الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«لقاح صيني».. بكين تسابق الزمن لإنتاج مصل استعادة الثقة وإسكات الغرب

«لقاح صيني».. بكين تسابق الزمن لإنتاج مصل استعادة الثقة وإسكات الغرب

العمل جاري في معامل شركة سينوفاك بالصين لانتاج لقاح كورونا.(أ ف ب)

تسابق الصين الزمن من أجل إنتاج لقاح لفيروس كورونا المستجد، الذي بدأ من أراضيها في ديسمبر الماضي وانتشر في كل أرجاء المعمورة، في محاولة منها لتحقيق السبق على الغرب بعد انتقادات عديدة وجهت إليها بالتستر على المرض في مراحله الأولى مما تسبب في تحوله إلى وباء عالمي.

صحيفة «نيويورك تايمز» قالت في تقرير نشرته اليوم الاثنين إنه وفقاً لبعض المقاييس، فقد فازت الصين بالسباق، حيث قامت 4 شركات بالفعل باختبار لقاحات جديدة على البشر.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الصين تريد تحقيق عدة أهداف من الفوز بهذا السباق منها حماية شعبها وتجنب الانتقادات الدولية المتزايدة لكيفية تعاملها مع تفشي المرض، من أجل هذا خففت تعقيدات الروتين وقدمت الموارد لشركات الأدوية.

وبدأت 4 شركات صينية في اختبار لقاحات على البشر، وهو رقم يعد أكثر من الولايات المتحدة وبريطانيا مجتمعتين.

وأوضحت الصحيفة أن المحاولات الصينية تواجه عقبة استعادة الثقة المحلية في صناعة اللقاحات التي كانت غارقة في المشكلات وفقدت ثقة الناس بعد شكاوى من لقاحات عديمة الجدوى بسبب الفساد الذي ضرب هذه الصناعة.

والعثور على لقاح أمر ليس كافياً، حيث يجب على الشركات الصينية أيضاً أن تستعيد ثقة الجمهور، الذين قد يكونون أكثر ميلاً لاختيار لقاح أجنبي على لقاح صيني.





وقال راي ييب، الرئيس السابق لمؤسسة غيتس في الصين، «إن الصينيين لا يثقون الآن في اللقاحات المنتجة في الصين». «من المحتمل أن يكون هذا أكبر صداع، إذا لم يكن لديهم كل هذه الحوادث، فمن المحتمل أن يصطف الناس بالأميال للحصول عليها».

الحاجة ملحة الآن لوجود لقاح للمرض الذي تسبب في وفاة ما يقرب من ربع مليون شخص على مستوى العالم، وربما يكون العدد الحقيقي أعلى من ذلك بكثير. ولا يزال من الصعب القضاء على الفيروس التاجي، حتى الصين التي يبدو أنها قامت رسمياً بترويض الانتشار، عانت من تفشٍ متقطع.

كما تريد الصين صرف الاتهامات بأن إسكاتها للتحذيرات المبكرة ساهم في انتشار الوباء العالمي. بالإضافة إلى ذلك، فإن تطوير لقاح للعالم سيحسن مكانتها كقوة علمية وطبية عالمية.

لذا، جعلت الصين إنتاج لقاح أولوية وطنية، على الرغم من أنها لم تكشف عن تفاصيل الإنفاق، وقال مسؤول كبير إن لقاحاً للاستخدام في حالات الطوارئ يمكن أن يكون جاهزاً بحلول سبتمبر.





وهو ما أكده الباحث في الشؤون الآسيوية عامر تمام، الذي قال في تصريحات لـ«الرؤية» من بكين إن الصين تعتبر أن إنتاج اللقاح قضية قومية وأن التفوق على أمريكا في هذا المجال هو أبلغ رد على الاتهامات التي يرددها الرئيس دونالد ترامب، مشيراً إلى أن بكين أيضاً تعمل في شراكات مع شركات من ألمانيا وبريطانيا وروسيا في سبيل الوصول إلى هذا اللقاح.

وقالت «نيويورك تايمز» يمكن لبكين، من خلال سيطرتها على أدوات الصناعة الصينية، أن تحاصر الشركات والعلماء للوصول إلى الأهداف الوطنية.

وفي الوقت نفسه، اعتادت شركات اللقاحات الصينية على نظام سياسي مغلق له تاريخ من التستر على فضائح السلامة وحمايتها من المنافسة الأجنبية، قليلون يستثمرون بكثافة في البحث والتطوير، ولم يكتشفوا العديد من المنتجات ذات التأثير العالمي.





وبدلاً من ذلك، يستثمر الكثيرون أكثر في عمليات البيع والتوزيع، والتي تتضمن مجموعة كبيرة منها إدارة العلاقات مع مراكز مكافحة الأمراض المحلية، وهو ما يعتبره بعض الخبراء حافزاً للفساد في هذا القطاع.

ويتم حالياً تطوير لقاح عبر شركة «كانسينو بيولوجيكس»، وهي شركة أدوية مقرها تيانجين، وهي ذراع العلوم الطبية في جيش التحرير الشعبي.

وهو أول لقاح يدخل تجارب المرحلة الثانية، في التسلسل الهرمي لاختبار الأدوية، وهو بذلك قد تفوق على اللقاحات الأخرى التي يتم اختبارها في العالم، على الرغم من عدم وجود ضمان بأنه سيثبت فعاليته.





وهناك مؤسسة صينية أخرى لديها لقاح قيد الاختبار في المرحلة الثانية، هي معهد ووهان للمنتجات البيولوجية، وهو ذراع مجموعة «سينوفارم جروب» الحكومية. وتمتلك «سينوفاك بيوتيك»، وهي شركة خاصة ومعهد بكين للمنتجات البيولوجية، الذي ينتمي أيضاً إلى سينوفارم، لقاحات محتملة في تجارب المرحلة الأولى.

وأوضح تمام لـ«الرؤية» أن الصين متقدمة في موضوع إنتاج اللقاح لأنها أول دولة كان لديها الخريطة الجينية للفيروس، مضيفاً أن شركة سينوفاك بيوتك أكدت أنها قادره على إنتاج مليون جرعة من اللقاح بمجرد التأكد من فعاليته ونجاح التجارب.