من المرجح أن يكون إعلان الرئيس دونالد ترامب عن تعاطيه عقاراً مضاداً للملاريا مشكوكاً في فعاليته للمساعدة في درء فيروس كورونا موضع ترحيب في الهند.
وتأييد ترامب السابق لعقار هيدروكسي كلوروكوين حفز تحولًا هائلاً في الدولة الواقعة في جنوب آسيا، مما دفع أكبر منتج للعقار في العالم على صنع المزيد منه ووصفه علاجاً للعاملين الصحيين في الخطوط الأمامية الذين يعالجون الفيروس ونشره كأداة دبلوماسية، على الرغم من وجود أدلة متزايدة ضد استخدام العقار للعلاج من «كوفيد-19».
وقال ترامب الاثنين إنه كان يأخذ هيدروكسي كلوروكوين كإجراء للحماية من الفيروس. ومع ذلك، حذرت إدارة الأغذية والدواء الأمريكية من استخدامه خارج المستشفيات خوفاً من حدوث مشاكل خطيرة في القلب.
وتسببت تصريحات ترامب بتغيير جذري بسياسة الهند بشأن العقار الذي يعود إلى عقود من الزمن والذي يُستخدم للوقاية من الملاريا وعلاج الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي، وذلك بعد أن غرد في مارس قائلاً إن استخدام هذا العقار مع المضاد الحيوي يمكن أن يكون «مغيراً لقواعد اللعبة» في مكافحة الوباء.
وسرعان ما أقرته وزارة الصحة الهندية كوسيلة وقائية للعاملين في مجال الرعاية الصحية وغيرهم من المعرضين لخطر الإصابة بالعدوى، وكعلاج للمرضى المصابين بأمراض خطيرة.
حتى إن المسؤولين في مومباي وضعوا خطة لإعطاء هيدروكسي كلوروكوين لآلاف سكان الأحياء الفقيرة كإجراء وقائي ضد الفيروس.
تنص القواعد على عدم استخدام عقاقير مثل هيدروكسي كلوروكوين إلا بعد مراجعة علمية وأخلاقية صارمة، واستمرار الإشراف من قبل لجنة الأخلاقيات وضمان الموافقة المستنيرة -لكن أيا من هذا لم يحدث مع هيدروكسي كلوروكوين، وفقًا للدكتور عمار جيساني، خبير الأخلاقيات الطبية.
تم تأجيل اقتراح مومباي في نهاية المطاف عقب شكوك حول أخلاقيات الترويج هيدروكسي كلوروكوين، دون إخضاعه أولاً للتجارب السريرية. لكن الحكومة الهندية أوصت الكثير من الأشخاص باستخدامه، ما يخالف قواعد عام 2017 للاستخدامات الطارئة للأدوية غير المختبرة، كما قال جيساني.
حظرت الهند في البداية صادرات هيدروكسي كلوروكوين، لكنها رفعت الحظر بعد تهديد ترامب باتخاذ خطوات انتقامية.
وفي الوقت نفسه أمرت الحكومة الهندية الشركات المصنعة بزيادة الإنتاج من 1.2 مليون إلى 3 ملايين قرص شهرياً -مما تسبب في ارتفاع أسهم الشركة بشكل لافت. وقفزت مبيعات الولايات المتحدة إلى أستراليا بسرعة صاروخية.
حتى إن المسؤولين قالوا إن المزارع الهندية يمكن أن تزيد من إنتاج أشجار سينشونا، التي يحتوي لحاؤها على مركب الكينين، الذي يتم استخدامه لعلاج الملاريا منذ ستينيات القرن التاسع عشر. ويمكن أيضاً تصنيع الكينين صناعياً.
وفقاً للبيانات الحكومية اشترت الحكومة الهندية نفسها 100 مليون حبة من هيدروكسي كلوروكوين، لتوزيعها على الولايات والتبرع بها لدول مثل أفغانستان وميانمار وجمهورية الدومينيكان.
الهند هي أكبر منتج في العالم للأدوية الجينية، وهي صناعة سريعة النمو أدت إلى انخفاض أسعار الأدوية على مستوى العالم.
خلال أزمة فيروس نقص المناعة البشرية الإيدز، لعبت الهند دوراً مماثلاً كما هو الحال في جائحة فيروس كورونا، مما عزز الإمدادات العالمية من الأدوية المنقذة للحياة.