الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

هل ربح «كيم جونغ أون» الحرب الإعلامية العالمية؟

هل ربح «كيم جونغ أون» الحرب الإعلامية العالمية؟

مئات المواقع ووسائل الإعلام نشرت خلال الفترة الماضية مواد خبرية تجزم أن كيم يصارع من أجل البقاء

اختفى الرئيس كيم جونغ أون عن أعين وسائل الإعلام وعن الظهور للعلن منذ 11 أبريل خلال أحد اجتماعات المكتب السياسي للبلاد؛ ليغيب بعدها لمدة تصل لقرابة الثلاثة أسابيع، إلى أن نشرت وكالة الأنباء الرسمية في كوريا الشمالية في الثاني من مايو صورة يظهر بها كيم وهو يقص شريط افتتاح أحد مصانع الأسمدة الفوسفاتية في البلاد.

الصورة تم تداولها على نطاق واسع في وكالات الأنباء العالمية، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، فهي الأولى له بعد أن اختفى كيم عن الظهور بطريقة لافتة، كانت سبباً لضجيج إعلامي واسع النطاق في الأسابيع الماضية، خاصة بعد أن غاب عن احتفالات ذكرى مؤسس النظام الكوري الشمالي «كيم إيل سونغ» في 15 أبريل الماضي.



محللون وخبراء سياسيون تكهنوا أخيراً بأنها «مسألة وقت» قبل أن تُعلن السلطات في كوريا عن وفاة كيم وتعيين خليفة له في حكم البلاد، خاصة بعد كم التقارير التي صدرت من وسائل إعلام كورية جنوبية وأخرى أمريكية، عقِب إجراء كيم لعملية جراحية في نظام القلب والأوعية الدموية في 12 أبريل الماضي، وذلك بحسب صحيفة «ديلي إن كيه» الكورية الجنوبية المختصة بشؤون الجارة الشمالية، وأكدت الصحيفة الإلكترونية أن زعيم كوريا الشمالية أجرى العملية بسبب التدخين المفرط والسمنة والإرهاق.



مئات المواقع ووسائل الإعلام نشرت خلال الفترة الماضية مواد خبرية تجزم أن كيم يصارع من أجل البقاء، والبعض بدأ بالتحدث عن «خليفة محتمل» لكيم في تولي شؤون البلاد، ومنهم من كانت أخباره مدعمة بتصريحات أو تسريبات شبه مؤكدة عما يجري في الداخل الكوري.

ففي 21 أبريل قالت CNN إن «الولايات المتحدة تراقب حالة (كيم) الذي يواجه خطراً شديداً بعد أن خضع لعملية جراحية».



وفي 22 أبريل تحدثت صحيفة «يوميوري شيمبون» اليابانية عن خطة طوارئ أعدتها كوريا الشمالية لنقل السلطة من كيم إلى شقيقته الصغرى «كيم يو يونغ».



وتوالت بعدها الأخبار التي صدرت من الصين وهونغ كونغ وكوريا الجنوبية بشكل أساسي التي تحدثت عن الوضع في كوريا الشمالية والحالة الصحية لكيم.

وبعد أن انتشرت الصورة التي ظهر بها كيم وصف متابعون ما حدث بأنها «حرب إعلامية» استطاعت كوريا الشمالية اللعب بها بضراوة ولفتت بها نظر العالم أجمع، خاصة بعد الزخم الذي حظيت به أخبار الزعيم الكوري، في ظل أوج أزمة فيروس كورونا المستجد في العالم. وفي الوقت الذي لا تنفك وسائل الإعلام عن تزويد المتابعين بأبرز مستجدات الجائحة وكل ما يتعلق بها؛ تصدر «كيم جونغ أون» عناوين الأخبار حول العالم.

الباحث بشؤون الأمن الدولي بجامعة جورن ماسون ـ عدنان رشيد أكد في حديث مع الرؤية أنه لا يمكن الجزم بعد إذا كان ما أُشيع عن صحة كيم كان مقصوداً منه إثارة الرأي العام الدولي، ووصف ما حدث بـ«اللعبة» التي استطاعت كوريا الشمالية تسييرها بالطريقة الأمثل لتحافظ بها على صورتها أمام العالم.

وعن وصف الحرب الإعلامية، قال رشيد: «حتى اللحظة لا يمكن التأكد مما إذا كانت كوريا تعمدت تسريب هذا النوع من الأخبار لتتصدر العناوين، كوريا الشمالية ورئيسها هم أساساً موضع خبر في كافة وسائل الإعلام منذ عدّة سنوات».

واستبعد أن تكون كوريا الشمالية افتعلت حكاية العملية الجراحية، وأكد أن الأيام القليلة المقبلة ستجيب عن كثير من الأسئلة التي لا يوجد لها إجابة حتى اللحظة.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعاد نشر الصور التي بثتها وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية للحظة حضور كيم افتتاح مصنع الأسمدة عبر تويتر، وعلّق عن عودة كيم، قائلاً «سعيد لرؤيته يعود وبصحة جيدة».



في حين تحدث مسؤول أمريكي في تصريح لـCNN عن تقارير استخباراتية تؤكد أن الصورة المنشورة للزعيم الكوري الشمالي صحيحة.