الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

بعد تفشي كورونا في بكين.. الوباء لم ينتهِ بعد

في قسم كبير من بكين، عادت الحياة إلى طبيعتها تدريجياً، ورحَّبت المطاعم بروادها، وعاد الناس إلى العمل، وفتحت المدارس أبوابها. وبدا أن وباء كورونا يحدث لبقية العالم وليس الصين. إلا أن هناك أمراً واحداً واضحاً بشكل مؤلم: «هذا الوباء لم ينتهِ بعد»، بحسب صحيفة «واشنطن بوست».

وأعلنت بكين الأسبوع الماضي أول حالة إصابة بالفيروس تنتقل محلياً خلال 55 يوماً، لرجل يبلغ من العمر 52 عاماً. وأبلغ المصاب المسؤولين أنه لم يغادر المدينة خلال أكثر من أسبوعين ولم يكن على اتصال مع أي أحد خارجها.

وسرعان ما اكتشفت السلطات عشرات الحالات الأخرى، معظمها مرتبطة بسوق مترامية الأطراق في جنوب شرقي بكين. ويوم السبت الماضي، أعادت فرض إجراءات صارمة لمنع موجة ثانية من العدوى.

وما يزال عدد الحالات ضئيلاً بالنسبة لمدينة يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة، ولكن السلطات ألغت 1200 رحلة جوية، وأغلقت المدارس بعد شهر واحد من إعادة فتحها. وتزعم السلطات أنها أجرت أكثر من 3.5 مليون اختبار للفيروس.

وفي الأسابيع التي سبقت حالة التفشي الأخيرة، كان المسؤولون الصينيون يتحدثون بفخر عن نجاحهم في احتواء فيروس كورونا، مشيرين إلى أن الصين قد تكون نموذجاً يُحتذى به. ولكن الحالات الجديدة تُظهر أن النموذج ربما يكون أكثر هشاشة مما بدا عليه.

وتثير الحالات الجديدة في بكين تساؤلات مقلقة، ليس فقط حول كيفية انتقال الفيروس إلى سوق زينفادي للأغذية، أكبر سوق زراعية بالجملة في البلاد، وهو ما يشكّل مصدر قلق واضح، بل وأيضاً حول ما إذا كانت الماشية أو حتى الأسماك تحمل الفيروس. وقال المسؤولون الصينيون إن الفيروس قد يكون انتشر بالقرب من السوق منذ أبريل الماضي.

وتكافح بكين موجة ثانية من تفشي كورونا، ولكن دول أخرى لم تتجاوز الموجة الأولى بعد. ومع تبني الصين لنهجها في مكافحة الفيروس، تراجعت بعض الدول، وذلك في خضم الإرهاق وحالة عدم اليقين والآلام الاقتصادية.

وفي الولايات المتحدة، قال مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن وسائل الإعلام أخطأت: «فالولايات المتحدة لم تكن تواجه موجة ثانية من العدوى، بل كانت تفوز بالقتال ضد العدو الخفي».

فيما قال أنتوني فاوتشي مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية «لا أحب الحديث عن موجة ثانية الآن، لأننا لم نخرج من الموجة الأولى».

وعلى الصعيد العالمي، تؤكد الأرقام أن الوباء في تزايد حتى مع محاولة العالم المضي قدماً.

ويُقر بعض المسؤولين صراحة بأننا سوف نمارس لعبة القط والفأر مع فيروس كورونا لأشهر، إن لم يكن لسنوات.