الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

وسط غضب غربي.. الصين تخترق شرق أوروبا بـ«دبلوماسية الكمامات»

وسط غضب غربي.. الصين تخترق شرق أوروبا بـ«دبلوماسية الكمامات»

لقيت شحنات المساعدات الصينية ثناءً في دول أوروبية عدة.

عندما هبطت أول شحنة صينية من المساعدات الطبية لمواجهة فيروس كورونا المستجد في بلغراد، كان رئيس صربيا هناك لتقبيل العلم الصيني.

وفي المجر، قلل مسؤولون من المساعدات التي قدمها الاتحاد الأوروبي، وأثنوا على مساعدات بكين، أما في جمهورية التشيك، فقد قال رئيسها: إن الصين فقط وقفت بجانبهم أثناء انتشار الفيروس.

وفي حين تكافح الصين في مكان آخر لتلميع صورتها المشوهة، من خلال معالجتها الأولية لتفشي الفيروس، لا تواجه بكين مشكلة في الحفاظ على نفوذها الذي اكتسبته بشق الأنفس في أوروبا الشرقية.

وانتقد كثيرون في الغرب، الصين بسبب سوء إدارتها المبكرة للأزمة الصحية لدوافع سياسية، بينما كان الفيروس يشق طريقه بقوة عبر مقاطعة هوبي، وعاصمتها ووهان.

إلا أن بكين تجاوزت الوضع بسرعة، وها هي الآن تسعى لتغيير هذه التصورات من خلال «دبلوماسية الكمامات»، وهي مزيج من سياسة القوة الناعمة والرسائل السياسية والمساعدات المصممة لتصوير العملاق الصيني كحليف كريم وفعَّال.

وتعمل الصين منذ سنوات على زيادة نفوذها السياسي والاقتصادي في جنوب شرق أوروبا، من خلال مشاريع «الحزام والطريق» الاستثمارية العالمية.



ووجدت حملة العلاقات العامة وتلميع الصورة بعد تفشي المرض، أرضاً خصبة في دول مثل صربيا والمجر، والتي يقيم قادتها الشعبويون علاقات وثيقة مع بيكين أو موسكو.

كما لقيت شحنات المساعدات ثناءً في إيطاليا وإسبانيا وهولندا وسلوفاكيا، رغم أن بعض الشحنات الصينية لأدوات اختبار الفيروس، وأقنعة الوجه، تبين أنها معيبة.

وفي مقابل هذه التحركات، كتب جوزيب بوريل، مفوض الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية، قائلاً: «يجب أن ندرك أن هناك مكوناً جيوسياسياً، يشمل الصراع على النفوذ، من خلال الغزل وسياسة الكرم»، وأضاف «نحن مسلحون بالحقائق، نحن بحاجة للدفاع عن أوروبا ضد منتقديها».

ورفض مسؤولون صينيون مراراً المزاعم التي تقول إن بكين تسعى لتحقيق مكاسب سياسية من خلال تقديم مساعدات الطبية لدول أخرى، قائلين: إن هذه المزاعم ناتجة عن تصورات خاطئة عميقة الجذور لأهداف الصين في الغرب.

وبينما كانت دول الاتحاد الأوروبي الـ27 مشغولة بمحاربة الفيروس وسط نقص في المعدات وسبل الوقاية، تم الإشادة بشحنات الصين حتى عندما تم دفع ثمنها.

في صربيا، قلل مسؤولون في الدولة المرشحة لنيل عضوية الاتحاد الأوروبي، من ملايين اليورو التي قدمتها بروكسل في شكل منح وقروض، وأشادوا بمساعدات وتبرعات ومشتريات نقدية صينية.

لكن اقتراح رئيس الوزراء الصربي بإقامة نصب تذكاري لتكريم صداقة البلاد مع الصين خلال تفشي الفيروس، واجه ردود فعل سلبية من بعض الصرب الموالين للغرب، وتساءل أحد الكتاب: «هل سنقوم ببناء آثار لأولئك الذين تسببوا في انتشار الوباء العالمي، بما في ذلك صربيا وكذبوا بشأنه؟»

وشكلت كل من صربيا والمجر بوابات مهمة للصين إلى أوروبا من خلال مشاريع البنية التحتية، حيث تبلغ استثمارات الصين في صربيا نحو 6 مليارات دولار في شكل قروض لبناء الطرق السريعة والسكك الحديدية ومحطات الطاقة، بالإضافة إلى عقود لإدخال شبكة الجيل الخامس، ما دفع المسؤولين الأمريكيين إلى التحذير من دبلوماسية «فخ الديون» الصينية.

وفي المجر كذلك أشادت الحكومة هي الأخرى مراراً بالصين والدول الآسيوية الأخرى، وشكرتها على إمدادها بالكمامات وأجهزة التنفس وغيرها من المعدات اللازمة لمكافحة هذا الوباء، وقللت من أهمية المساعدات التي قدمها أعضاء الاتحاد الأوروبي.

بدوره، قال الرئيس التشيكي ميلوس زيمان، المعروف بآرائه المؤيدة لروسيا والموالية للصين، في خطاب متلفز في 19 مارس: إن «الصين كانت الدولة الوحيدة التي ساعدتنا في الحصول على أدوات الوقاية».