الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

نجوم ومشاهير في إيران يضمون أصواتهم للمحتجين على «أكاذيب النظام»

نجوم ومشاهير في إيران يضمون أصواتهم للمحتجين على «أكاذيب النظام»

ضمّ فنانون إيرانيون ورياضيون وشخصيات إعلامية أصواتهم خلال الفترة الماضية إلى أصوات المحتجين في إيران في أعقاب إسقاط الطائرة الأوكرانية التي قتل فيها 176 شخصاً.

وهدد فنانون بمقاطعة مهرجان سينمائي، وقال لاعب في الكرة الطائرة إنه لا يرى «أي ضوء في نهاية النفق إلى المستقبل»، واعتذرت مذيعة تلفزيونية لمشاهديها عن «13 عاماً من الكذب» عليهم.

واندلعت الاحتجاجات الأخيرة بعد اعتراف القوات المسلحة بإسقاط طائرة ركاب أوكرانية عن طريق الخطأ في الثامن من يناير وسط توترات مع الولايات المتحدة العدو اللدود لطهران.

وبعد اعتراف الحكومة بالخطأ بعد أيام من الإنكار، انتشرت موجة من الحزن على حياة المفقودين والغضب على خيانة الثقة، ووصف المتظاهرون الحكام بأنهم «كاذبون».

وانسحب عدد من الممثلين وغيرهم من مهرجان «فجر» السينمائي الذي يجري كل عام في ذكرى الثورة الإسلامية في 1979.

وشاهد أكثر من 3 ملايين شخص خلال أيام، تسجيل فيديو قصيراً نشره الممثل نافيد محمد زاده نال استحسان نجوم إيرانيين آخرين.

ويتحدث التسجيل القصير من فيلمه «شيبل» (1918) عن الخيار الصعب الذي يواجهه العديد من المعارضين، وهو إما أن يبقوا في البلاد وينادوا بالتغيير رغم المخاطر، وإما أن يغادروا البلاد وينضموا إلى العقول التي هجرتها.

وتقول الشخصية التي يمثلها نافيد محمد زاده في الفيلم «الآن ترون أنني لم أغادر هذا المكان الخرب.. لقد بقيت وسأجعل حياتكم سوداء. لقد بقيت لكي أحصل على حقوقي».

وأثار فرار لاعبة التايكواندو الإيرانية كيميا علي زاده من البلاد اهتماماً أثناء الاحتجاجات. ففي 11 يناير أعلنت علي زاده، الرياضية الإيرانية الوحيدة الحائزة على ميدالية أولمبية، أنها غادرت إيران نهائياً بسبب ما قالت إنه «نفاق» النظام الذي يهين الرياضيين وفي الوقت ذاته يستغلهم لأغراض سياسية، بحسبها.

وكتبت علي زاده (21 عاماً) على إنستغرام «أنا واحدة من ملايين النساء المضطهدات في إيران، وقد تلاعبوا بي لسنوات».

وطالب البرلماني الإيراني عبد الكريم حسين زاده بأجوبة واتهم «مسؤولين عاجزين» بالسماح بـ«فرار الثروة البشرية» من البلاد.

وفي 12 يناير نشر نجم رياضي آخر هو قائد فريق الكرة الطائرة سعيد معروف، رسالة حزينة رغم تمكن الفريق من دخول المباريات الأولمبية التي ستجري في طوكيو في 2020.

وقال «اليوم وفي هذا المزاج اليائس والحزين، لا يمكننا أن نحتفل بهذا الانتصار وتحقيق حلم عملنا على تحقيقه لسنوات طويلة».

وأضاف «إن سبب يأسنا وحزننا ليس فقط بسبب حداد أبناء بلدنا، ولكن لأننا لا نرى ضوءاً في نهاية النفق إلى المستقبل».

وقبل أيام، تردد أن حكم الشطرنج الإيرانية شهيرة بايات، التي واجهت اتهامات بانتهاك قوانين اللباس الإسلامي أثناء بطولة العالم في روسيا، قالت إنها تخطط الآن للبقاء بعيدة من موطنها.

وعلى مدى أيام بعد كارثة الطائرة الأوكرانية، واصل الإعلام الرسمي التأكيد أن سبب تحطم الطائرة هو خلل فني.

وبعدما اعترفت الحكومة الإيرانية بأن صاروخاً أطلق على طائرة الركاب التابعة للخطوط الأوكرانية الدولية عن طريق الخطأ لاعتقاد مطلق الصاروخ أن الطائرة هي صاروخ كروز أمريكي، اهتزت الساحة الإعلامية.

ففي خطوة نادرة، اعترف التلفزيون الرسمي بأن احتجاجات مناهضة للنظام تجري، بعد أشهر من احتجاجات أكبر بكثير جرت في أنحاء البلاد في نوفمبر تم قمعها بشكل دموي وسط تعتيم شبه كامل على الإنترنت.

وأعلن العديد من المذيعين التلفزيونيين استقالاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

وكتبت مذيعة البرامج السابقة في التلفزيون الحكومي غيلار جيابري على إنستغرام «سامحوني على 13 عاماً من الكذب عليكم على التلفزيون الإيراني». وقامت بمحو ذلك التصريح في ما بعد ولكن بعدما انتشر بشكل واسع، وبعد ذلك طلبت أن لا يتم «إساءة استغلال» تصريحاتها.

كما استقالت زهرة خاتمي راد، الشخصية التلفزيونية الأخرى، عبر إنستغرام ووعدت بـ«عدم العمل في التلفزيون مرة أخرى». ونالت الثناء وحصلت على أكثر من 50 ألف إعجاب، ولكنها كشفت في منشور لاحق العديد من الإهانات التي تلقتها.

وفي الجانب الآخر عارض عدد من المشاهير الاحتجاجات، ما عرضهم لانتقادات.

وأثار النجم السينمائي شهاب حسيني، المعروف بتعاونه مع المخرج أصغر فرهداي في أفلام عالمية مثل «مندوب المبيعات»، الجدل عبر معارضته مقاطعة مهرجان الأفلام.

والخميس الماضي كتب حسيني على إنستغرام أن المقاطعة تحدث قطيعة. وحصل على أكثر من 30 ألف تعليق مؤيد، ولكنه واجه كذلك انتقادات ما جعله يدافع عن آرائه السياسية والدينية.

وكتب «هذه الخطوة تثير الانقسامات الاجتماعية بيننا وبينهم. وهذا يحدث في الوقت الذي يحتاج فيه الناس أكثر من أي وقت إلى التضامن والمواساة». وأضاف «هذا التحرك، حتى بين الفنانين والمعجبين والجماهير، يتسبب بانقسام قد يكون عصياً على العلاج، وهذا ليس في مصلحة أحد».