الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

كورونا الهند.. فوضى تضرب المستشفيات بسبب نقص الأسرة والأيدي العاملة

شهدت الهند مؤخراً تزايداً كبيراً بعدد إصابات فيروس كورونا واحتلت المركز الرابع عالمياً بأكثر من نصف مليون حالة إصابة وأكثر من 16 ألف حالة وفاة.

ووسط هذا التزايد هناك العديد من المخاوف من حدوث المزيد من الفوضى في العاصمة الهندية حيث ترفض المستشفيات استقبال المرضى وسط نقص حاد في الأسرة والعاملين في مجال الرعاية الصحية.

وتقول صحيفة التلغراف البريطانية، إن المواطنة الهندية براميلا مينيز (28 عاماً)، نقلت والدتها حوروباري مينيز (55 عاماً)، من قريتهم النائية إلى نيودلهي بعد ظهور أعراض الإصابة بـ«كوفيد-19» عليها ومشتبه أنها مصابة بسكتة دماغية، على أمل أن تلقى رعاية صحية جيدة في العاصمة.

وبعد وصولها إلى مستشفى سافدار جونغ في 10 يونيو الماضي، رفض الأطباء قبولها بسبب نقص الموظفين والأسرة.



ولم ينتهِ الأمر هنا، بل تم رفض الأم من 5 مستشفيات رئيسية أخرى في نيودلهي، بالرغم من أن حالتها تزداد سوءاً وكانت تعاني من صعوبات متزايدة في التنفس، كما أوضحت للأطباء أنها عانت من سكتة دماغية قبل 18 شهراً وبالتالي كانت تعاني من أمراض مصاحبة، مما يجعلها فريسة أسهل للفيروس.

ووفقاً للتلغراف فإن هذه القصة ليست الوحيدة، بل تشهد وسائل التواصل الاجتماعي زخماً من القصص المماثلة، ما يصور الوضع المأساوي لنظام الرعاية الصحية في الهند خلال أزمة الوباء.

تفاقم التحديات

تواجه مؤسسات الرعاية الصحية في الهند تفاقماً في التحديات الكبيرة وذلك بسبب نقص عدد الأطباء والممرضات الذين أصيبوا بالفيروس التاجي خلال علاج المصابين.

ويقول الدكتور رامانان لاكسيمينارايان مدير مركز ديناميكيات الأمراض والاقتصاد والسياسات إن تركيز الجميع يصب على نقص الأسرة والإمكانات، ولكنه أكثر قلقاً من نقص العاملين في المجال الطبي.

وأضاف: «يركز الجميع على الأسرة والمراوح ولكني أكثر قلقاً بشأن نقص العاملين الطبيين».



وقال: «يعمل الأطباء والممرضات المؤهلات بشكل كامل ومنهك، ثم يواجهون وصمة عار إضافية في مجتمعاتهم».



وأضاف: «في حال لم يكن هناك جهد وطني للتنظيم والاستفادة من جميع الخبرات الطبية المتاحة في الدولة، فستعاني الهند موسماً طويلاً من الوباء».

وبحسب التلغراف، فإن المستشفيات العامة في الهند شهدت نقصاً حاداً في الكوادر الطبية في الفترة التي سبقت الوباء، وتعاني البلاد من نقص بنحو 600 ألف طبيب و2 مليون ممرض وممرضة.

ويتفاقم هذا النقص بسبب ارتفاع نسبة الأطباء الحاصلين على شهادات مزورة. ومن بين 1.2 مليون طبيب مسجلين، لا يوجد مؤهل طبي لدى أكثر من نصف العدد وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.



ويعد نظام الرعاية الصحية في الهند واحداً من أكثر الأنظمة الصحية نقصاً في التمويل، حيث يتم إنفاق أقل من 11 دولاراً للفرد سنوياً».

وتسببت ظروف العمل السيئة والأجور المتدنية في هجرة نحو 100 ألف طبيب إلى دول مثل المملكة المتحدة وأستراليا.

