الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

بفضل «كورونا».. هل تتحول الصين إلى القوة الصحية الأولى عالمياً؟

بفضل «كورونا».. هل تتحول الصين إلى القوة الصحية الأولى عالمياً؟

مصنع صيني للوازم الرعاية الصحية في إقليم هوبي. رويترز

شهد تعامل الصين مع وباء فيروس كورونا الجديد عدة منعطفات من اندلاع شرارة الوباء من مدينة ووهان، إلاّ أنه ومع تصاعد وتيرة تفشي الوباء خارجياَ بالتزامن مع تمكن الصين من احتوائه داخلياً، برزت مبادرات صينية لافتة لمد يد العون للدول المتضررة، ما دعا العديد من الخبراء للتساؤل: هل ستتحول الصين بفضل «كورونا» إلى القوة الصحية الأولى عالمياً؟

ومن كمبوديا، وإيران إلى إيطاليا وصربيا، وإثيوبيا، امتد قطار المساعدات الصينية العاجلة لدعم جهود هذه الدول في مكافحة الوباء، الذي قضى حتى الآن على أرواح أكثر من 14 ألف شخص حول العالم.

وحسب موقع «ذا كونفرزيشن» المتخصص في المقالات العلمية، باتت الطريقة التي حاصرت بها الصين الوباء نموذجاً تستلهمه دول العالم، مع إعجاب لافت بسرعة التحرك الصيني لبناء مستشفيات بسعات كبيرة وتسريع عمليات الفحص وقرارات العزل والحجر الصحي الصارمة.

ومقابل سياسة حظر تصدير المعدات الصحية اللازمة لمعالجة الوباء، التي أقرتها الكثير من الحكومات الغربية، باتت المساعدات الصينية الملجأ الوحيد للعديد من الدول من أجل التصدي للفيروس الجديد.

وفي أوروبا، التي تعد بؤرة التفشي الأخطر حالياً، لفتت الصين الأنظار بحرصها على مد إيطاليا بالمعدات الطبية، وإرسالها قطاراً محملاً بالمساعدات إلى إسبانيا، فيما جاءت صيحة الإعجاب الأوروبية الأقوى بالجهود الصينية من الرئيس الصربي الذي ظهر، الأحد، وهو يقبل العلم الصيني بمناسبة وصول وفد طبي من بكين.

وأشار الموقع إلى مسارعة بكين لمساعدة دول مثل إيران على الرغم من توتر العلاقات بين البلدين بسبب تخلي الصين عن الاستثمار في مشروع إيراني ضخم للغاز، يعد الأهم في البلاد، بقيمة 5 مليارات دولار في أكتوبر الماضي.

نصف مليار كاميرا

وفي سعيه لرصد الأسباب التي مكنت الصين من الفوز في معركة الوباء الجديد، أكد الموقع أن الصين انتهجت سياسة صحية تعتمد على التكنولوجيا الحديثة لرصد الحالات المصابة، وتتبعها.

وأشار في هذا الصدد إلى تطبيقات هاتفية تنافس في تطويرها العملاقان الصينيان «تينسيت» و«علي بابا» من أجل تمكين السلطات من إدارة الأزمة الصحية، بحيث تصنف هذه التطبيقات مستوى الوباء حسب ألوان تعتمد على السجل الطبي للشخص وحركته.

كما نشرت الصين نحو نصف مليار كاميرا بدقة 500 بيكسل، مربوطة بنظام مركزي للتحقق من البيانات الضخمة، وتتبع الحالات المشتبه بها إلكترونياً.

وأشار التقرير إلى استعمال الصين لتقنيات الجيل الخامس في مستشفياتها الجديدة، لتسريع تدفق البيانات وحتى توفير الكشف الطبي عن بعد، والتعرف إلى وجوه المصابين والمخالطين لهم.

ويتم نقل كل البيانات المجمعة لتصل فوراً إلى السلطات الميدانية عبر رسائل قصيرة تتضمن هوية الأشخاص المصابين لمنع دخولهم إلى المباني السكنية سبيلاً لكبح تفشي الوباء.

إضافة إلى التطبيقات الهاتفية، تمت الاستعانة في الصين بالكثير من التقنيات الناشئة لأغراض صحية، حيث طورت العديد من الشركات أجهزة آلية لتوصيل الوجبات والأدوية للمباني السكنية.

خبرات طبية

وفي مجال التجارب الطبية، بات الخبراء الصينيون قدوة لنظرائهم في الغرب، حيث تزايدت أعداد المؤتمرات المنظمة عبر الفيديو بين الجانبين، للتعرف أكثر على طبيعة المرض وأساليب الرعاية الطبية لضحاياه وفق التجربة الصينية.

كذلك، برز الطب التقليدي الصيني، حيث كتب الكثير عن فوائده لمواجهة الفيروس الجديد، فيما صرح مسؤولون في لجنة الصحة الوطنية الصينية في مناسبات سابقة أن مزج العلاجات الطبية الحديثة بأدوية مستخلصة من الطب التقليدي الصيني أعطى نتائج فعالة.