الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

«لا أحد يخرج» من ووهان!

تعيد الشرطة عند حاجز على أطراف ووهان، السبت، السيارات التي تحاول مغادرة المدينة التي ضربها فيروس كورونا المستجد، في وقت يقضي سكانها العالقون فيها رأس السنة الصينية وهم يخزنون الأقنعة والمعدات الطبية.

وبعد تعرضها لانتقادات في 2003 لإدارتها أزمة السارس (متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد)، اتخذت الصين هذه المرة تدابير جذرية للتصدي لفيروس كورونا المستجد الذي تسبب بوفاة 41 شخصاً وإصابة 1300.

وفرضت الصين طوقاً لأسباب صحية على مدينة ووهان و17 بلدة أخرى في إقليم خوبي وسط البلاد، لعزل سكان المقاطعة وعددهم 56 مليوناً.

ويجعل حجم المنطقة المعنية من المستحيل التحقق من فاعلية هذا الإجراء.

وقال الرئيس الصيني، السبت، إن انتشار الوباء يتسارع، وإن الوضع «خطر»، لكنه عاد وأكد خلال اجتماع للجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي (تتكون من 7 أعضاء وتدير البلاد) أن الصين يمكنها «الانتصار في المعركة» ضد فيروس كورونا المستجد، بحسب ما أوردت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية.

وصباح السبت، اضطرت السيارات القليلة التي بلغت حاجزاً أقامته الشرطة على بعد حوالي 20 كم شرق وسط العاصمة الإقليمية، إلى العودة أدراجها.

ويقول شرطي يقف عند الحاجز وسط طقس غائم على طريق سريع لمغادرة المدينة «لا أحد يخرج!».

ولم يشاهد مراسلو فرانس برس في الواقع أي سيارة تغادر المدينة باستثناء كلب تسلل بين الحواجز البلاستيكية الحمراء والصفراء التي وضعت قرب أكشاك دفع الرسوم الشاغرة وشاحنة بيضاء خرجت «لجلب الأدوية» كما قال الشرطيون.

الخروج ممنوع لكن الدخول مسموح

«لا أحد يخرج» من ووهان لكن يمكن دخول المدينة.

وخلال ساعتين من الوقت شاهد مراسلو فرانس برس حافلة شاغرة تمر بعد أن قدمت أوراقاً للشرطيين. كما عبرت شابتان الحاجز سيراً على الأقدام وأوضحتا لفرانس برس أنهما من الطاقم الطبي وأنهما متجهتان للعمل في مستشفى زونغنان التابع لجامعة ووهان.

وقالت إحداهما «لقد زرنا أسرنا قبل إعلان الحظر وعدنا بسرعة إلى ووهان بسبب تفشي الوباء».

وقال شخص آخر تخطى الحاجز أيضاً لدخول المدينة طالباً عدم كشف اسمه «يحتاجون إلينا هناك وإلا سينهكون».

وفي المدينة الشوارع مقفرة.

وفي الأوقات الطبيعية يكون نمط الحياة بطيئاً في كافة المدن الصينية خلال رأس السنة الصينية وهي مناسبة يلتئم فيها شمل الأسر.

لكن هنا المدينة مدينة أشباح بسبب تفشي الوباء. وألغيت الاحتفالات بمناسبة رأس السنة الصينية وأغلقت المعابد والمحال التجارية باستثناء الصيدليات وعدد من المتاجر الصغيرة في الأحياء.

«لا مشكلة»

وخارج صيدلية يشكل الزبائن طوابير طويلة في حين يعد موظفون يرتدون ملابس خاصة للوقاية، الطلبيات، ووضع البعض قناعين واقيين لمزيد من الحماية.

ولم يعد في إمكان الزبائن الحصول سوى على نماذج مختلفة من الأقنعة وضعت في كرتونة. ونفدت الملابس الواقية من الصيدلية.

ولم تعد بعض المنتجات متوفرة إلا بكمية محدودة خشية مواجهة نقص، وارتفاع الأسعار. وقال لي شيانغ الموظف الذي صادفناه في صيدلية «وظيفتي هي مراقبة الأسعار المفروضة».

وأضاف «على السلع أن تأتي عبر قنوات رسمية ويجب عدم رفع أسعارها».

وأكد لي أن الحكومة تبذل كل ما في وسعها «للحفاظ على الاستقرار الاجتماعي».

وفي هذا المتجر، من المستحيل شراء أكثر من علبتين من دواء أعد وفقاً للطب الصيني لمعالجة الحمى.

وقال رجل طالباً عدم كشف اسمه «كل شخص يحاول حماية نفسه» مقتنعاً بأن السلطات ستتمكن من احتواء الوباء. وأضاف «تسيطر الحكومة على الوضع. لا مشكلة».

وفي سيارة أجرة تشدد إذاعة على ضرورة ارتداء قناع ثم تبث أغنية من موسيقى الراب تؤجج الحماسة الوطنية.

ويقول المغني فيها «سكان ووهان أقوياء بما يكفي لمكافحة الوباء والقضاء عليه».