نيودلهي بؤرة الوباء



وسجلت الهند هذا الأسبوع 500 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا وتعتبر العاصمة من البؤر الساخنة للوباء حيث تضم أكبر عدد من الإصابات والذي تجاوز 73 ألف إصابة، وعلى الرغم من ذلك يتوقع نائب رئيس وزراء ولاية دلهي مانيش سيسوديا، أن تشهد المدينة بحلول نهاية يوليو 550 ألف إصابة، وفي ذلك الوقت ستكون الولاية في حاجة إلى 80000 سرير مستشفى إضافي.

نقص في معدات الحماية

ومن أهم الأسباب التي أدت إلى تفاقم النقص في الكادر الطبي هي نقص معدات الوقاية الشخصية، إذ يتعرض العديد من الأطباء للإصابة خلال علاج المرضى بسبب عدم ارتداء معدات الوقاية.

وبحسب التلغراف قال أخصائيو الرعاية الصحية في دلهي ومومباي وكولكاتا إنه على الرغم من ازدياد الإمدادات منذ رفع القيود في 1 يونيو الماضي، إلا أنه لايزال هناك نقص كبير، وغالباً ما يضطرون إلى إعادة استخدام معدات الوقاية الشخصية الممزقة.

وقالت ممرضة تعمل في أحد مستشفيات نيودلهي وطلبت عدم الكشف عن هويتها: «نحن نفهم أن هذه أوقات صعبة وسيكون من الخطأ جداً التفكير في مصلحتنا الأنانية الآن»، وأضافت: «نحن لا نطلب المال أو أي شيء من هذا القبيل، بعد كل ما نحاول القيام به، نريد فقط أن يعاملونا كبشر».



وقال ممرض آخر في نيودلهي، إن أكثر من 300 من العاملين في مستشفاه أصيبوا بالفيروس بسبب الافتقار إلى الحماية.

وأضاف مشترطاً عدم الكشف عن هويته: «هناك نقص في عدد الموظفين على جميع المستويات من الأطباء والممرضين إلى الخدمات اللوجستية»، وأضاف: «هذه هي القضية الرئيسية التي نواجهها الآن».

وقال طبيب حكومي في مستشفى في مدينة سورات إن النقص يعني أن كل طبيب كان عليه رعاية 30 مريضاً بالفيروس التاجي.

المستشفيات الخاصة ضمن قائمة المعاناة

لا تعتبر المستشفيات الخاصة في وضع أفضل في الهند، حيث تم إغلاق 3 مرافق طبية في مدينة مومباي بعد أن ثبتت إصابات عدد كبير من الموظفين فيها، ويواجه المتخصصون في الرعاية الصحية وصمة عار متزايدة وضغوطاً متزايدة من أسرهم لكي يتوقفوا عن المجيء إلى العمل.



وقال الدكتور سولانكي صاحب مستشفى دارامفير سولانكي إن معظم الموظفين تركوا العمل في المستشفى عندما تم تحويلهم لعلاج مرضى «كوفيد-19» بسبب الضغط من أسرهم، وقال: «اضطررنا إلى توظيف طاقم جديد بالكامل 4 أو 5 مرات على مدى 20 يوماً، لأن الجميع خائفون ويرفضون أن يأتوا».

يخشى الدكتور سولانكي أن يضطر إلى إغلاق مستشفاه وأن يحذو حذوه كثيرون آخرون خلال الأشهر القليلة المقبلة بسبب نقص الموظفين.

عربات القطار لحجر المصابين

ومع توقعات ازدياد عدد المرضى في آخر يوليو، تقوم الهند بتحويل عربات القطارات إلى مرافق حجر صحي لرعاية المصابين.



وأثيرت الدهشة عندما تم الإعلان عن 25 فندقاً فاخراً لإيواء المرضى، ويتوقع من الموظفين غير المؤهلين تقديم الأدوية بدلاً من خدمة الغرف.

وتوقع خبير الصحة العامة الدكتور يوغيش جاين أن تشهد الهند في الشهرين القادمين فوضى كبيرة في النظام الصحي، كما حذرت السفارة الألمانية في نيودلهي هذا الأسبوع مواطنيها من أنهم لا يحظون بفرصة لدخول أي مستشفى.