السبت - 08 فبراير 2025
السبت - 08 فبراير 2025

كيف استفادت الصين من كورونا؟

كيف استفادت الصين من كورونا؟
لا بد أن الفيروس الذي امتد من مدينة ووهان الصينية واجتاح ما يقارب 24 دولة حول العالم، كان مأساة للآلاف من الصينيين هذا العام، ولن ينساه شعب الإمبراطورية العظيمة لسنوات وسنوات، أعداد الموتى لا تزال في ازدياد، ارتفع عدد ضحايا الفيروس إلى 490 شخصاً، وعدد الإصابات 24324 شخصاً بحسب التحديثات الأخيرة.

انتشرت مئات الفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي التي حركت مشاعر مئات الملايين حول العالم وتعاطفوا مع ما يعانيه الشعب الصيني، فمقطع الأب الذي لا يستطيع احتضان طفله، ومقطع الفتاة التي لم تسطع حتى وداع والدتها بعد وفاتها بسبب أخذها للحرق، حركا مشاعر الملايين حول العالم، ومن ناحية أخرى رأينا القوة والشجاعة في الطالبة المصرية التي رفضت مغادرة الصين.

ومع كل هذه المعطيات، ومقاطعة العالم للصين جوياً كخطوة احترازية من انتشار الفيروس، وخسارة الصين الاقتصادية في فترة تفشي الفيروس، إلا أنه كانت لهذا الفيروس نقاط إيجابية استفادت منها الصين وأهمها:


- في ظل انشغال الإعلام العالمي بفيروس كورونا، انتهى الهجوم الحقوقي والإعلامي على الصين بشأن ملف الإيغور أو ما يعرفون بالأقلية المسلمة في الصين.


- أثبتت الصين للعالم أنها تمتلك عقولاً وطاقات وإمكانات بشرية هائلة بعدما تم تشييد مستشفى ضخم جداً في مقاطعة ووهان لاستيعاب المصابين بالفيروس، خلال أقل من 8 أيام.

- سرعان ما انتشر الفيروس حتى قام العلماء والخبراء الصينيون بإجراء الدراسات والأبحاث حلو الفيروس وتمكنوا من إثبات العديد من النظريات عنه، ويعملون بأقصى جهد لاكتشاف لقاح ضد الفيروس، ليعلنوا للعالم تقدماً كبيراً في مستواهم الطبي والبحثي.

- أثبتت الصين إمكانيتها في اتخاذ الإجراءات الوقائية والتدابير اللازمة ضد الفيروس، من خلال العزل للمرضى وعزل سكان المدن التي تفشى فيها الفيروس، كما أصدرت السلطات لوائح تفيد بحرق جثث الضحايا بهذا الفيروس، ومنعت إقامة مراسم التأبين والتجمعات، وعلى ما يبدو أن هذه الخطوات كانت مفيدة جداً وخففت من انتشار الفيروس، فعدد المصابين بحسب أخر تصريح 24324 حالة في 31 منطقة على مستوى أقاليم الصين، وهو ما يعتبر رقماً ضئيلاً جداً مقارنة بعدد سكان الصين الذي يتجاوز المليار نسمة، وبلغ عدد الحالات المتعافية 892 شخصاً مقابل 490 حالة وفاة بحسب ما أعلنت وكالة الأنباء الصينية مؤخراً.

- على الرغم من توقف الحياة في الصين وتحول المدن إلى مدن الأشباح وتوقف المصانع إلا أن الإمدادات الغذائية لم تنقطع حتى الآن في الصين، ولم تستنجد الصين بالدول الأخرى لإرسال أي نوع من الإمدادات الغذائية، لتؤكد قدراتها الهائلة التي تؤهلها للعب دور دولة عظمى.

- بعد تفشي المرض في مقاطعة ووهان أصبحت الهدف الأكثر بحثاً في الأيام الماضية على مؤشرات البحث، وعلم العالم عنها أنها مدينة معروفة بالجامعات والتجارة والصناعة.

- على ما يبدو أن الحكومة الصينية أصبحت مؤهلة جداً للتعامل مع الفيروسات الخطيرة بسبب تاريخ الصين الحافل بالأوبئة، فتفادت الصين أخطاء كانت قد قامت بها عند تفشي سارس، خصوصاً على مستوى التكتم الإعلامي، ما جعلها تغير طريقة التعاطي مع الحدث، حيث اكتشفت الفيروس في زمن قياسي لم يتجاوز 3 أيام، فضلاً عن اتخاذ قرار الحجر الصحي على مدينة ووهان للتحكم و محاصرة الفيروس ومعالجة الحالات وسط المدينة.