الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

مواليد كورونا «قنبلة زمنية» تهدد بأعلى معدل للمواليد في الفلبين منذ 20 عاماً

مواليد كورونا «قنبلة زمنية» تهدد بأعلى معدل للمواليد في الفلبين منذ 20 عاماً

حذر عاملون في مجال الرعاية الصحية في الفلبين من الآثار السلبية التي تسبب بها الإغلاق الصارم الذي فرضه وباء كورونا في البلاد، والذي يهدد بحدوث «انفجار» في معدل المواليد.

وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية فإن الإجراءات الاحترازية أعاقت بشدة الوصول إلى خدمات تنظيم الأسرة، ومن الممكن أن يؤدي ذلك إلى أكبر زيادة إنجاب في البلاد منذ عقدين.

وقال عاملون في مجال الرعاية الصحية إن القيود التي فرضت على الحركة منذ مارس، منعت المرضى والطاقم الطبي من الوصول للعيادات لأشهر، وتسببت بنقص في وسائل منع الحمل في بعض المناطق.

ومن ناحيته قال ناندي سينوك المدير التنفيذي لمؤسسة تنظيم الأسرة في الفلبين، إنه على الرغم من استمرار عمل الموظفين خلال فترة الإغلاق إلا أن العمل تأثر بشكل سلبي، وأضاف أن المرافق الحكومية لا تزال مفتوحة رسمياً، ولكن لا يمكن الوصول إلى الخدمات.

وسجلت الفلبين أكثر من 35 ألف إصابة بالفيروس التاجي، و1244 حالة وفاة، وكانت منطقة العاصمة مانيلا هي الأكثر تضرراً.

نقص في الإمدادات

وعلى الرغم من تخفيف قيود الإغلاق وإجراءات الحجر الصحي، لاتزال وسائل النقل العام معطلة، ولا يعمل في مراكز تنظيم الأسرة إلا عدد قليل من العاملين بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي.

وتشهد البلاد نقصاً مستمراً في وسائل منع الحمل، خاصة في الجزر والمناطق الريفية البعيدة عن العاصمة.

وأشار ناندي إلى أن مراكز تنظيم الأسرة مهامها هي تشجيع النساء على استخدام وسائل منع الحمل طويلة المفعول، وتعطي عياداتها إمدادات أكبر للأسر في حالة فرض القيود على الحركة إلا أن مشكلة نقص الإمدادات تعيق ذلك، في حين أن هذه الخدمات لا تعتبر أولوية في برامج استجابة الحكومة في ظل الظرف الحالي.

وبحسب الغارديان تشير التقديرات إلى أن عدد النساء اللاتي لا يستطعن الوصول إلى مراكز تنظيم الأسرة ارتفع منذ فرض القيود بمقدار الخمس ليصل لأكثر من 3 ملايين امرأة.

أكبر حصيلة ولادات منذ عام 2000



وتشير التوقعات التي أعدها معهد السكان بجامعة الفلبين وصندوق الأمم المتحدة للسكان، إلى أنه من الممكن أن يولد نحو 214 ألف طفل إضافي في العام المقبل نتيجة لحالات الحمل غير المخطط لها التي سببها الوباء.

ووفقاً للتوقعات من الممكن أن يحدث نحو 1.9 مليون ولادة في عام 2021، وهي أكبر حصيلة للولادات السنوية منذ عام 2000.

وقالت الدكتورة إزميرالدو إليم مديرة مستشفى الدكتور خوسيه فابيلا في مانيلا الذي يضم جناح الولادة الأكثر ازدحاماً في البلاد: «سنكون نحن الذين سنستقبل حالات الولادة في غصون 9 أشهر، وأضافت أن أعداد المرضى الخارجيين في عيادة تنظيم الأسرة انخفضت بشكل سريع خلال الأشهر الأخيرة».

وفي مقاطعة لايونيون شمال الفلبين، قالت روزيل كاسيا وهي طبيبة في أحد مستشفيات المنطقة، إن بعض مرضاها الذين أتوا للحصول على وسائل منع الحمل لم يستطيعوا الحصول عليها.

وأضافت أن النساء في منطقتها يفضلن موانع الحمل القابلة للحقن التي يطول مفعولها لمدة 3 أشهر، وأكدت أن العديد من الذين كان من المفترض أن يحصلوا على حقن جديدة في أبريل الماضي الذي تزامن مع الإغلاق الصارم لم يأتوا للمركز إلا هذا الشهر.

قلق على الصعيد العالمي

وهناك قلق متزايد بشأن تأثير جائحة «كوفيد-19» على خدمات تنظيم الأسرة على الصعيد العالمي، حيث يتوقع صندوق الأمم المتحدة حدوث ما يقارب 7 ملايين حالة حمل غير مقصودة في جميع أنحاء العالم نتيجة للأزمة.

كما أثار النشطاء مخاوف بشأن زيادة حالات العنف المنزلي حول العالم.

وقالت توموكو فوكودا المدير الإقليمي للاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة في شرق وجنوب شرق آسيا وأوقيانوسيا، أن الأشخاص العالقين في منازلهم في بيئة مسيئة، قد لا يسيطرون على صحتهم الجنسية.

وأضافت أن البقاء في المنزل وعدم القدرة على الخروج يؤثر على الكثير من الأمور بالنسبة للمرأة لاسيما اتخاذ القرارات.

قلق من ازدياد الإجهاض غير الآمن

وعلى صعيد آخر، حذرت مؤسسة ماري ستوبس إنترناشيونال التي تهتم بصحة المرأة في كافة أنحاء العالم، من ملايين عمليات الإجهاض غير الآمن على مستوى العالم مما قد يؤدي لآلاف الوفيات.

ويحظر القانون في الفلبين عمليات إنهاء الحمل والإجهاض.

وقالت موناليزا ديونيس، مديرة برنامج مؤسسة تنظيم الأسرة في إيلويلو وسط الفلبين، إن موظفيها أخبروها أنهم استقبلوا على مدى الأسبوع السابق نحو 20 امرأة حامل في شهورهن الثلاث الأولى للحمل، مقارنة بخمس أو 6 نساء قبل فرض القيود بسبب كورونا.

وليس من الواضح ما إذا كان ذلك يعكس زيادة في حالات الحمل، أو ما إذا كانت النساء اللاتي كن يقمن في المنزل بدأن في طلب الرعاية الطبية.

وقدمت ديونيس وغيرها من الموظفين المشورات والنصائح عبر الإنترنت، وذهبوا للعديد من المنازل لتقديم العلاج أثناء فترة الحجر.