذي أبرز أن هناك ناخبِين من الوسط واليمين، دفعهم قلقهم من رؤية مرشحهم في حالة ركود أو انهيار إلى المراهنة أخيراً على المرشح المستقل، رودولفو هيرنانديز، الذي يتقدم بشكل كبير في استطلاعات الآراء الخاصة بنوايا التصويت.