الخميس - 06 فبراير 2025
الخميس - 06 فبراير 2025

في 2020.. أردوغان سلطان الكاذبين

في 2020.. أردوغان سلطان الكاذبين

الرئيس التركي طيب رجب أردوغان. رويترز

من ليبيا إلى فرنسا مروراً بالجزائر وتونس إضافة إلى باكستان، طالت «شظايا» تصريحات الرئيس التركي طيب رجب أردوغان «الكاذبة» دولاً وشعوباً عدة، وقادت زعماء عالميين للاحتجاج والتذمر بطرق مختلفة لم يكن بعضها دبلوماسياً البتة، بسبب تناقضات وتلفيقات «السلطان التركي الجديد».

ومنذ حلول العام الحالي والرئيس التركي يتصدر واجهة الصحف ووسائل الإعلام العالمية، ليس فقط بسبب سياسات نظامه المثيرة للجدل، بل بسبب شخصي هذه المرة يتعلق بخصلة «الكذب»، التي اضطرت دول وحكومات تضررت من تصريحاته إلى مواجهتها مباشرة بالحقيقة وتكذيب أردوغان على الملأ.

وبجرد بسيط لأشهَر تصريحات أردوغان التي استدعت تكذيب رؤساء وحكومات له في الأسابيع المنصرمة من العام الجديد، نجد أن الرجل يُواجه مشكلة حقيقية تتعلق بلسانه، ربما أكثر من تحركاته على أرض الواقع.


كذبة على المجتمع الدولي


انطلقت «كذبات» الرئيس التركي في العام الجديد مع تعهده الزائف بإنهاء التدخل الخارجي في الأزمة الليبية والامتناع عن إرسال سفن تركيّة تقلّ مرتزقة إلى هذا البلد إثر «مؤتمر برلين» حول الوضع الليبي.

حيث لم يكد المؤتمر ينقضي في 20 يناير المنصرم، حتى أطل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون موجهاً كلاماً خلا من أي عبارات دبلوماسية للزعيم التركي، متهماً إياه بصراحة بالنكث بوعوده والكذب على المجتمع الدولي.

وقال ماكرون يوم 20 يناير «نرى في الأيّام الأخيرة سفناً تركيّة تُرافق مرتزقة سوريين يصلون إلى الأراضي الليبيّة»، معتبراً أنّ هذا الأمر "يتعارض مع ما التزم الرئيس أردوغان به أثناء مؤتمر برلين»، مضيفاً «إنّه عدم احترام لكلامه».

.. وأخرى جزائرية

وفي يوم الـ 31 يناير، أبلغ أردوغان البرلمان التركي أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قال له إن «فرنسا قتلت أكثر من 5 ملايين جزائري خلال استعمارها للجزائر»، مضيفاً أنه طلب من الرئيس الجزائري إرسال وثائق بشأن مجازر الاحتلال الفرنسي لبلاده إلى تركيا من أجل استخدامها ضد الرئيس الفرنسي ماكرون.

وفور انتشار هذه التصريحات إعلامياً، سارعت الجزائر للكشف عن «كذبة» الرئيس التركي و«إخراجه لكلام الرئيس تبون عن سياقه».

وقالت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان أصدرته فاتح فبراير الجاري، إن الجزائر فوجئت بالتصريحات التي أدلى بها أردوغان.

وقال لـ«الرؤية» المحلل السياسي الجزائري محمد سعدي: إن أردوغان لجأ إلى هذا الأسلوب لاستغلال مأساة الجزائر من أجل ابتزاز الفرنسيين، واستخدامها في قضايا عالقة بين أنقرة وباريس، بعيداً عن المصالح الجزائرية.

وزارة الشؤون الخارجية / بيان : فوجئت الجزائر بتصريح ادلى به رئيس جمهورية تركيا السيد طيب رجب اردوغان نسب فيه الى السيد...

Posted by Télévision Algérienne - المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري on Saturday, February 1, 2020


كذِبٌ على روسيا

ويوم أمس الاثنين كذّبت وزارة الدفاع الروسية، أردوغان بعد زعمه أن طيران بلاده شن هجمات على مواقع شمال غربي سوريا، مؤكدة أن الطائرات التركية لم تدخل أجواء سوريا ولم يتم تسجيل ضربات ضد مواقع القوات السورية.

وجاء في بيان صادر عن الوزارة الثلاثاء، أن وحدات تركية تحركت في إدلب دون إخطار روسيا وتعرضت لقصف سوري، وذلك بعد تصريح للرئيس التركي أكد فيه استهداف قواته لـ40 موقعاً في سوريا.

ويعد هذا ثاني تكذيب للرئيس التركي من طرف موسكو في أقل من أسبوع، حيث كذّبت موسكو أيضاً أردوغان الجمعة الماضي بعد اتهامه لها بخرق اتفاقية الهدنة في مناطق بشمالي سوريا.

افتراءات في ليبيا

وفيما يُصر أردوغان على التورط في الأزمة الليبية معرباً عن استعداده لإرسال جنود أتراك إلى ليبيا لقتال الجيش الوطني الليبي، يؤكد محللون أن شواهد الواقع تُكذّب تصريحات الرجل.

حيث إنه اكتفى حتى الآن بإرسال مجموعات من المرتزقة القادمين من سوريا مقابل مبالغ مالية ضخمة تدفعها حكومة طرابلس له.

وفي تصريح خاص لـ «الرؤية» أكد المحلل السياسي الليبي عاطف الحاسية أن أردوغان يمتاز بالمراوغة في الخطاب وازدواجيته حيث يمتلك خطابين أحدهما للداخل التركي والجماعات المتحالفة معه لإثبات سيطرته على المنطقة وحشد أعوانه، فيما يحاول أن يكون له خطاب خارجي مختلف، وهو الأمر الذي بات مكشوفاً للجميع.

الكذبة التونسية

وقبل مطلع السنة الجارية، سارعت دول عدة إلى إصدار تصريحات رسمية تُكذب أخرى صادرة عن الزعيم التركي.

ففي الـ 26 من ديسمبر 2019، نفت الرئاسة التونسية وجود أي تحالف مع أحد أطراف النزاع في ليبيا، وذلك رداً على ما ورد في تصريحات للرئيس التركي باتفاقه مع الرئيس التونسي لدعم حكومة طرابلس.



تزوير الحقائق في باكستان

وفي 21 ديسمبر، واجه أردوغان تكذيباً مباشراً من قبل السلطات السعودية، حيث نفت سفارة المملكة في باكستان تصريحات للرجل عن تهديد الرياض لإسلام أباد لثنيها عن حضور القمة المصغرة التي استضافتها العاصمة الماليزية، كوالالمبور في ديسمبر 2019.